خبير تركي في طب الطوارئ يحذر من انتشار "جدري القردة" ويحث السلطات على اتخاذ تدابير وقائية

حذر خبير تركي في طب الطوارئ من احتمال انتشار فيروس جدري القردة في تركيا بأي لحظة نظرا لرصد أكثر من 80 حالة في 12 بلداً حول العالم، كما حث السلطات الصحية التركية على اتخاذ تدابير وقائية لمنع انتشار الفيروس في البلاد.
Sputnik
أنطاكيا- سبوتنيك. وقال الخبير التركي في طب الطوارئ عضو لجنة عمل الوباء في اتحاد الأطباء الأتراك أوجور كارجي أوغلو لوكالة "سبوتنيك": "لم يتم رصد حالات بفيروس جدري القرود في تركيا حتى الآن، لكن هذا لا يعني أنه لن ينتشر في بلادنا وقد نسجل حالات في أي لحظة".
وأشار الطبيب التركي إلى أن "فيروس جدري القرود ليس وباء ينتشر بسهولة مثل كوفيد – 19، بل إنه يشبه مرض الجرب"، موضحا: "ينتقل فيروس جدري القرود عن طريق عوامل اللمس والتماس الوثيق والجماع، إلى جانب قطرات الجهاز التنفسي، إلا أن الطرق الرئيسية لانتشاره هي اللمس عموما، ولذلك فإن انتشاره لن يكون سهلاً مع الإشارة إلى أن الفيروس قد ينتشر بسرعة نظرا لكثرة السياحة والتنقل بين البلدان".
وأشار كارجي أوغلو إلى ضرورة التركيز على الذين سافروا إلى دول مثل نيجيريا والبرتغال وعادوا إلى تركيا للكشف عما إذا كان هناك إصابات بجدري القرود أم لا.
وأكد أن الوضع حالياً ليس بالخطورة التي تقتضي الذعر، لكن يجب على وزارة الصحة اتخاذ التدابير اللازمة قبل انتشاره في البلاد ووضع بعض القيود على البلدان التي ينتشر فيها الفيروس.
ولفت إلى أن فئة الشباب خاصة الذين لم يطعمون بلقاح جدري الماء هم الأكثر عرضة للإصابة بفيروس جدري القرود.
وأوضح: "تم تطعيم الأطفال في المدارس التركية بلقاح جدري الماء حتى الثمانينات وبعد ذلك اعتبرت السلطات التركية أنه قد تم استئصال فيروس جدري الماء وألغت التطعيم به، لذا فإن الذين تلقوا لقاح جدري الماء محصنين جزئيا أو كليا ضد فيروس جدري القرود أما غير المطعمين لاسيما الشباب فهم معرضون لخطر الإصابة به".
في السياق، أكد مصدر من وزارة الصحة التركية لوكالة "سبوتنيك"، أن الوزارة لم توجه أي تعليمات لمديرياتها في المدن لاتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لمنع انتشار فيروس جدري القرود.
منظمة الصحة العالمية تكشف عن 80 حالة إصابة مؤكدة بجدري القرود في 11 دولة
كما قال مصدر من وزارة السياحة التركية إنه لم تصلهم أي تعليمات بشأن التدابير التي يفترض اتخاذها لمنع انتشار فيروس جدري القرود، محذرا من أن هذا الفيروس قد يؤثر سلبا على الموسم السياحي في حال تفشيه بالبلاد كما حدث عند انتشار فيروس كورونا.
ونشرت منظمة الصحة العالمية، أمس الجمعة، دليلا تعريفيا حول فيروس جدري القردة، بعد تسجيل حوالي 80 حالة مشتبه بها حتى الآن في أوروبا وأمريكا وأستراليا.
وكان الفيروس قد ظهر للمرة الأولى بين البشر عام 1970 في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حين أصيب به طفل يبلغ من العمر 9 سنوات، في منطقة اختفى منه الجدري عام 1968.
وجدري القردة موجود بشكل أساسي في مناطق الغابات الاستوائية المطيرة في وسط وغربي أفريقيا، ولكن ظهر المرض في أجزاء أخرى من العالم في الأيام الأخيرة. وتشمل أعراضه الحمى والطفح الجلدي وتضخم الغدد الليمفاوية.
واعتبر خبراء آخرون أن انتشار هذا الوباء في أوروبا قد يشير إلى طفرات جديدة أصبحت قادرة على الانتشار خارج البيئات الاستوائية الماطرة.
مناقشة