إزالة معدات الوكالة وتخصيب أكبر لليورانيوم..ما تداعيات الرد الإيراني على إدانة محافظي الطاقة الذرية

منذ إعلان وكالة الطاقة الذرية إدانتها لإيران، تمضي الأمور المتعلقة بالاتفاق النووي بوتيرة متسارعة، وسط ردود فعل قوية من طهران، الأمر الذي قد ينذر بانتهاء حقبة المفاوضات النووية في فيينا وعودة الأوضاع لنقطة الصفر.
Sputnik
ووافق مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، المؤلف من 35 دولة، بأغلبية كبيرة على قرار يدين إيران، بسبب عدم تقديمها ما يفسر وجود آثار لليورانيوم في ثلاثة مواقع لم يعلن عنها، فيما عارضت كل من روسيا والصين نص القرار، بينما صوتت 30 دولة لصالحه وامتنعت ثلاث دول عن التصويت هي الهند وباكستان وليبيا.
وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، قد أعلن في وقت سابق اليوم الخميس، عن أن "إيران أبلغت الوكالة أنها سوف تزيل جميع المعدات الإضافية التي تم تركيبها بموجب الاتفاق النووي عام 2015".
وردت إيران على قرار وضع معاهدة "أوكوس" على جدول أعمال مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤكدة أن هذا القرار "يزيد من مخاطر الانتشار النووي".
بدوره، حمل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان "المتبنين للقرار المعادي لإيران في مجلس الحكام بالوكالة الدولية للطاقة الذرية المسؤولية عن كل تداعيات تهديداتهم".
وحذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من أن رد فعل طهران على تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن عدم تعاون إيران معها قد يفاقم تعقيد الأزمة النووية ويزيد من عزلة إيران.
خسائر أمريكية وأوروبية
اعتبر صادق الموسوي، المحلل السياسي الإيراني، أن وكالة الطاقة الذرة الدولية أداة في يد القوى العظمى، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية، بدليل أنها لا تتدخل في الملف النووي الإسرائيلي، ولا الأمريكي، علمًا بأن إسرائيل ليست عضوا في الوكالة التي لا تسمح لها أمريكا بالإشراف على برامجها النووية، فهي مؤسسة تابعة وتتأثر بالسياسات الأمريكية والدولية.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، إيران تمضي قدمًا في زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب كلما تأخر التوصل لاتفاق نووي، كما أنها تتقدم في نصب أجهزة الطرد المركزية، وتوسيع نشاطها النووي.
وأكد أن التأخر في المفاوضات ليس في صالح الولايات المتحدة الأمريكية أو الدول الأوروبية، حيث موقع إيران اليوم في تطوير برنامجها النووي ليس كما كان قبل 6 أشهر، ولن يكون اليوم كما الغد، فما يمكن الاتفاق والتفاوض عليه اليوم ليس هو ما يمكن الاتفاق عليه بعد فترة.
تابع: "لذلك التأخير لا يضر إيران ولكن يضر مصداقية الرئيس الأمريكي بايدن الذي يخسر كل يوم من شعبيته ولا يسجل أي إنجاز على الصعيد الدولي، خاصة بعد تورطه في الحرب الأوكرانية والتحرك الروسي خطوة خطوة للأمام وتراجع أمريكا والأوروبيين خطوات للخلف".
خيارات أمريكية وأوروبية محدودة
في السياق اعتبر المحلل السياسي الإيراني، عماد ابشناس، أن الخطوات الإيرانية تأتي في إطار الجهود الرامية للعودة لمفاوضات فيينا وسببها من جهة أن الدول الأوروبية والولايات المتحدة خسرت كل أوراقها ضد إيران، ومن جهة أخرى إسرائيل باتت مقتنعة بأن المحاولات لإحياء الاتفاق النووي وإعطاء امتيازات إضافية لطهران باتت جدية، وعلى الطريق ولهذا يريد عرقلة الجهود و منع إعطاء امتيازات جديدة لإيران.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، في المقابل نرى إيران وبردة فعلها سلبت الطرف المقابل الامتيازات التي كان يأمل في أن يحصل عليها، واليوم بات عليه أن يجتهد كي يقنع الإيرانيين بأن يعودوا عن إجراءاتهم.
وتابع: "اليوم هناك طريقان لا ثالث لهما بالنسبة للولايات المتحدة وأوروبا إما أن يدخلوا في مواجهة عسكرية ضد إيران وهذا مستبعد أو أن يعودوا إلى مفاوضات فيينا ويوقعوا على المسودة التي توصل لها الجميع قبل 3 أشهر.
أما بالنسبة للعقوبات التي تهدد بها الدول الغربية والكلام لا يزال على لسان ابشناس، تعلم أمريكا جيدا بأنها لم تعد تخيف الإيرانيين لأنهم حاليا يواجهون عقوبات هي أشد من عقوبات مجلس الأمن الدولي ضدهم من جهة ومن جهة ثانية بسبب تغيير الظروف الدولية، والعديد من الدول ومن ضمنها الدول الأوروبية غير مستعدة للرضوخ لهذه العقوبات ضد إيران لأنها متأكدة أن بمجرد الإعلان عن عودة هذه العقوبات ضد إيران فإن سعر برميل النفط سوف يتصاعد ليتخطى حاجز الـ 200 دولار وهذا سوف يؤدي لسقوط العديد من الزعماء الغربيين في بلادهم.

واستطرد: "اليوم على الرغم من العقوبات المفروضة على روسيا فإن موسكو تصدر نفطها وغازها بأعلى مستوى ممكن، إضافة إلى ذلك فإن إيران أيضا تصدر النفط بأعلى مستوى يمكن لها تصديره، والولايات المتحدة تضخ مخزونها الاحتياطي في الأسواق، ونرى أسعار الطاقة ترتفع؛ فكيف سوف يكون الحال إذا ما عادت العقوبات الأممية على إيران؟.

وأوضح ابشناس، أن مصلحة الجميع تقتضي العودة لتنفيذ الاتفاق النووي والولايات المتحدة مجبرة على الانصياع للطلبات الإيرانية القاضية برفع العقوبات كاملة وإعطاء الضمانات لإيران بعدم تكرار ما فعله ترامب مجددا.
من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، إن قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يكشف الوجه الحقيقي لإيران.
وذكر بينيت في تغريدة بحسابه الرسمي على "تويتر"، مساء أمس الأربعاء، أن قرار الوكالة الدولية الذي يدين إيران لعدم تقديمها ما يفسر وجود آثار لليورانيوم في ثلاثة مواقع لم يعلن عنها قد كشف الوجه الحقيقي لإيران.
بلينكن يحذر من خطورة رد فعل إيران على قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية
مناقشة