راديو

التصحر يهدد 40% من سكان العالم ويتلف 12 مليون هكتار سنويا... ما تداعيات ذلك على الغذاء العالمي؟

توقعت الأمم المتحدة خسائر فادحة في غضون 60 عاماً، بسبب محدودية التربة الصالحة للزراعة عالميا.
Sputnik
فوفقاً لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، فقد قدرت قيمة خسائر الغذاء وخدمات النظم البيئية والدخل، في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2050 بسبب تدهور التربة، بنحو 23 تريليون دولار.
ويتسبب التصحر سنوياً في تدهور نحو 12 مليون هكتار من الأراضي، ويؤثر في 40 % من سكان العالم، ويصيب جميع القارات، ولا تتوقف التداعيات السلبية للتصحر في الجانب الغذائي فحسب، بل تتعداها إلى أضرار تهدد صحة الإنسان، والتنوع البيولوجي، وتغيرات المناخ، والاستقرار في مجمله.
جدير بالذكر أن مؤتمر الأطراف "كوب15" لمكافحة التصحر الذي عقد في أبيدجان الشهر الماضي حاول العمل بشكل ملموس على مواجهة التدمير السريع للأراضي وعواقبه الفتّاكة على التنوع البيولوجي وسكان الأرض.
وتبنى المؤتمر 38 قرارا للاستثمار في استعادة الأراضي وتخفيف آثار الجفاف، كان أبرزها: تسريع استعادة مليار هكتار من الأراضي المتدهورة بحلول عام 2030.
تعليقا على هذا الموضوع، أكد خبير البيئة الدولي الدكتور، هشام عيسى، أن ظاهرة التصحر تعد نتيجة سلبية مباشرة للتغيرات المناخية وأن هذه الظاهرة في القارة الأفريقية متعلقة بالأمن الغذائي، حيث إن المجاعات تنتشر مع ازدياد التصحر، مضيفا أن التصحر يؤثر كذلك على هجرات جماعية للقبائل في بعض المناطق التي تتعرض لظاهرة التصحر إلى أماكن أخرى وهو ما قد يثير صراعات مع قبائل أخرى وقد تتطور إلى حروب أهلية لأن هذه المناطق التي يتم الهجرة إليها هي كذلك محدودة الموارد.
وأشار عيسى، إلى أن الاتفاقية الإطارية لتغير المناخ وضعت مواد للتكيف مع التصحر وحماية الدول المعرضة للآثار السلبية للتغيرات المناخية مبينا أن تنفيذ هذه المواد تحتاج إلى تمويل مالي كبير لاستخدام تكنولوجيات جديدة للقضاء على التصحر وإعادة هيكلة الأراضي الزراعية وإعادة مصادر المياه وتحسين نوعية المزروعات، كما أوضح أن الدول المتقدمة لم تقدم هذا التمويل اللازم رغم ما تنص عليه الاتفاقية من إلزامها بتقديم 300 مليار دولار وهو ما لم يحدث.
من جهته قال رئيس حزب البيئة العالمي الدكتور، دوميط كامل، إنه:"لا توجد استراتيجية علمية موحدة لمواجهة التغير المناخي والاحتباس الحراري وحماية البيئة، وهناك استهلاك مخيف للوقود الأحفوري، الأمر الذي يؤدي لتمدد التصحر بشكل خطير، كما قلل من أهمية مخرجات المؤتمرات التي تعقد من أجل هذا الغرض حيث لا يخرج عنها توصيات ملزمة.

وشدد، كامل، على أهمية التوعية بمشكلات البيئة حيث يستهلك معظم الناس كميات ضخمة من الوقود الأحفوري ويقطعون الأشجار، محذرا من أنه في حالة استمرار الوضع على ما هو عليه فستقع الكارثة الكبرى، فالبشر يحرقون كوكب الأرض بأيديهم.

هذا وقال أستاذ الاقتصاد الزراعي الدكتور، أشرف كمال، إن: " التصحر ظاهرة عالمية انتشرت في الآونة الأخيرة فعلى سبيل المثال، نقص مساحة الغابات على مستوى العالم حيث فقد العالم مؤخرا 330 مليون هكتار من أراضي الغابات، مبينا أن التصحر مشكلة كبيرة بالنسبة للوطن العربي لأنه يقع في منطقة شبه قاحلة.
وحول المؤتمرات التي تعقد لمواجهة التصحر، أكد، كمال، أن ما يخرج عنها هو مجرد توصيات استرشاديه غير ملزمة للدول لكن عندما يتم الأخذ بها فهي هامة جدا مثل إقامة مصدات الرياح في المناطق المعرضة للتصحر، كما نوه إلى أن الدول الكبرى الصناعية هي الأكثر تأثيرا في تغير المناخ إلا أنها لا تتحمل تبعاتها في هذا السياق والدول النامية لا تساهم إلا بقدر ضئيل في الانبعاثات الحرارية ومع ذلك فهي الأكثر تضررا.
يمكنكم متابعة المزيد من خلال برنامج مساحة حرة
إعداد وتقديم: دعاء ثابت
مناقشة