كيف تستعد ليبيا لمواجهة الصيف مع انهيار شبكة الكهرباء؟

ساعات طوال يقضيها الليبيون في ظلام تام جراء تفاقم أوضاع شبكة الكهرباء في البلاد، حيث بدأ فصل الصيف وعادت من جديد مشكلة طرح الأحمال الكهربائية لتزيد ساعات انقطاع التيار الكهربائي لمدد تجاوزت في بعض الأحيان أكثر من عشر ساعات متواصلة.
Sputnik
ويرجع ذلك إلى عجز شبكات توليد الطاقة في إنتاج الكهرباء، وتغطية متطلبات المدن، حيث تعرضت الشبكة الكهربائية للكثير من الأضرار في فترات الحرب، وفقدت الشركة العامة الكثير من الشبكات جراء الاشتباكات المتتالية في البلاد.
وبحسب تصريحات مصادر خاصة لـ"سبوتنيك" من الشركة العامة في طبرق، فإن كمية العجز في مدينة طبرق التي تقع في أقصى شرق ليبيا تصل إلى 120 ميغا، وتزيد في فترات فصل الصيف لتصل إلى 150 ميغا.
وتم فصل طبرق عن باقي الشبكة في المنطقة الشرقية، وذلك لتغطيتها من الشبكة المصرية، وسوف تنتهي معاناة أهالي المدينة عند دخول الوحدة الأولى من الشبكة الغازية الجديدة بقيمة 185 ميغا، في نهاية يونيو/ حزيران الجاري، وسوف تدخل الوحدات الأخرى في السنوات القادمة.
نقل أحمال كهرباء طبرق الليبية على الشبكة المصرية
وتقدر الإنتاجية الإجمالية لمحطة طبرق الغازية بـ740 ميغا، ستنهي هذه المحطة الغازية الجديدة كمية طرح الأحمال في مدينة طبرق وستحسن الشبكة العامة عند دخولها، وأشار ذات المصدر إلى أن تحميل مدينة طبرق على الشبكة المصرية جاء لتخفيف قيمة الأحمال على الشبكة العامة التي تعاني من عجز كبير.
وفي تصريح خاص لـ"سبوتنيك" قال المهندس موسى السليماني بإدارة الإعلام بالشركة العامة للكهرباء بنغازي: "طرح الأحمال هو علاج لمشكلة ما، إما عجز في التوليد أو عطل أو اختناق في أحمال المولدات والكوابل، وتزيد الأحمال مع بداية فصل الصيف نتيجة للاستخدام المكثف لأجهزة التكييف في المنازل".
وتابع: "يعتبر هذا الاستخدام المفرط في هذه الأجهزة مشكلة كبيرة للشبكة، وبالتالي الإنتاج لا يغطي هذا الإفراط في استهلاك التيار الكهربائي، ولذلك نضطر لاستخدام طرح الأحمال، لأن الاستهلاك أكثر من الإنتاج، وذلك من أجل الحفاظ على الشبكة".
أسباب انهيار الشبكة
وتابع السليماني: "لدينا مشاريع توقفت بعد ثورة السابع عشر من فبراير عندما غادرت الشركات المنفذة، منها مشاريع خطوط النقل، ومحطات الإنتاج، ناهيك عن الدمار الكبير الذي تعرضت له الشبكة في فترة الحرب، والعوائق التي خرجت علينا بعد توقف المشاريع كانتشار المباني العشوائية فوق الكوابل، وكل هذه الأسباب عوائق كبيرة، وكذلك طفرة البناء التي ظهرت بشكل كبير وتعتبر هذه زيادة في الأحمال".
وأردف: "للأسف لم تُبد السلطات التنفيذية المتتالية أي اهتمام بقطاع الكهرباء، ونحن نعرف جيدا أن الكهرباء عنصر أساسي في البلاد، ولن يكون هناك أي تطور وهذا القطاع مهمل، لدينا كوادر مميزة عملت في أحلك الظروف، في الحرب التي شهدتها المدينة كان من الصعب السيطرة على الشبكة، ولكن بفضل مهندسي الشركة الذين وضعوا أنظمة وقاية تمكنوا من السيطرة على الشبكة ووفروا الكهرباء في وقت صعب جدا عن طريق محطة شمال بنغازي".
وقف إنتاج الغاز في حقل الاستقلال شرقي ليبيا يتسبب بفقدان 60 مليون قدم مكعب من الغاز
وأشار إلى أن الشركة العامة للكهرباء تتعرض للكثير من "الاعتداءات والسرقات" التي تفشت في كل مدن ليبيا، تتمثل في سرقة الإسلاك والكوابل والمحطات، حيث هؤلاء "العابثين" محطات ثمنها مئات الآلاف، وهذه الظاهرة أهلكت القطاع الكهربائي بالكامل.
حلول مكافحة العجز
لفت السليماني إلى أن "قيمة العجز في الشبكة بالكامل تتجاوز 2000 ميغاواط، ودخلت الآن مجموعة من الشركات وبدأت في إجراء الصيانة والعمرة لبعض الشبكات والوحدات التي تعدت ساعات العمل المحددة لها، حتى نستطيع توفير الطاقة المطلوبة للمواطنين".
كما أكد أن "محطة طبرق الغازية سوف تدخل للخدمة في أواخر يونيو الجاري، ولدينا محطات أخرى في الغرب الليبي تحت الإنشاء أيضا سوف تدخل للشبكة قريبا، ونستطيع القضاء على العجز بالكامل عندما تتم الصيانة لكل الوحدات عنده نقول بأننا نستطيع القضاء على العجز في الشبكة العامة".
وشدد على ضرورة "ترشيد استهلاك التيار الكهربائي المفرط من قبل المواطنين وتعهد بأنه لن يكون هناك طرح أحمال في حال ترشيد استخدام الكهرباء".
مناقشة