"أنصار الله": فتح الطرق له علاقة بوقف إطلاق النار والأمم المتحدة غير قادرة على إيجاد حل

اتهم رئيس الوفد المفاوض في جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) اليمنية، والمتحدث باسمها، محمد عبد السلام، اليوم الثلاثاء، التحالف العربي بقيادة السعودية، بعدم الالتزام ببنود الهدنة السارية في اليمن، مبرراً عدم موافقة الجماعة على المقترح الأممي لفتح الطرق بارتباط الملف بالوضع العسكري ووقف إطلاق النار.
Sputnik
وقال عبد السلام، حسب ما نقل عنه تلفزيون "المسيرة" الناطق باسم "أنصار الله": "اتفاق الهدنة واضح ومعلن وما تم تنفيذه يتحدث عن نفسه.. هناك التزام لا بأس به فيما يتعلق بالعمليات الواسعة، لكن الطيران التجسسي لم يتوقف والطيران الحربي نفذ عدداً من الغارات أدت لسقوط قتلى".
وأضاف: "قصف الطيران الحربي والاستطلاعي خرق كبير جدا للهدنة.. القصف المدفعي المعادي خصوصاً في الحدود مستمر وعمليات القنص من قوى العدوان [في إشارة إلى قوات التحالف العربي والجيش اليمني] أدت لسقوط ضحايا".
وتابع: "حتى الآن كان يفترض تنفيذ 32 رحلة جوية لكن ما نفذ منها 18 رحلة فقط ولن تتجاوز الـ20 رحلة خلال المتبقي من الهدنة.. رحلة يتيمة واحدة سُيرت من مطار القاهرة وهذا أيضاً خرق كبير للهدنة".
واتهم عبد السلام، التحالف بـ "رفض إدخال الوقود الخاص بالطائرات إلى صنعاء، وجدولة الرحلات"، معتبراً ذلك "أمراً غير مبرر".
وبشأن دخول سفن المشتقات النفطية، قال رئيس الوفد المفاوض في "أنصار الله": "اتفقنا على دخول 36 سفينة إلى ميناء الحديدة ولم تدخل إلا 24 سفينة، 3 منها في الحجز ويتم تأخير بعض السفن لـ21 يوما".
وحول تعثر ملف فتح الطرق المغلقة في محافظة تعز ومحافظات أخرى، برر عبد السلام رفض المقترح الأممي، بقوله: "رفضنا من اليوم الأول تسمية أي طريق لأن هذا له علاقة بالوضع العسكري، وفتح الطرق له علاقة بوقف إطلاق النار".
واعتبر أن "فتح الطرق يجب أن يتم بناء على نقاش بين الأطراف"، مشيراً إلى أن الجماعة "شكلت لجنة عسكرية ولجنة للطرقات"، منتقداً الحكومة اليمنية بالقول إنها "شكلت لجنة لتعز فقط".
المجموعة الخماسية بشأن اليمن تؤيد الجهود الأممية لتوسيع وتمديد فترة الهدنة
وقال: "قدمنا مبادرات لفتح 3 طرق في تعز مقابل تعنت الطرف الآخر [يقصد الحكومة].. قلنا لهم فلنذهب لوقف إطلاق نار شامل ودائم في تعز لكنهم رفضوا، وعندما طالبنا بفتح طرق سواء في حرض [محافظة حجة شمال غربي اليمن] أو مأرب [شمال شرقي البلاد] قالوا هذه مشكلة عسكرية تحتاج وقف إطلاق نار".
وأردف: "الطرف الآخر لم يقم بتنفيذ شيء ولم يقدم حتى طريقا واحدا، وقدمنا الطرق الممكن فتحها".
وطالب رئيس الوفد المفاوض في "أنصار الله"، بـ "تحييد الملف الإنساني ووقف الحرب"، مضيفاً: "طرحنا قبل شهر رمضان على دول التحالف بوساطة عُمانية هدنة تسمح بنقاش سياسي لكنهم رفضوا".
ورد عبد السلام على الاتهامات التي توجه لإيران باستخدام اليمن ورقة تفاوضية في مفاوضات الملف النووي، بالقول: "ليس لدينا مشكلة مع السلام والهدنة، وهناك قضايا إقليمية لها تأثير على مواقف الطرف الآخر ونحن لا نخضع مصالح شعبنا للمواقف الدولية".
وانتقد رئيس الوفد المفاوض في "أنصار الله"، أداء الأمم المتحدة من أجل إنهاء الصراع في اليمن، مؤكداً رفض الجماعة استمرار القيود المفروضة من التحالف على المنافذ التي تديرها.

وقال: "الأمم المتحدة غير قادرة على إيجاد حل، والطرف الآخر يريد خنق الشعب اليمني ونحن لا يمكن أن نقبل استمرار الحصار".
ورأى أنه "لا يجوز مناقشة القضايا الإنسانية في الهدنة فالهدنة لمناقشة القضايا العسكرية".
وحمّل عبد السلام، الحكومة مسؤولية عدم دفع مرتبات الموظفين، متهماً إياها بـ "رفض تضمين المرتبات في الهدنة".
"أنصار الله" تحذر من تداعيات تتجاوز اليمن حال استمرار عمليات التحالف وعودة الحرب
وذكر أن الحكومة "رفضت صرف المرتبات من إيرادات ميناء الحديدة وإيرادات الموانئ الأخرى [يقصد الخاضعة لسيطرة الحكومة]، بسبب تفرقهم وعمليات النهب الكبيرة التي يقومون بها"، على حد قوله.
وختم رئيس الوفد المفاوض في "أنصار الله"، باتهام الحكومة بعدم قدرتها على تشكيل لجنة واحدة للتفاوض مع الجماعة بشأن الأسرى، قائلاً: الطرف الآخر لا يستطيع أن يأتي بلجنة واحدة للتفاوض في ملف الأسرى.. لا تمثله وجهة نظر واحدة فالسعودية مهتمة بأسراها والإمارات بأسراها وجماعات مأرب وتعز كل منها بأسراه".
وفي الثاني من حزيران/ يونيو الماضي، أعلن غروندبرغ، موافقة الأطراف في اليمن، على مقترح أممي بتمديد الهدنة السارية في اليمن منذ الثاني من أبريل الماضي، لمدة شهرين إضافيين تنتهي مطلع أغسطس القادم.

وتضمنت الهدنة الأممية المعلنة في الثاني من نيسان/أبريل الماضي، إيقاف العمليات العسكرية الهجومية براً وبحراً وجواً داخل اليمن وعبر حدوده، وعقد اجتماع بين الأطراف للاتفاق على فتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات لتحسين حرية حركة الأفراد داخل اليمن.
كما تتضمن الهدنة تيسير دخول 18 سفينة تحمل الوقود إلى موانئ الحديدة غرب اليمن، والسماح برحلتين جويتين من وإلى مطار صنعاء الدولي أسبوعياً.
ويشهد اليمن منذ أكثر من 7 أعوام معارك عنيفة بين جماعة "أنصار الله" وقوى متحالفة معها من جهة، والجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دولياً مدعوماً بتحالف عسكري عربي، تقوده السعودية من جهة أخرى لاستعادة مناطق شاسعة سيطرت عليها الجماعة بينها العاصمة صنعاء وسط البلاد أواخر 2014.
وأودى الصراع الدائر في اليمن منذ اندلاعه بحياة 377 ألف شخص، 40 % منهم سقطوا بشكل مباشر، حسب تقرير للأمم المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
مناقشة