قراءة المشهد تؤكد أن التصريحات التي تحمل تأكيدات تتعلق بالسياسة ينبغي ألا تؤخذ كما هي، وأن يترك المتلقي مساحة للتغيير تقتضيها طبيعة الأمور في عالم السياسة.
"سي إن إن" تفيد بأن البيت الأبيض قال أمس الجمعة، "لأول مرة" إن بايدن سيلتقي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في جلسة ثنائية، عقب مغادرة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.
تفاصيل اللقاء الذي جمع الاثنين، ليس هو المقصود حاليا، على الرغم من أهميته، لكن المقصود الأهم هو أن النفي المستمر على مستويات كثيرة، أو عدم تأكيد لقاء بايدن وابن سلمان من الإدارة الأمريكية قد تلاشى، وحدث اللقاء.
في التفاصيل تقبع قضايا كثيرة، لعل أهمها إعلاميا الحديث عن خاشقجي، والتي تم التعامل معها سابقا على أنها قضية مفصلية بالنسبة لأمريكا، لكن بايدن حينما تم سؤاله بشكل واضح عن تلك القضية وطريقة مناقشتها في المملكة كان رده يحمل إيهاما لم يتسطع معه أحد من سائليه ولا سامعيه أن يعرف هل سيناقشها أم لا!.
قال بايدن: "دائما ما أناقش قضايا حقوق الإنسان، ووجهة نظري حول خاشقجي كانت إيجابية وواضحة بشكل مطلق، ولم أقف صامتا يومًا حيال السؤال عن حقوق الإنسان".
وأضاف: "دائما ما أناقش حقوق الإنسان لكن موقفي من خاشقجي كان واضحًا جدًا، إذا لم يفهم أحد ذلك في السعودية، أو في أي مكان آخر، فهو لم يكن موجودًا لفترة طويلة".
وربما كانت الإجابة الأقرب إلى الفهم والتي تستطيع تحليلها هي قوله إن زيارته إلى السعودية "أكثر شمولًا"، محددا أنها من أجل "تحقيق المصالح الأمريكية".
وتلك المصالح كما تحدث عنها ربما تكون من وجهة نظره عودة تأثير أمريكا في الشرق الأوسط مرة أخرى، والتي بحسبه ربما كانت خطأ ندٍه دونالد ترامب.