العملية العسكرية الروسية لحماية دونباس

لافروف يكشف "التمثيل المسرحي للحوادث" باعتباره "أسلوبا للسياسة الغربية"

قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن القوات المسلحة الروسية وقوات جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك الشعبيتين تعمل، اليوم، بتصميم كبير، على تحقيق أهداف العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
Sputnik
وأكد لافروف في مقال لمركز معلومات الوسائط المتعددة "إزفيستيا"، أمس الاثنين، أن القوات الروسية تسعى إلى إنهاء التمييز السافر والإبادة الجماعية للروس، مع القضاء على التهديدات المباشرة لأمن بلادها، الذي خلقته الولايات المتحدة وأقمارها الصناعية على أراضي أوكرانيا منذ سنوات عديدة.
اصطفوا في طابور... وزراء مجموعة العشرين يتلهفون على لقاء لافروف
مسرحيات دموية
واستشهد وزير الخارجية الروسي بما نظمه النظام الأوكراني من تمثيل "مسرحيات دموية" لتشويه صورة بلاده في عيون الرأي العام الدولي، ومن بينها ما جرى عام 1990 في كوسوفو وميتوهيا الصربي، حينما وصلت إلى الإقليم مجموعة من مفتشي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى الموقع حيث تم العثور على عشرات الجثث في ملابس مدنية.
وأوضح لافروف في مقاله المنشور على الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الروسية، أنه "دون أي تحقيق، أعلن رئيس البعثة أن الحادث كان عملا من أعمال الإبادة الجماعية، رغم أن التوصل إلى نتيجة من هذا النوع لم يكن جزءا من التفويض الممنوح لهذا المسؤول الدولي"، وهو ما استدعى الناتو إلى شن هجوم عسكري على يوغوسلافيا، دمر خلاله عمدا مركز تلفزيون وجسور وقطارات ركاب وأهداف مدنية أخرى، مؤكدا أنه ثبت فيما بعد بأدلة قاطعة أن الجثث لم تكن لمدنيين، ولكن لمقاتلين من جيش تحرير كوسوفو، وهي جماعة مسلحة غير شرعية، يرتدون ملابس مدنية.
كوسوفو وصربيا
وأكد لافروف أن "فصل كوسوفو عن صربيا بالقوة وإقامة معسكر بوندستيل، أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في البلقان، النتائج الرئيسية للعدوان".
ولم يتوقف لافروف عند هذا الحد، بل أشار إلى أن وزير الخارجية الأمريكي السابق، كولن باول، قد قدم أداء سيئا في مجلس الأمن الدولي عام 2003، حينما استخدم أنبوب اختبار يحتوي على مسحوق أبيض من نوع ما، وأعلن للعالم أجمع عن أنه جراثيم الجمرة الخبيثة، زاعما أنه أنتج في العراق.
سلوتسكي: شروط روسيا في حال استئناف المفاوضات مع أوكرانيا ستكون "أكثر صرامة"
ولفت وزير الخارجية الروسي إلى أن "المسرحية الأمريكية قد نجحت في قصف الأنجلو ساكسون وآخرون مثلهم في العراق، الذي لا يزال غير قادر على استعادة دولته بالكامل. وتم الكشف عن الزيف بسرعة، حيث اعترف الجميع بأنه لم تكن أسلحة بيولوجية أو أسلحة دمار شامل أخرى في العراق".
سيناريو بريجينسكي
وشدد لافروف على أن "رئيس الوزراء البريطاني السابق، توني بلير وهو أحد مدبري العدوان، قد اعترف بالتزوير قائلا: حسنا، لقد ارتكبنا خطأ، من لم يحدث له ذلك. وفيما بعد برر كولن باول نفسه بحقيقة أنه "تم إنشاؤه من قبل جهاز الاستخبارات". وبطريقة أو بأخرى، استُخدم الاستفزاز المسرحي كذريعة لتنفيذ خطط لتدمير دولة ذات سيادة".
وذكر الوزير الروسي أن "الأزمة الأوكرانية بأكملها ستظهر على أنها لعبة كبيرة وفقا للسيناريو الذي روج له زبغنيو بريجينسكي ذات مرة، والحديث عن العلاقات الجيدة، حول استعداد الغرب لمراعاة حقوق ومصالح الروس الذين وجدوا أنفسهم بعد انهيار الاتحاد السوفييتي في أوكرانيا المستقلة، وفي غيرها من دول ما بعد الاتحاد السوفيتي، أكثر من مجرد تظاهر مسرحي. لقد بدأت واشنطن والاتحاد الأوروبي منذ أوائل 2000 في المطالبة علانية من كييف لتقرر مع من تكون: مع الغرب أم روسيا؟".
مناورة جيوسياسية
ولم يكتف لافروف بذلك، بل أوضح أن "بيان منسق الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، حول وجوب أن ينتهي النزاع بانتصار أوكرانيا في ساحة المعركة ينوه بفكرة بأنه حتى الدبلوماسية فقدت قيمتها كأداة في الأداء المسرحي للاتحاد الأوروبي".
العملية العسكرية الروسية لحماية دونباس
لافروف: ترشيح أوكرانيا ومولدوفا للانضمام للاتحاد الأوروبي جزء من مناورة جيوسياسية ضد روسيا
وأكد وزير الخارجية الروسية أن "منح أوكرانيا ومولدوفا (التي يبدو أن لها أيضا مصيرا لا تحسد عليه) مكانة الدولة - المرشح الأبدي للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، هو جزء من المناورة الجيوسياسية ضد روسيا".
وطالب لافروف الغرب بالعودة إلى أرض الواقع، من عالم الأوهام، موضحا أنه "مهما طال استمرار المسرحية، فإنها لن تتكلل بالنجاح. حان الوقت للعب بنزاهة، ليس وفقا لقواعد الغش، بل على أساس القانون الدولي. وكلما أسرع الجميع في إدراك أنه لا يوجد بديل للعمليات التاريخية الموضوعية لتشكيل عالم متعدد الأقطاب قائم على احترام مبدأ المساواة في السيادة بين الدول، وهو أساس ميثاق الأمم المتحدة والنظام العالمي بأسره، كان ذلك أفضل".
مناقشة