قيادي بـ"أنصار الله" لـ"سبوتنيك": قدراتنا الصاروخية والجوية أجبرت التحالف على الهدنة

قال عضو المجلس السياسي الأعلى لجماعة "أنصار الله"، محمد البخيتي، إن الهدنة هى اتفاق له شروط، لكن دول التحالف العربي لم تلتزم بتلك الشروط، التي من بينها السماح لدخول المشتقات النفطية وفتح ميناء الحديدة أمام عمليات التجارة.
Sputnik
وأضاف في اتصال مع "سبوتنيك": "من جانبنا عرضنا فتح ثلاث طرق بتعز لتسهيل حركة المواطنين، لكن للأسف رفض هذا المقترح، ويصرون على فتح أحد الطرق الذي يحتاج إلى ترتيبات عسكرية. هم يريدون فتح هذا الطريق لأنهم ينوون اختراق الهدنة وتحقيق تقدم عسكري، لذا لا يمكن أن تستمر الهدنة دون التزام دول العدوان بشروطها".
وأشار البخيتي إلى أن فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة أمام الحركة التجارية والمدنية، كان من المفترض أن يستمر حتى في أيام الحرب، وهو ما تنص عليه كل الأعراف والمواثيق والاتفاقيات الدولية منذ الحرب العالمية الأولى والثانية، بحسب قوله.
وتابع: "من ناحية أخرى هم لم يلتزموا بقضية فتح المطار حسب ما اتفق عليه، وتم تعطيله لفترة، وليس هناك سوى رحلتين أسبوعيا، وكان يفترض تعويض المواطنين عن الرحلات التي تم إلغاؤها، ولا يزال اليمن يعاني من أزمة شديدة في المشتقات النفطية والغاز المنزلي، هذا الأمر يتسبب في معاناة كبيرة".
ارتفاع حصيلة ضحايا انفجار مخزن الأسلحة جنوبي اليمن إلى 6 قتلى و23 مصابا
وأكد عضو المجلس السياسي على أنها المرة الأولى التي تطلب فيها دول التحالف العربي "هدنة" وتلتزم بها في الجانب العسكري إلى حد بعيد، لكن ليس بشكل كامل لأن هناك خروقات، وسبب طلبهم للهدنة هو تصاعد قوة اليمن في مجال الطيران والصواريخ الباليستية، على حد وصفه.
وقال: "أصبح بإمكاننا العمل معهم بالمثل فيما يتعلق بإغلاق المطارات والموانئ لدول العدوان، علاوة على وقف الحركة البحرية من وإلى تلك الدول، وهذا السبب يكاد يكون الوحيد في نجاح الهدنة إلى حد ما، وفي كل الأحوال نحن لا نقبل بهدنة غير مكتملة الشروط، خصوصا فيما يتعلق برفع الحصار عن الحركة التجارية والمدنية".
وأضاف: "مثل هذه الأمور لم تكن لتحتاج اتفاق هدنة، لذلك ننصح دول العدوان أن تفي بشروط الهدنة الحالية، وأن تستمر تلك الهدنة لفتح المزيد من الطرق وتفعيل الحركة التجارية والمدنية من وإلى اليمن والتخفيف من معاناة المواطنين حتى يتحقق الهدف من الهدنة وهى بناء الثقة، لأن الهدنة في النهاية هى وقف مؤقت للأعمال الحربية وليست سلام وربما تكون الخطوة الأولى في الطريق نحو السلام".
ولفت البخيتي إلى أن التحالف العربي هو "الأكثر احتياجا للهدنة من اليمن"، لأن دوله لديها الكثير الذي "يمكن أن تخسره" حال عادت الحرب من جديد، خصوصا أن اليمن طور قدرته التدميرية لسلاح الطيران والصواريخ الباليستية سواء من ناحية الكم أو الدقة، في إشارة إلى الإمكانيات العسكرية لجماعة "أنصار الله".
الحكومة اليمنية تؤكد تعاطيها الإيجابي مع الهدنة وتتهم "الحوثيين" بتهديد استمرارها
في وقت سابق، أعلن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، موافقة أطراف النزاع في اليمن على مقترح أممي لتمديد الهدنة السارية في البلد العربي، شهرين إضافيين تبدأ في الثاني من يونيو/ حزيران وتنتهي مطلع أغسطس/ آب.
وأعلنت الأمم المتحدة، في الثاني من أبريل/ نيسان الماضي، بدء سريان هدنة في اليمن لمدة شهرين قابلة للتجديد، تتضمن إيقاف العمليات العسكرية الهجومية برا وبحرا وجوا داخل اليمن وعبر حدوده، وتيسير دخول 18 سفينة تحمل الوقود إلى موانئ الحديدة غرب اليمن.
كما تتضمن الهدنة الأممية السماح برحلتين جويتين من وإلى مطار صنعاء الدولي أسبوعياً، وعقد اجتماع بين الأطراف للاتفاق على فتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات لتحسين حرية حركة الأفراد داخل اليمن.
يشهد اليمن منذ أكثر من 7 أعوام معارك عنيفة بين جماعة "أنصار الله" وقوى متحالفة معها من جهة، والجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دوليا مدعوما بتحالف عسكري عربي، تقوده السعودية من جهة أخرى، لاستعادة مناطق شاسعة سيطرت عليها الجماعة بينها العاصمة صنعاء وسط البلاد أواخر 2014.
مناقشة