بطلب من واشنطن... هل يسعى بايدن لإصلاح ما أفسده في الخليج... خبراء يوضحون الأهداف

الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في حفل عشاء مراسلي البيت الأبيض، واشنطن، 1 مايو/ أيار 2022
شهدت العلاقات السعودية - الأمريكية في الفترة الأخيرة مرحلة من الفتور، إثر رفض المملكة الاستجابة ‏للمطالب الأمريكية بزياد إنتاج النفط، في حين التزمت السعودية بالمعايير التي تعمل من خلالها "أوبك ‏‏+".‏
Sputnik
في الآونة الأخيرة تداولت العديد من الصحف معلومات حول زيارات لمسؤولين من الجانب الأمريكي للرياض، وعلى رأسهم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، غير أن هذه الزيارة لم تتم، فيما تشير معلومات ذكرتها وكالة الأنباء الألمانية إلى زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن نهاية يونيو/حزيران المقبل.
رغم عدم تأكيد الزيارة، لكن الخبراء أشاروا إلى أن الزيارة هي بطلب من الجانب الأمريكي الذي يحاول مؤخرا معالجة الفتور الذي أصاب العلاقة بين واشنطن والعديد من الدول العربية، وأن هناك رغبة ومساعي في أروقة البيت الأبيض من أجل استعادة العلاقات إلى مستوياتها الطبيعية.
ويرى الخبراء أن واشنطن لم يعد بإمكانها ممارسة أي ضغوط على دول الخليج، وأن بايدن قد يكون أمام خيار واحد وهو إصلاح ما أفسده فقط، إذ أن موقف الرياض لن يتغير، وأنها تؤكد على ضرورة التعاون في إطار الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة لا تحت مظلة الهيمنة الأمريكية.
إعلام: البيت الأبيض يحضر لأول لقاء بين بايدن وولي العهد السعودي
الزيارة المرتقبة لم تؤكد بشكل رسمي من أي جانب حتى الآن، لكن التساؤلات المطروحة في الوقت الراهن تتعلق بأهداف الزيارة حال إتمامها.
من ناحيته، قال العميد متقاعد،عبد الله عسيري، الخبير العسكري السعودي، اليوم الاثنين، إنه "حال صحة المعلومات الخاصة بشأن زيارة الرئيس الأمريكي لمنطقة الخليج أو للسعودية فإنها بطلب من الجانب الأمريكي وليست دعوة من الجانب الخليجي".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن "الرئيس الأمريكي كانت بدايته لا تسر وغير موافقة ولا تساعد على تثبيت العلاقات التاريخية بين الولايات المتحدة ودول الخليج بشكل عام والسعودية بشكل خاص".
وأوضح أن "الأزمة العالمية الأخيرة ربما أيقظت الرئيس الأمريكي، وجعلته يفكر بأن الهيمنة الأمريكية لم تعد كما كانت، وأن المصالح هي ما تفرض على واشنطن ضرورة المحافظة على العلاقات مع الجانب الخليجي".
وأشار إلى أنه "يتوجب على الرئيس الأمريكي أن يصلح ما أفسده، من أجل الحفاظ على العلاقات مع المملكة ومنطقة الخليج".
ولفت عسيري إلى أن "المصالح الأمريكية تقتضي احترام العلاقات المشتركة بين واشنطن والرياض، وكذلك منع إيران من امتلاك السلاح النووي أو تطوير قدراتها الصاروخية البالستية"، حسب قوله.
ويرى أن "بايدن لن يقوم بمطالب بعينها لدول الخليج، وأنه مطالب فقط بإصلاح ما أفسده في السابق، وأن يعمل مع دول المنطقة في إطار الحفاظ على الأمن والاستقرار".
فيما قال بدر القحطاني، المحلل السياسي السعودي، اليوم الاثنين، إن "العلاقات بين البلدين استراتيجية وراسخة منذ عهود".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن "العلاقات بين السعودية وجميع الأحزاب الأمريكية ميزة عبر التاريخ".
ويرى أن "السعودية تتعامل في إطار منظمة "أوبك" ضمن المعايير والالتزامات، إذ انها لا تعتمد على طبيعة علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية".
ولفت إلى أن "جميع المؤشرات تؤكد مساعي البيت الأبيض وأروقة صناعة القرار الأمريكي من أجل علاقة أفضل مع الجانب السعودي".
سفارة السعودية لدى أمريكا تعلق على مزاعم "صراخ" محمد بن سلمان بوجه مستشار بايدن
وفي وقت سابق، قالت الرياض وواشنطن، إن لديهما رؤية مشتركة لمواجهة سياسات إيران المزعزعة للاستقرار.
جاء ذلك خلال لقاء الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز، نائب وزير الدفاع السعودي في واشنطن بوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.
وبحسب وكالة الأنباء السعودية "واس"، جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الاستراتيجية والتاريخية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية وسُبل تعزيزها.
وأكد الجانبان رؤية البلدين المشتركة لمواجهة السياسات الإيرانية المُزعزعة للاستقرار في المنطقة، التي تتضمن التنسيق الأمني والدبلوماسي بين البلدين الصديقين لمواجهة التهديدات الإيرانية، بما في ذلك التعامل مع ملف إيران النووي، وبرنامجها لتطوير الصواريخ الباليستية ورعايتها للإرهاب، وفقا لـ "واس".
مناقشة