كما هو معلوم أن تركيا في هذه الظروف تحاول الاستفادة من الأوضاع الإقليمية والدولية لتنفيذ هذه العملية، خاصة أنها تضمن عدم وجود اعتراض أو ردع من أي طرف، الولايات المتحدة تشارك تركيا في تنسيق العمل بين شمال شرق وشمال غرب سورية، الاتحاد الأوربي لن يقدم على أي عمل خاصة أنه يسعى لاسترضاء تركيا فيما يتعلق بانضمام فلندا والسويد لحلف الناتو، أيضا الدول العربية يقوم الرئيس أردوغان بالتصالح معها، والجانب الروسي مشغول بالوضع في أوكرانيا، وكما هو معلوم التركي ماهر في الاستفادة من الظروف واللعب على الحبال لتنفيذ المرحلة الرابعة من إقامة المنطقة الآمنة التي بدأت عام 2016 بدرع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام، والتي استطاع من خلالها احتلال حوالي 10 ألاف كم مربع، بالمحصلة الدولة السورية مستعدة للتصدي للعدوان التركي الجديد في حال نفذ أردوغان تهديداته.
روسيا دائما تعتبر الوجود التركي العسكري في سوريا غير شرعي، وبطبيعة الحال روسيا تدين العمليات العسكرية التركية في سوريا، وحاولت روسيا إقناع الأكراد تسليم الأراضي التي يسيطرون عليها للسلطات السورية، لكن للأسف وتحت الضغط الأمريكي نحن نشاهد الرفض من الأكراد وهذا ما يتسبب بالعمليات العسكرية المتكررة في سوريا وهناك علاقة مباشرة بين العملية العسكرية التركية ونوايا فلندا والسويد الانضمام لحلف الناتو، نقول بكل صراحة تركيا تدفع الولايات المتحدة الأمريكية للبلطجة عن طريق معارضنها لانضمام فنلندا والسويد، وعن طريق إجراء العملية العسكرية في سوريا، وهنا نرى ضغط على الموقف الأمريكي، وبطبيعة الحال الأمور مرتبطة بالعملية العسكرية في أوكرانيا، فهل تركيا تريد نجاح روسيا في أوكرانيا أم الفشل؟... في كلا الحالتين الجواب لا.
يمكن أن نقييم العمليات العسكرية التركية في الشمال السوري من ناحية السياسة الداخلية ومن ناحية السياسة الخارجية، داخلياً، الشعب التركي يشجع العمليات العسكرية ضد الإرهاب ولتحييد الانفصاليين الذين يهددون تركيا، لكن التصريح حول عمق العمليات لـ 30 كم في الأراضي السورية، يطرح تساؤلات، هل هي رسائل لأمريكا، أم للإرهابيين كي يبتعدوا لمسافة 30 كم داخل الأراضي السورية؟، الشعب التركي يرى أن هناك نقصاً، هذا النقص يمكن في عدم التنسيق مع الدولة السورية في هذه العمليات كونها تقوم على الأراضي السورية، ونحن الشعب التركي وخاصة المعارضة نطرح على الحكومة أن تنفذ عمليات عسكرية مشتركة مع الحكومة السورية لإنهاء الإرهاب كونها وروسيا تفكر بنفس الطريقة بهذا الموضوع، وبالتالي هناك فائدة مشتركة روسية تركية من التنسيق، ولا أعتقد أن تنجح خطة أمريكا في فتح جبهة ضد روسيا في سوريا واستفزازها عن طريق تركيا".