الرياضة والسياسة قطبان لا ينفصلان عند الغرب في مواجهة روسيا

لسنوات عديدة جادلت المنظمات الرياضية الدولية بأن الرياضة يجب أن تخرج عن السياسة.
Sputnik
لكن بعد 24 فبراير/ شباط 2022، استخدم الغرب الذي لم يوافق على قرار السلطات الروسية بشن عملية عسكرية خاصة في دونباس، كل النفوذ المتاح. وكان من بين الضحايا الأوائل رياضيون من روسيا، حيث حُرمت البلاد من حق استضافة المسابقات الدولية، وتم تعليق الرياضيين، مع استثناءات نادرة من جميع البطولات المهمة.
بدأ الاستبعاد الكامل للروس من الرياضات الدولية من خلال بيان اللجنة الأولمبية الدولية، الصادر في 28 فبراير/شباط، حيث دعت اللجنة جميع المنظمات الرياضية إلى عدم السماح لممثلي روسيا وبيلاروسيا بدخول المنافسة. كما تمت التوصية بالتخلي عن استخدام الرموز الوطنية لتلك الدولتين. وفي حالات استثنائية، سمحت اللجنة الأولمبية الدولية للرياضيين بالمنافسة في البطولات في وضع محايد.
وفي هذا السياق كان توماس باخ، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية قد قال "لن نقع في فخ الحجج الرخيصة القائلة بأن هذا هو تسييس الرياضة، على عكس الميثاق الأولمبي، الذي يتطلب الحياد"، مضيفا "كل من ينتهك الهدنة الأولمبية بهذه الطريقة الصارخة بالوسائل السياسية ليس له الحق في التحدث عن العواقب على أنها ذات دوافع سياسية".
وبدأت سلسلة من ردود الفعل، حيث حرمت روسيا من حق المشاركة في اختيار كأس العالم 2022 في كرة القدم، وتم تعليقها من بطولة العالم للهوكي والتزلج على الجليد، واستبعاد الأندية التي تلعب في المسابقات الأوروبية في الرياضات الجماعية.
بكين 2022
روسيا تحرز أول ميدالية في رياضة "التزلج الطائر" في أولمبياد بكين
ولم يقم الاتحاد الدولي لـ "بياثلون" بإزالة الروس من البطولات فحسب، بل قام أيضا بتعليق عضوية اتحاد بياثلون الروسي (RBU) في المنظمة. في حين رفض الاتحاد الدولي لكرة القدم على سبيل المثال، القيام بمثل هذه الخطوة.
بدوره، قال رئيس اللجنة الأولمبية الروسية ستانيسلاف بوزدنياكوف إن "قرار الزملاء من اللجنة الأولمبية الدولية، في رأينا، يتناقض مع كل من وثائق اللجنة الأولمبية الدولية والميثاق، وروح الحركة الأولمبية التي تهدف إلى التوحيد وليس الانقسام، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمساواة بين المشاركين في الحركة الأولمبية".
وأشارت إيلينا فيالب، رئيسة الاتحاد الروسي لسباقات التزلج (FLGR) إلى أنه أمر يبعث على الاستياء، "ليس لدينا علاقة بالسياسة، هذه هيستيريا، كانت الاتحادات تحت ضغط من اللجنة الأولمبية الدولية وكان من المستحيل المقاومة. لم يحبونا هناك، ولا يحبوننا، والأرجح أنهم لن يحبونا".
كانت تلك القرارات ضربة قاصمة للرياضة الروسية تتمثل في حرمان البلاد من حق استضافة البطولات الكبرى، بما في ذلك نهائي دوري أبطال أوروبا في موسم 2021/2022، والذي كان من المفترض أن يقام في سان بطرسبرغ في مايو/أيار من هذا العام. ولن يكون هناك كأس العالم للكرة الطائرة 2022 في روسيا هذا الصيف، نفس المصير حلت ببطولة العالم لهوكي الجليد المقرر إجراؤها في عام 2023.
وقال أليكسي سوروكين، المدير العام للجنة المنظمة: "نأسف فقط لإلغاء نهائي دوري أبطال أوروبا. لقد كنا نستعد منذ أشهر عديدة، ونحن على يقين من أن المباراة كانت ستكون رائعة في سان بطرسبرغ. لقد حاولنا تلبية جميع المتطلبات لحدث صعب، لذلك لا يسعنا إلا أن نشكر أولئك الذين شاركوا في الاستعدادات- هذا عدد كبير من الناس".
مناقشة