مسؤولون سابقون: السعودية ملتزمة بآلية العمل ضمن "أوبك بلس"... ولا زيادة للإنتاج خارج التوافق

لم تفلح جهود الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال زيارته الحالية للسعودية بشأن مساعيه لدفع السعودية نحو رفع زيادة إنتاج النفط.
Sputnik
وحاولت الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من الدول الأوروبية خلال الأشهر الماضية دفع دول الخليج لرفع إنتاجها من النفط، لكن دول الخليج وعلى رأسها السعودية أكدت التزامها بآلية العمل ضمن تحالف "أوبك بلس" والذي يعمل على توازن أسواق الطاقة حسب العرض والطلب.
وفي بيان سعودي أمريكي مشترك، نشرته وكالة الأنباء السعودية "واس"، نوه الطرفان إلى أهمية تعاونهما الاستراتيجي الاقتصادي والاستثماري، مجددين التزامهما باستقرار أسواق الطاقة العالمية.
ورحبت الولايات المتحدة بالتزام المملكة العربية السعودية بدعم توازن أسواق النفط العالمية من أجل تحقيق النمو الاقتصادي المستدام، وفقا لوكالة الأنباء السعودية.
السعودية تخفض أسعار النفط لأغلب عملائها وتستثني الولايات المتحدة
من ناحيته قال كبير مستشاري وزير النفط السابق، إن المملكة ملتزمة بالآلية المعمول بها ضمن منظمة "أوبك".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الحفاظ على أسواق الطاقة الذي ذكر يعني استمرار النهج الذي يعمل به تحالف "أوبك بلس"، إنه لا يعني زيادة الإنتاج إلا من خلال قرار التحالف.
وأوضح أن السعودية أكدت أن أقصى طاقة إنتاجية تصل إلى 13 مليون برميل، وأنه لا يمكن زيادة الإنتاج عن هذا الحد.
ولفت إلى أن السعودية ملتزمة بآلية العمل المتبعة ضمن تحالف "أوبك بلس" ولا يوجد أي حياد عنها.
على المستوى السياسي قال عضو مجلس الشورى السابق عبد الهادي العمرين إن السعودية لديها سياسة التوازن منذ القدم، وإنها لا تتغير مع متغيرات الأحداث.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن السعودية تحاول أن تحتفظ بعلاقاتها الاستراتيجية التاريخية مع كل القوى الكبرى وغير الكبرى، في إطار تبادل المصالح المشتركة في إطار توازن العلاقات.
وأوضح أن زيارة بايدن للمنطقة ركزت على هدفين، الأول منهما هو تحقيق ما يمكن تحقيقه للنجاح في الانتخابات الأمريكية المقبلة.
مجلة: الولايات المتحدة قلقة من الخطوات السعودية ضدها
وبحسب عضو الشورى السعودي فإن الهدف الثاني للرئيس الأمريكي يرتبط بالضغوط الداخلية المتزايدة على إدارة بايدن من نتائج الأزمة الأوكرانية، وما سببته من تضخم في أمريكا وارتفاع أسعار الوقود بشكل غير مسبوق منذ سنوات طويلة.
ويرى أنه لا يوجد آمال كبيرة للمواطن السعودي أو العربي، يمكن أن يحققها من خلال زيارة بايدن.
وقع وزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان ووزراء الاستثمار والاتصالات والصحة في المملكة العربية السعودية، مع نظرائهم في الولايات المتحدة الأمريكية، 18 اتفاقية ومذكرات للتعاون المشترك في مجالات الطاقة والاستثمار والاتصالات والفضاء والصحة.
يأتي ذلك على هامش زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المملكة العربية السعودية.
وبحسب وكالة الأنباء السعودية، تأتي تلك الاتفاقيات في ضوء ما توفره (رؤية المملكة 2030) من فرص واسعة للاستثمار في القطاعات الواعدة، وبما يعود بالنفع على البلدين.
ومن بين الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين، 13 اتفاقية وقعتها وزارة الطاقة، ووزارة الاستثمار، والهيئة الملكية للجبيل وينبع، وعدد من شركات القطاع الخاص، مع مجموعة من الشركات الأمريكية الرائدة، مثل شركة بوينج لصناعة الطيران، وريثيون للصناعات الدفاعية، وشركة ميدترونيك، وشركة ديجيتال دايجنوستيكس، وشركة إيكفيا في قطاع الرعاية الصحية، وعدد آخر من الشركات الأمريكية المتخصصة في مجالات الطاقة والسياحة والتعليم والتصنيع والمنسوجات.
ولي العهد السعودي يعلن زيادة طاقة المملكة الإنتاجية من النفط إلى 13 مليون برميل يوميا
كما وقعت الهيئة السعودية للفضاء مع وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، اتفاقية "أرتميس" لاستكشاف القمر والمريخ، للانضمام للتحالف الدولي في مجال الاستكشاف المدني واستخدام القمر والمريخ والمذنبات والكويكبات للأغراض السلمية.
ووقعت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات مذكرة تعاون مع شركة (IBM) الرائدة في مجال التقنية الرقمية، وذلك لتأهيل 100 ألف شاب وفتاة على مدى خمس سنوات ضمن ثماني مبادرات مبتكرة تهدف إلى تعزيز مكانة المملكة مركزاً محورياً للتقنية والابتكار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
كما وقعت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات مذكرة تعاون مع الإدارة الوطنية للاتصالات والمعلومات الأمريكية (NTIA)، تتضمن تعاون البلدين في مجالات تقنيات الجيل الخامس والجيل السادس، وذلك بهدف تسريع نمو الاقتصاد الرقمي وتعزيز وتيرة البحث والتطوير والابتكار في المنظومة الرقمية بالمملكة.
مناقشة