دونباس. الإبادة الجماعية. 2014-2022

مدرسة الناتو... من فيها وماذا يتعلمون على يد المدربين العسكريين الغربيين في أوكرانيا

توافد مدربون عسكريون أجانب إلى أوكرانيا ليشرفوا على تدريب عناصر القوات الأوكرانية والمجموعات المسلحة على استخدام الأسلحة الحديثة وتلغيم الطرق وتفجير السيارات وتنفيذ العمليات التخريبية والإرهابية.
Sputnik
البداية
زعم الرئيس الأوكراني الأسبق، بوروشينكو، في ديسمبر/ كانون الأول 2014، أن الجيش الأوكراني أصبح قادرا على مقارعة أقوى جيوش أوروبا. وبحسب بوروشينكو، فإن وتيرة تقوية الجيش الأوكراني خلال عام 2014 كانت سريعة، ولكنها لم تُرض نظام كييف. ولذلك فإن كييف توجهت لاستقدام المدربين العسكريين من الخارج.
وسرعان ما وصل نحو 300 من عناصر القوات الأمريكية إلى مركز تدريب تابع للجيش الأوكراني في مقاطعة لفوف لينكبّوا على تدريب عناصر القوات الأوكرانية. وبعد مضي بعض الوقت، أعلن أحد المدربين إتمام "التعليم الناجح" لمجموعة من العسكريين الأوكرانيين. وأوضح أن المتدربين الأوكرانيين تدربوا على تشغيل قطع المدفعية.
التوسع الجغرافي
ثم توافد إلى أوكرانيا عسكريون من بلدان أخرى وخاصة بولندا والدانمارك وليتوانيا ولاتفيا ليشرفوا على تدريب عناصر القوات الأوكرانية على إجراء العمليات التخريبية وزرع الألغام وأعمال القناصة.
صورة عن تغريدة لوزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف يشكر إستونيا لتزويدها بأنظمة جافلين المضادة للدبابات.
تعليم المتطرفين
وأشرف موفدو الدول الغربية على تدريب عناصر وحدات الجيش الأوكراني المكونة من المتطرفين أيضا. وكشف المدرب الأمريكي سكوت ريتر أن المدربين الأمريكيين والبريطانيين باشروا مهمتهم مع مجموعة المتطرفين المسماة "فوج آزوف" في عام 2015.
صورة نشرتها وسيلة الإعلام البيلاروسية "نكستا" (NEXTA)، والتي بموجبها، كان أفراد من الكتيبة القومية المتطرفة "آزوف" هم أول من تدرب لهم مدربون في الناتو على استخدام أنظمة NLAW المضادة للدبابات.
وصرح أحد قادة "فوج آزوف"، رومان زفاريتش، في مارس/آذار 2016 أنهم أنشأوا في الصيف الماضي، مدرسة للضباط ضمت هيئة التدريس فيها 4 ضباط أمريكيين سابقين ومواطنة كندية. وتلقى 32 من ضباط "فوج آزوف" العلوم فيها ليصبحوا عارفين بالإجراءات المعتمدة في البلدان أعضاء الناتو (حلف شمال الأطلسي) إبان تنفيذ المهام القتالية "أحسن من جنرالاتنا".
ونشر الصحفي الأمريكي ماكس بلومينتال في عام 2018، بحثًا عن الاتصالات بين عسكريي الولايات المتحدة الأمريكية و"فوج آزوف" ذكر فيه أنه كانت لضباط الولايات المتحدة لقاءات متواصلة مع قادة "فوج آزوف" على مر شهرين في عام 2017.
صورة عن منشور للصحفي ماكس بلومنتال، مفاده أن الجيش الأمريكي والكندي التقى بأفراد من كتيبة آزوف النازية الجديدة خلال مناورة مشتركة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017.
ويظهر في إحدى الصور المنشورة على الموقع الإلكتروني لـ"فوج آزوف" ضابط أمريكي يصافح يد قائد "فوج آزوف" الذي تُزيّن زيه شارات النازيين، وهو ما يؤكد أن العسكريين الأمريكيين على اتصال بالنازيين الجدد الأوكرانيين وفقا للصحفي الأمريكي.
وأشار بلومينتال إلى أوجه الشبه بين برنامج تدريب "الثوار المعتدلين" السوريين وبرنامج تدريب القوميين المتطرفين الأوكرانيين، موضحا أن البرنامجين يضمنان وصول الأسلحة الأمريكية إلى المتطرفين في سوريا وأوكرانيا.
صورة عن شاشة من منشور للصحفي ماكس بلومنثال مع تعليق ساخر: "لا شيء يقنع باستقرار الوضع مثل النازيين الجدد من "القطاع الأيمن" (منظمة متطرفة محظورة في روسيا) المسلحين بصواريخ بريطانية مضادة للدبابات من طراز NLAW".
ودعم الصحفي الأمريكي كلامه بصورة يظهر فيها أحد عناصر "فوج آزوف" يجرّب قاذف رمّانات من صنع أمريكي.
ونُشرت هذه الصورة على موقع "فوج آزوف" على شبكة الإنترنت في يونيو 2017، ثم أُزيلت.
كشف السر
ودخلت القوات الكندية أيضا في تعاون مع مجموعات النازيين الجدد التابعة للقوات المسلحة والحرس الوطني الأوكراني.
وأفاد موقع World Socialist Web Site أن وزارة الدفاع الكندية حاولت التستر على لقاء موفدي الوزارة بعناصر "فوج آزوف" في عام 2018، ولكن سر وزارة الدفاع الكندية انكشف حينما نشر عناصر "فوج آزوف" صور لقائهم بالضباط الكنديين.
وعلم "راديو كندا" أن كندا خصصت نحو مليار دولار لتدريب المسلحين المنتسبين إلى "فوج آزوف".
ووجدت قناة "سي تي في" في التلفزيون الكندي هي أيضا براهين على إشراف العسكريين الكنديين على تدريب مسلحي "آزوف"، وهي الصور التي التقطها المتطرف كيريل بيركال.
صورة عن الموقع الإخباري الكندي "CTV"، حيث وجد الصحفيون الإعلاميون الكنديون على صورة لعضو في كتيبة "آزوف" الوطنية على الشبكات الاجتماعية ولاحظوا وجود مدربين كنديين قاموا بتدريب النازيين الجدد.
وأقرت وزارة الدفاع الكندية بأن موفديها تعاملوا مع المتطرفين في أوكرانيا رغم حظر تدريب "فوج آزوف".
الأكاديمية العسكرية بيت المتطرفين
نشرت جامعة جورج واشنطن الأمريكية في سبتمبر/أيلول 2021 تقريرا عن أحد تنظيمات التطرف الأوكرانية المسمى "سنتوريا" كتبه الصحفي الأوكراني المقيم في أمريكا، أليكسي كوزمينكو.
وأشار كاتب التقرير إلى أن تنظيم "سنتوريا" الذي يتخذ أكاديمية القوات البرية في مقاطعة لفوف مقرا له، حدد مهمته في إعادة هيكلة الجيش الأوكراني وفقا لآيديولوجيا اليمين المتطرف.
ووفق كاتب التقرير، أتيحت لعناصر تنظيم "سنتوريا" فرصة التقاء المدربين العسكريين الأمريكيين وطلبة الأكاديميات العسكرية الأمريكية والفرنسية. وواظب قادة التنظيم بدورهم على إعلان التفاصيل حول تعاونهم مع الزملاء الأجانب والمشاركة في مناورات عسكرية تنظمها الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو): فرنسا وبريطانيا وكندا والولايات المتحدة وألمانيا وبولندا.
التلاميذ يتفوقون على المدرّسين
ووفق التقرير الذي كتبه كوزمينكو، لم يُخفِ تنظيم "سنتوريا" أنه على اتصال وثيق بـ"فوج آزوف".
ولفتت مجلة "منثلي ريفيو" الأمريكية اهتمام قرائها إلى صورة يظهر فيها أحد أعضاء تنظيم "سنتوريا" واثنان من العسكريين الأمريكيين ذوي البشرة السوداء. والمثير للاهتمام أن العضو في تنظيم "سنتوريا" يحمل شارة تدل على مناصرته لنظرية تفوّق ذوي البشرة البيضاء.
صورة لتغريدة جندي أوكراني لصورة نشرها على الإنستغرام، حيث ترك تعليقًا نازيًا على صورة مع جنود أمريكيين سود.
ويسعى تنظيم "سنتوريا" إلى جذب ضباط الجيش الأوكراني إلى صفوف النازيين الجدد في نظر موقع World Socialist Web Site. وقد تمكن من جرّ الكثير من طلبة الأكاديمية إلى صفوفهم والذين يشغلون الآن المناصب القيادية في القوات المسلحة الأوكرانية.
يحق لهم تلقي التدريبات
ونظمت حكومات كندا والولايات المتحدة وبريطانيا دورات لإعداد جنود الجيش الأوكراني لحرب كبيرة مع روسيا. ومن متبعي هذه الدورات قادة "فوج آزوف". وقال موظف سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية لـ"ياهو نيوز" إن الولايات المتحدة تعدهم "لقتل الروس".
وقال مسؤول في السفارة الأمريكية لدى أوكرانيا لـ"ذي ديلي بيست" إنهم لا يرون داعيًا لرفض تعليم عناصر المجموعات المسلحة ما داموا ينتمون إلى الحرس الوطني الأوكراني رسميًا.
تغيير السيناريو
تشير كل الدلائل إلى أن الناتو كان لينفذ خططه في أوكرانيا لو لا العملية العسكرية الخاصة الروسية.
وقد قال ليونيد باسيتشنيك، رئيس جمهورية لوغانسك الشعبية، في مقابلة مع "سبوتنيك" في 1 يناير/كانون الثاني 2022، في الإشارة إلى المدربين العسكريين الأجانب، إنهم توجهوا إلى أوكرانيا في مهمة محددة ويمكنهم أن يتحولوا إلى مقاتلين على خط التماس غير عابئين بأوامر الضباط الأوكرانيين.
دونباس. الإبادة الجماعية. 2014-2022
فوج "آزوف"... معقل النازية
مناقشة