لماذا تعيد شبكات الإعلام الغربية النظر في سياسات "جذب المتابعين"؟

في مذكرة للعاملين، أخبر الرئيس الجديد لشبكة "سي إن إن" كريس ليخت، العاملين يوم الخميس، أنه ينوي تقليص شريط "الأخبار العاجلة" الذي أصبح كثير الظهور في الآونة الأخيرة، قائلا لهم "ليس كل شيء أخبار عاجلة".
Sputnik
وذكر ليخت في مذكرته: "نحن نخبر الحقيقة، نركز على إعلام مشاهدينا وليس إثارة ذعرهم. شيء سمعته من كل من الأشخاص داخل وخارج المنظمة هو الشكاوى حول الإفراط في استخدام لافتة الأخبار العاجلة، وأنا أوافقهم، لقد أصبح عنصرا أساسيا في كل قناة وشبكة حتى فقد تأثيره على الجمهور".
على سبيل المثال، استخدمت "سي إن إن" ذات مرة لافتة "الأخبار العاجلة" أثناء حديثها عن الذكرى 102 لغرق السفينة تايتانيك، وكانت هذه "حالة متطرفة" منذ عدة سنوات.
البيت الأبيض يصادق على المواد المزيفة المعادية لروسيا في "سي إن إن" و"بلومبرغ"
ولكن إذا كنت يشاهد الشبكة بانتظام أو أي شبكة إخبارية أخرى، فغالبا ما يرى علامة "الأخبار العاجلة" على القصص التي من الواضح أنها ليست عاجلة ولا مهمة، بحسب تقرير لمعهد "بوينتر" المتخصص في أخلاقيات الصحافة ومحو الأمية الإعلامية وتقصي الحقائق.
من يطالع "سي إن إن" أو مثيلاتها يتعرض للـ"حرق" من حين لآخر بسبب لافتة "الأخبار العاجلة"، فمن الطبيعي أن يتوقف ليرى ما هي الأخبار المهمة، لكن سرعان ما يشعر بالانزعاج عندما يدرك أنها ليست أخبارا عاجلة حقا وبالتالي تتآكل مصدقية الشبكات.
بطبيعة الحال، تنجح هذه اللافتة في تحقيق ما أرادته الشبكة الإخبارية وهو إيقاف المشاهد لمتابعة البث، لكن من ناحية أخرى، تتضرر مصداقية "سي إن إن" أو غيرها عندما يدرك المشاهدون، بعد بضع ثوان فقط أنهم يتعرضون للخداع.
مرحلة ما، بدأت لافتة "الأخبار العاجلة" في الظهور دون أن تفكر غرفة التحكم فيها كثيرا، وأصبحت مجرد عادة، وأصبح من العادي اعتبار أي شيء بعد ذلك بمثابة أخبار عاجلة.
كتب ليخت: "لقد رأيتم بالفعل لافتة الأخبار العاجلة أقل بكثير (من المعتاد) عبر برامجنا، يجب أن يعكس مضمون صوتنا بشكل كلي ذلك. كما قلت، يجب أن نكون حيويين، وملائمين، ومحترمين، و(نعلم) كيف نظهر لجمهورنا في كل قصة في كل جزء من البلاد وحول العالم".
يقول تقرير "بوينتر" إن ليخت على كان حق عندما قال إنها شكوى شائعة بين المشاهدين، الذين يشتكون من الشبكات الرئيسية التي غالبا ما تبدأ نشرات الأخبار المسائية بموسيقى شديدة الإثارة ومذيع يقول، "الأخبار العاجلة تأتينا بينما نحن على الهواء الليلة..".
بالنسبة لتلك الشبكات، يجب عليهم التخلي عن الدراما وإعطاء الجمهور الأخبار فقط، ما دام المشاهد موجود بالفعل، فلا داعي للتلاعب به، ويأمل "بوينتر" أن يكون توجه "سي إن إن" مجرد بداية لاتجاه أكبر للشبكات الأخرى، بحسب التقرير.

تصحيح الادعاءات

على جانب آخر، أشار تقرير "بوينتر" إلى دور الصحافة في تصحيح المعلومات المغلوطة والادعاءات وكذلك تأكيد المعلومات، مستشهدا بتعاطي الصحف الأمريكية مع قضايا بارزة.
على سبيل المثال، انتهت محاكمة جوني ديب وطليقته آمبر هيرد هذا الأسبوع عندما وجدت هيئة المحلفين أن كلا الممثلين قد شوه سمعة الآخر. ومع ذلك، منحت هيئة المحلفين ديب أموالا أكثر بكثير من التعويضات التي أقرتها لصالح هيرد.
في وسط دعوى ديب كانت مقالة افتتاحية كتبتها هيرد في صحيفة "واشنطن بوست" في عام 2018. لكن بعد صدور الحكم يوم الأربعاء، أضافت الصحيفة ملاحظة من هيئة التحرير إلى الافتتاحية.
هل يكون إشهار الإفلاس خطة آمبر للإفلات من دفع تعويضات ديب
وجاء في الملاحظة: في عام 2019، رفع جوني ديب دعوى قضائية ضد آمبر هيرد بسبب التشهير الناجم عن هذا المقال الافتتاحي لعام 2018، وفي 1 يونيو/ حزيران 2022، وجدت هيئة المحلفين أن هيرد مدانة في تهم كذب وتشهير وجهها ديب إليها.
وسردت الصحيفة هذه التهم على لسان ديب الذي قال: "لقد تحدثت ضد العنف الجنسي وواجهت غضب ثقافتنا. يجب أن يتغير ذلك. ثم قبل عامين، أصبحت شخصية عامة تمثل العنف المنزلي، وشعرت بالقوة الكاملة لغضب ثقافتنا تجاه النساء اللائي يخرجن عن صمتهن. وأخيرا كانت لدي وجهة نظر نادرة وهي أن أرى ، في الوقت الفعلي ، كيف تحمي المؤسسات الرجال المتهمين بارتكاب انتهاكات".
وأشارت الصحيفة إلى أن هيئة المحلفين وجدت بشكل منفصل أن ديب، من خلال محاميه آدم والدمان، قام بتشويه سمعة هيرد في واحدة من ثلاث تهم في الدعوى المضادة.
مناقشة