القاهرة – سبوتنيك. وقال الرزامي، وفقا لما نقله عنه تلفزيون "المسيرة" الناطق باسم "أنصار الله"، اليوم الأربعاء، "كانت مطالب الطرف الآخر - الحكومة اليمنية - فتح طريق في تعز وبادرنا بفتح 3 طرق حرصا منا على السلام".
وأضاف: "أعلنا الاستعداد لفتح طريق الشريجه كرش الراهدة، طريق الزيلعي الصريمي أبعر، طريق الدفاع الجوي الخمسين الستين، وننتظر بهذه المبادرة من الطرف الآخر الجدية لتنفيذها وجاهزون لما هو أكبر منها تلبية لتوجيهات القيادة".
وتابع الرزامي "هناك مقترحات للأمم المتحدة سنتناقش بشأنها مع القيادة في صنعاء".
من جهته، اتهم نائب وزير الخارجية في حكومة "الإنقاذ الوطني" المشكلة من جماعة "أنصار الله"، حسين العزي، الحكومة اليمنية، بعرقلة فتح الطرق في محافظة تعز.
وقال العزي وهو رئيس الدائرة السياسية والعلاقات الخارجية في "أنصار الله": "قدمت لجنتنا العسكرية مقترحاً واقعياً ومنصفاً وما يزال الطرف الآخر يتاجر بتعز وهذا أمر مؤسف للغاية".
ودعا نائب وزير الخارجية في حكومة "الإنقاذ الوطني"، الحكومة اليمنية، إلى "إثبات جديته والوفاء بالتزاماته للمضي في عملية السلام".
وبشأن بنود هدنة الأمم المتحدة السارية في اليمن لمدة شهرين، قال العزي إنه "لا تزال هناك عراقيل كبيرة وواسعة فيما يتعلق بموضوع الرحلات وتدفق السفن وهذه مؤشرات سلبية للغاية".
وبوقت سابق من اليوم، وصل المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، إلى العاصمة صنعاء وسط اليمن، ومعه اللجنة العسكرية الممثلة لجماعة أنصار الله في المفاوضات التي استضافها الأردن لفتح الطرق في محافظة تعز ومحافظات أخرى في اليمن، قادمين من العاصمة الأردنية عمّان للحصول على موافقة الجماعة بشأن مقترح الأمم المتحدة الخاص بفتح 5 طرق في تعز ومحافظات أخرى، الذي وافقت عليه الحكومة اليمنية.
يأتي ذلك في وقت جددت جماعة "أنصار الله" تمسكها بتنفيذ مقترحها الأحادي الجانب الخاص بفتح ثلاث طرق في محافظة تعز.
وقال رئيس الوفد المفاوض في الجماعة والناطق باسمها محمد عبد السلام، عبر تويتر: "على الطرف الآخر أن يتعاطى بإيجابية مع مبادرات قدمت بنوايا حسنة أو تولى فريقنا تنفيذها".
وتأتي التطورات غداة إعلان الحكومة اليمنية موافقتها على مقترح الأمم المتحدة لفتح 5 طرق في محافظة تعز ومحافظات أخرى، تغلقها جماعة أنصار الله، على أن يتم تزمين فتح طرق أخرى في المحافظة ذات الكثافة السكانية الأعلى في اليمن.
وقال الوفد الحكومي في مفاوضات عمّان، في بيان، "نشيد بالجهود المكثفة التي بذلها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ وفريقه، وأسفرت عن تقديم مقترح بفتح 5 طرق في محافظة تعز وبعض المحافظات ضمنها طريق رئيسي، والذي يمثل الحد الأدنى من مطالب أبناء محافظة تعز، على أن يتم تزمين فتح بقية الطرق خلال الأشهر القريبة القادمة" .
ويوم الإثنين الماضي، أعلن مكتب المبعوث الأممي "تقديم مقترح منقَّح للحكومة اليمنية و"أنصار الله"، لإعادة فتح الطرق تدريجيا بما في ذلك آلية للتنفيذ وضمانات لسلامة المسافرين المدنيين''.
وذكر بيان لمكتب المبعوث الأممي، أن "المقترح المُنقَّح يدعو لإعادة فتح طرق، بما فيها خط رئيسي، مؤدية إلى تعز ومنها إضافة إلى طرق في محافظات أخرى بهدف رفع المعاناة عن المدنيين وتسهيل وصول السلع".
وأشار إلى "أن المقترح يأخذ بعين الاعتبار مقترحات ومشاغل عبّر عنها الطرفان، بالإضافة إلى ملاحظات قدمها المجتمع المدني اليمني".
ونقل البيان عن غروندبرغ، القول: "هذه هي الخطوة الأولى في جهودنا الجماعية لرفع القيود عن حرية حركة اليمنيين من نساء ورجال وأطفال داخل البلاد. وتقع على الطرفين المسؤولية الأخلاقية والسياسية للتعامل بشكل جاد وعاجل مع مقترح الأمم المتحدة وإعطاء الأولوية لمصالح المدنيين والتوصل إلى نتائج مباشرة وملموسة لسكان تعز والشعب اليمني ككل".
وتابع: "بينما استمر ببذل جهودي وانخراطي مع الطرفين حول هذا الملف، آمل أن يحافظ المقترح هذا على الزخم المطلوب للمضي قدماً في النقاشات حول ترتيبات أكثر استدامة ضمن عملية الأمم المتحدة متعددة المسارات".
ويوم الأحد الماضي، أعلن رئيس المجلس السياسي الأعلى المشكل من جماعة أنصار الله، مهدي المشاط، أن الجماعة ستطلق مبادرة أحادية الجانب لفتح طرق في محافظة تعز، في حال عدم توصل المفاوضات بين الجماعة والحكومة في الأردن إلى اتفاق بشأن ذلك.
وترتبط مدينة تعز بأربع طرق رئيسية (المنفذ الشرقي والشمالي والشمال الشرقي والغربي) مؤدية إلى محافظات إب وذمار والحديدة ولحج، إلا أنها مغلقة حالياً من قوات جماعة أنصار الله، ما دفع المدنيين إلى استخدام طرق بديلة وعرة تطيل مدة الوصول إلى المدينة لساعات بدلاً عن دقائق.
وفي الثاني من نيسان/أبريل الماضي، أعلن غروندبرغ بدء سريان هدنة في اليمن لمدة شهرين قابلة للتجديد، تتضمن إيقاف العمليات العسكرية الهجومية براً وبحراً وجواً داخل اليمن وعبر حدوده، وتيسير دخول 18 سفينة تحمل الوقود إلى موانئ الحديدة غرب اليمن.
كما تتضمن الهدنة الأممية السماح برحلتين جويتين من وإلى مطار صنعاء الدولي أسبوعياً، وعقد اجتماع بين الأطراف للاتفاق على فتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات لتحسين حرية حركة الأفراد داخل اليمن.
ويشهد اليمن منذ 7 أعوام معارك عنيفة بين جماعة أنصار الله وقوى متحالفة معها من جهة، والجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دولياً مدعوماً بتحالف عسكري عربي، تقوده السعودية من جهة أخرى لاستعادة مناطق شاسعة سيطرت عليها الجماعة بينها العاصمة صنعاء أواخر 2014.
وأودى الصراع الدائر في اليمن منذ اندلاعه بحياة 377 ألف شخص، 40 بالمئة منهم سقطوا بشكل مباشر، حسب تقرير للأمم المتحدة في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.