دراسة تكشف العلاقة بين تلوث الهواء وتطور عقول الأطفال‎‎

كشفت دراسة جديدة أن الأطفال، الذين تعرضت أمهاتهم إلى نسبة عالية من تلوث الهواء أثناء الحمل، كانوا أكثر عرضة للإصابة بمشاكل سلوكية.
Sputnik
وأشار الباحثون إلى أن ملوثات الهواء، التي تغزو أعماق الرئة بالنسبة للأطفال الصغار، تدخل الجهاز العصبي، وتسبب أضرارا في المناطق ذات الصلة بالمهام السلوكية والمعرفية.
ركزت الدكتورة كاثرين كار، أحد الباحثين الرئيسيين بالدراسة والأستاذة في كلية الصحة العامة وكلية الطب بجامعة واشنطن، على أن الدراسة الجديدة تعزز التأثير البالغ لتلوث الهواء على سلامة وصحة الأطفال العقلية والعصبية، سواء في أشهر الحمل التسعة أو في مرحلة الطفولة.

وقالت "تعزز هذه الدراسة قابلية الأطفال الفريدة للتعرض لتلوث الهواء - سواء في حياة الجنين حيث يحدث نمو الأعضاء الرئيسية ووظيفتها وكذلك في مرحلة الطفولة عندما تستمر هذه العمليات. يمكن أن يكون لهذه الاضطرابات المبكرة في الحياة تأثيرات دائمة على وظيفة الدماغ مدى الحياة. تؤكد هذه الدراسة أهمية تلوث الهواء كعامل خطر يمكن الوقاية منه لنمو عصبي سليم للأطفال".

وتضمنت الدراسة بيانات تم جمعها من 1967 أماً تمت متابعتهن أثناء الحمل، وذلك على مستوى ست مدن أمريكية، وهي ممفيس وتينيسي ومينيابوليس وروتشستر ونيويورك وسان فرانسيسكو وسياتل وياكيما، بالإضافة إلى اثنتين في واشنطن.
واستخدمت الدراسة نموذجا متطورا لمستويات تلوث الهواء في الولايات المتحدة على أساس العامل الزمني والمكاني، وقد تم تطويره في جامعة واشنطن.
تمكن الباحثون من استخدام النموذج المتطور عبر جمع معلومات دقيقة حول أماكن إقامة المشاركات في الدراسة، وعلى هذا الأساس تمكن الباحثون من تقدير معدل تعرض كل أم وطفل خلال فترة الحمل والطفولة المبكرة لتلوث الهواء.
وأكد الفريق البحثي أن التعرض لنسب زائدة من ثاني أكسيد النيتروجين وتلوث الهواء بالجسيمات الصغيرة يعتبر أمرا حيويا للدراسة، لأن آليات بيولوجية معروفة داخل جسم الأم تتأثر باستنشاق الأم لهذه الملوثات، وتربط ذلك بتأثيرات طرأت على المشيمة ونمو دماغ الجنين.
وقال يو ني، المؤلف الرئيسي والباحث في قسم علوم الصحة البيئية والمهنية، "حتى في مدن مثل سياتل أو سان فرانسيسكو، حيث يوجد الكثير من حركة المرور ولكن حيث مستويات التلوث لا تزال منخفضة نسبيا، وجدنا أن الأطفال الذين يعانون من التعرض المرتفع لثاني أكسيد النيتروجين قبل الولادة يعانون من مشاكل سلوكية أكثر، خاصة مع التعرض لثاني أكسيد النيتروجين في الثلث الأول والثاني من الحمل".
ووجد الباحثون أن التعرض لتلوث PM2.5 كان مرتبطا بشكل عام بمشاكل سلوكية لدى الفتيات أكثر من الأولاد، وأن التأثير السلبي للتعرض PM2.5 في الثلث الثاني من الحمل على معدل الذكاء كان أقوى لدى الأولاد.
علاوة على ذلك، بمجرد ولادة الطفل، فإن السنوات القليلة الأولى في حياته تعد مرحلة رئيسية لتطور الدماغ، حيث تتزايد الروابط العصبية بشكل كبير خلال تلك الفترة، ويصل الدماغ خلالها إلى نسبة 90% من حجمه المستقبلي الذي سيكون عليه خلال فترة البلوغ.
وأفاد الباحثون أيضًا بأن التعرض الأعلى لتلوث الهواء بالجسيمات الصغيرة (PM2.5) عندما كان الأطفال تتراوح أعمارهم بين 2 و 4 سنوات مرتبط بالإصابة بضعف الأداء السلوكي والأداء المعرفي.
مناقشة