وصدرت الدراسة من مؤلفي دراسة العبء العالمي للأمراض، وهو مشروع متجدد مقره جامعة واشنطن في مدينة سياتل الأمريكية، والذي ينتج أكثر البيانات شمولا عن أسباب المرض والوفاة حول العالم.
وأكدت الدراسة أن الشباب يواجهون مخاطر صحية أكبر من استهلاك الكحول بالمقارنة مع كبار السن، لكنهم أضافوا أن البالغين الذين تبلغ أعمارهم 40 عاما أو أكبر لا يضر أن يتناولوا كوبا صغيرا من النبيذ الأحمر يوميا لما له من فوائد صحية، منها تقليل مخاطر الإصابة بامراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية والسكري.
لكن نوّهت الدراسة المنشورة في مجلة "لانسيت" الطبية أن تناول مقدار ضئيل من النبيذ الأحمر لمن هم فوق الـ40 مقترن في المقام الأول بعدم معاناتهم من ظروف صحية أساسية.
وتشير تقديرات الدراسة إلى أن 1.34 مليار شخص استهلكوا كميات ضارة من الكحوليات في عام 2020، وفقا لتحليل عادات الشرب في 204 دولة.
ووجدت الدراسة أن 59 بالمئة من أولئك الذين شربوا كميات ضارة وخطرة من الكحوليات في تلك الفترة تتراوح أعمارهم بين 15 و39 عاما، ولم يحصلوا منها على أي فائدة صحية، بل وعرّضتهم لحوادث سير أو انتحار أو قتل، كما أظهرت أن ثلاثة أرباع من شربوا الخمر كانوا من الرجال.
وباستخدام هذه المعلومات، تمكن معدو الدراسة من تحديد كمية الكحوليات التي من الممكن أن يشربها الشخص قبل التعرّض لخطر زائد على صحته، بالمقارنة مع شخص لم يتناول أي كحول.
ووجدوا أنه بالنسبة للرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و39 عاما، فإن الكمية الموصى بها من الكحول قبل "المخاطرة بفقدان الصحة" كانت 0.136 فقط من مشروب قياسي في اليوم، أما بالنسبة للنساء من نفس العمر، فقد كان "المستوى النظري الأدنى للتعرض للمخاطر" هو 0.273 (حوالي ربع مشروب قياسي يوميا).
أما لمن تتراوح أعمارهم بين 40 و64 عاما، فقد تراوحت مستويات استهلاك الكحول الآمن من حوالي نصف مشروب قياسي يوميا إلى ما يقرب من مشروبين قياسيين، وبالنسبة لأولئك الذين تبلغ أعمارهم 65 عاما أو أكثر، فقد تم الوصول إلى مخاطر "فقدان الصحة من استهلاك الكحول" بعد تناول ما يزيد قليلا عن 3 مشروبات قياسية في اليوم.