راديو

هل يعيد دي ميستورا المغرب والجزائر إلى طاولة الحوار حول قضية الصحراء

يبدأ المبعوث الأممي للصحراء ستيفان دي ميستورا، السبت، زيارة إلى المغرب لبحث قضية الصحراء، حيث يلتقي "جميع أصحاب المصلحة بالمنطقة في الأيام المقبلة"، من أجل "الدفع بالحوار قدما" باتجاه حل سياسية لأزمة قضية الصحراء.
Sputnik
زيارة دي ميستورا، تأتي بعد ستة أشهر من زيارته الأولى للمنطقة، ووسط تغيرات كبيرة في معطيات الأزمة، وذلك بعد إعلان رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيث تأييد مقترح المغرب لمنح الإقليم "الحكم الذاتي"، ووصفه بأنه "الأكثر واقعية ومصداقية لحل النزاع"، ما تسبب في إشعال فتيل أزمة بين الجزائر ومدريد.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن دي ميستورا "يعتزم زيارة الصحراء أيضا" خلال هذه الرحلة، مؤكداً أن المبعوث سيبقى "مسترشدا بالسوابق الواضحة التي أرساها أسلافه".

ويسيطر المغرب على نحو 80% من المنطقة، ويقترح منحها حكماً ذاتياً تحت سيادته، في المقابل، تدعو جبهة البوليساريو التي تدعمها الجزائر إلى إجراء استفتاء لتقرير المصير، تحت رعاية الأمم المتحدة، وهو ما نصّ عليه اتفاق وقف إطلاق النار المبرم عام 1991.

وفي حديثه لـ"سبوتنيك" قال الكاتب والمحلل السياسي لحسن لعسيبي، إن "زيارة المبعوث الأممي تكتسب أهمية خاصة لأنها جاءت بعد الموقف الاسباني الجديد، الذي يمثل انعطافة في تطوير آلية الحل السياسي لأزمة ملف الصحراء" .
وأشار إلى أن "برنامج دي ميستورا يتضمن لقاء مع ممثلي الساكنة المحلية في الأقاليم الصحراوية الجنوبية، وهم منتخبين ضمن آلية ديمقراطية معترف بها، وهم أيضا من يسيرون تدابير الشأن العمومي في المدن الصحراوية ولديهم شرعية انتخابية، كما سيلتقي المبعوث بممثلي المجتمع المدني".
من جهته، أوضح د. إدريس عطية استاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر، أن "قبول المغرب بزيارة دي ميستورا، تأكيد واضح على أن قضية الصحراء تقع ضمن قواعد القانون الدولي، وأن لهيئة الأمم المتحدة الدور البارز في تصفية هذه القضية".
ولفت إلى أن "هذه الزيارة تأتي من أجل وضع نقاط حقيقية، ويعد قبول المغرب بها اعترافا بعدالة القضية الصحراوية"،على حد قوله.
وحول تأثير التفاعلات الدولية على مسار الأزمة قال د. مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن "تحول الموقف الإسباني بعد إعلان رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيث دعم موقف المغرب أثر بقوة على مسار قضية الصحراء".
وأوضح أن "محاولات المبعوث الأممي جدية، ومن الممكن أن تعيد المغرب والجزائر إلى طاولة المفاوضات، لكن شرطها الأساسي هو قبول الأطراف بما تؤول إليه هذه المفاوضات، لأن أطراف العملية لا تقتصر على المغرب والجزائر فحسب وإنما تضم جزءا مهما من القائمين على إقليم الصحراء".
يمكنكم متابعة المزيد عبر برنامج بوضوح
إعداد وتقديم: جيهان لطفي
مناقشة