خراف سوريا تحتفي بالعيد.. المواطنون لا يستطيعون شراء الأضاحي

لم يكن الحظ ليحالف خراف أضاحي العيد، كما هي حالهم في سوريا هذا العام.
Sputnik
كانت كثرة الأضاحي، إحدى سمات العيد في هذا البلد الذي تراجعت فيه القدرة الشرائية إلى حدود كبيرة كرست إحجام معظم السوريين، ممن كانوا يتنافسون في عدد أضحياتهم، عن التضحية هذا العام.
في دمشق، وبسبب قلة الطلب على الأضاحي، استمر أصوات ثغاء الخراف التي عادة ما يتم تجميعها في مناطق على أطراف العاصمة السورية، تمهيدا لعرضها على التجار والجمعيات الخيرية التي عادة ما تسند إليها عمليات توزيع الأضاحي.
خراف سوريا في أيام عيد الأضحى المبارك
أحد الزبائن في سوق "الزاهرة"، وهو أحد تجمعات بيع الأضاحي جنوب دمشق، روى لـ "سبوتنيك" قصة تقديم الأضاحي عند أتباع الديانة الإسلامية، مشيرا إلى أن ابنه الذي يعيش في ألمانيا، أرسل له ثمن أضحية هذا العيد الذي لا تكتمل بركته إلا بهذا الطقس، حال القدرة على ذلك.
عيد الأضحى المبارك في سوريا
أبو فواز، وهو زبون آخر صادفته "سبوتنيك" في السوق، قال: "لو لم يرسل أولادي المغتربين ثمن الأضحية، ما استطعت تقديمها لهذا العام.
ويتراوح ثمن الأضحية بين 600 إلى 800 ألف ليرة سورية (نحو 200- 275 دولار)، وهذا المبلغ يساوي راتب الموظف السوري في القطاعات الحكومية لمدة لا تقل عن 4 أشهر.
خراف سوريا في أيام عيد الأضحى المبارك
أصحاب القطعان هم أيضا يتبرمون، فموسم عيد الأضحى هو سوقهم الرئيسية خلال دورة العام، فيما قلة المراعي وشح الأعلاف جراء العقوبات الاقتصادية على سوريا، ترمقهم من بعيد.
خلال اليوم الأول من عيد الأضحى، ينطلق القصابون إلى المناطق التي خصصتها محافظة دمشق كمواقع لذبح الأضاحي في مختلف أنحاء المدينة.
القصاب أبو عبدو عبر عن امتعاضه من تراجع عدد الذبائح التي وردت إليه هذا اليوم، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الأمر متوقع جراء التراجع الكبير في قدرة السوريين على شراء أضحياتهم في ظل الغلاء الكبير جراء تراجع سعر صرف الليرة السورية.
1 / 6
خراف سوريا في أيام عيد الأضحى المبارك
2 / 6
خراف سوريا في أيام عيد الأضحى المبارك
3 / 6
خراف سوريا في أيام عيد الأضحى المبارك
4 / 6
خراف سوريا في أيام عيد الأضحى المبارك
5 / 6
خراف سوريا في أيام عيد الأضحى المبارك
6 / 6
خراف سوريا في أيام عيد الأضحى المبارك
في هذا المشهد المتسلسل من المصالح المتشابكة، يمكن القول بأن مشاعر الاستياء تهيمن على الجميع: أصحاب القطعان، التجار، الجمعيات الخيرية، المواطنون الذين اعتادوا على تقديم الأضاحي بشكل فردي، وبعد كل هؤلاء يأتي المستفيدون الفقراء من الأضاحي.
المفارقة التي تثير المخيلة، تتلخص في أن الخراف السورية هي وحدها من قد تساوره مشاعر الراحة، وهي لذلك، فلربما تكون "أكثر المحتفين" بالعيد لهذا العام.
مناقشة