"أنصار الله": لا نعارض تمديد الهدنة الحالية في اليمن شريطة عدم استمرار "معاناة الشعب"

اتهم رئيس المجلس السياسي الأعلى المشكل من جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) اليمنية، مهدي المشاط، التحالف العربي بقيادة السعودية والجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دولياً، بارتكاب آلاف الخروقات لهدنة الأمم المتحدة السارية في اليمن والتي تنتهي مطلع يونيو المقبل.
Sputnik
القاهرة - سبوتنيك. وقال المشاط في خطاب بمناسبة العيد الوطني الـ 32 للجمهورية اليمنية، ذكرى إعادة تحقيق الوحدة اليمنية، وفقاً لما نقله تلفزيون "المسيرة" الناطق باسم "أنصار الله": "آلاف الخروق ارتكبها تحالف العدوان ومرتزقته (في إشارة إلى قوات التحالف والجيش اليمني) منذ دخول الهدنة حيز النفاذ بينها أكثر من 35 زحفاً عسكريا، وحوالي 7 آلاف عملية تمشيط بالعيارات النارية، و400 عملية استحداثات وتحصينات، وأكثر من ألفي عملية ضرب صاروخي ومدفعي للعدوان، و13 غارة جوية".
وأضاف: "تحالف العدوان أعاق تسيير الرحلات إلى وجهاتها المحددة باستثناء رحلتين فقط وعرقل حركة السفن بطريقة سلسلة..المواطن لم يلمس فارقاً محرزاً بين الهدنة وعدم الهدنة، التي لم تكن مشجعة بما يكفي".
وتابع: "لسنا ضد تمديد الهدنة، ولكن ما ليس ممكناَ هو القبول بأي هدنة تستمر فيها معاناة شعبنا".
واعتبر رئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، أن "صمود الهدنة يعود إلى المستوى العالي من الصبر وضبط النفس الذي تحلت به صنعاء"، داعياً إلى "تعاون حقيقي ومشجع يفضي إلى تحسين المزايا الإنسانية والاقتصادية في أي تهدئة قادمة".
وأعرب عن "الأسف إزاء التعاطي الصادم والمخيب للآمال الذي انتهجه تحالف العدوان مع الالتزامات التي نصت عليها بنود الهدنة"، حسب تعبيره.
وشدد المشاط على "ضرورة مناقشة المزيد من الحلول الإنسانية والاقتصادية كأولوية صارمة تستدعيها ضرورة التخفيف من معاناة الشعب اليمني المحاصر"، على حد قوله.
وجدد رئيس المجلس السياسي الأعلى، شروط جماعته في تحقيق السلام باليمن، بالقول: "نؤكد حرصنا على السلام الحقيقي والدائم الذي يرتكز على مطالب إنهاء العدوان والحصار والاحتلال وإعادة الإعمار ومعالجة آثار الحرب العدوانية".
ورحب بـ"كل الجهود الخيرة التي تصب في السلام الحقيقي"، مؤكداً "إدراك أن عملية السلام تحتاج إلى تدرج ومسارات عمل متعددة".
وأرجع المشاط، أسباب إطالة أمد الحرب، إلى "تصورات تحالف العدوان الخاطئة وإلى الموقف الدولي المنحاز لدول العدوان"، على حد تعبيره.
وفي الثاني من أبريل الماضي، أعلن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، بدء سريان هدنة في اليمن لمدة شهرين قابلة للتجديد، تتضمن ايقاف العمليات العسكرية الهجومية براً وبحراً وجواً داخل اليمن وعبر حدوده، وتيسير دخول 18 سفينة تحمل الوقود إلى موانئ الحديدة غرب اليمن.
كما تتضمن الهدنة الأممية السماح برحلتين جويتين من وإلى مطار صنعاء الدولي أسبوعياً، وعقد اجتماع بين الأطراف للاتفاق على فتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات لتحسين حرية حركة الأفراد داخل اليمن.
ويشهد اليمن منذ 7 أعوام معارك عنيفة بين جماعة "أنصار الله" وقوى متحالفة معها من جهة، والجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دولياً مدعوماً بتحالف عسكري عربي، تقوده السعودية من جهة أخرى لاستعادة مناطق شاسعة سيطرت عليها الجماعة بينها العاصمة صنعاء وسط البلاد أواخر 2014.
وأودى الصراع الدائر في اليمن منذ اندلاعه بحياة 377 ألف شخص، 40 % منهم سقطوا بشكل مباشر، حسب تقرير للأمم المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
الجيش اليمني: الحوثيون ارتكبوا 4276 خرقا منذ سريان الهدنة
مناقشة