راديو

بعد فشل جولة سلفه فيلتمان... هامر مبعوث أمريكي جديد للقرن الأفريقي يزور المنطقة

يجري مبعوث أمريكا الخاص للقرن الأفريقي، مايك هامر، الأحد جولة لحلحلة ملف أزمة سد النهضة.
Sputnik
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان إن هامر سيجري في مصر والإمارات وإثيوبيا مباحثات تستمر حتى الأول من أغسطس/آب المقبل، لبحث ملف سد النهضة، مشيرة إلى أنه سيقدم الدعم الأمريكي نحو صياغة حل دبلوماسي للقضايا المتعلقة بسد النهضة الإثيوبي من شأنه أن يحقق مصالح جميع الأطراف ويسهم في منطقة أكثر سلاما وازدهارا.
وفي أديس أبابا، سيتشاور هامر أيضا مع الاتحاد الأفريقي، الذي تجري تحت رعايته محادثات سد النهضة، بحسب البيان الذي قال إنه "بالإضافة إلى ذلك، أثناء وجوده في إثيوبيا، ستتاح للمبعوث الخاص هامر فرصة لاستعراض التقدم المحرز في إيصال المساعدات الإنسانية، والمساءلة عن انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان، فضلا عن الجهود المبذولة لدفع محادثات السلام بين الحكومة الإثيوبية وسلطات تيغراي".
ولا تزال الولايات المتحدة ملتزمة بدفع الجهود الدبلوماسية لدعم عملية سياسية شاملة نحو السلام الدائم والأمن والازدهار للجميع في إثيوبيا، بحسب بيان الخارجية الأمريكية.
وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أكد يوم الخميس الماضي، أن بلاده تنتهج الخيار التفاوضي في قضية سد النهضة، مشيرًا إلى أن بلاده تسعى لإيجاد رؤية مشتركة مع إثيوبيا والسودان حول تداعيات سد النهضة.
وكانت الرئاسة المصرية قالت في بيان قبل أيام، إن السيسي ناقش مع نظيره الأمريكي جو بايدن في أول لقاء بينهما على هامش قمة جدة السعودية، جهود مصر للتوصل إلى اتفاق ملزم قانونا بشأن تشغيل سد النهضة الإثيوبي.
وجددت القاهرة في أكثر من مرة تأكيدها على أن سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على نهر النيل يرتبط بـ"قضية وجودية" لمصر وشعبها، فيما لم تسفر الجهود حتى الآن عن اتفاق بشأن السد الذي يثير قلق دولتي المصب على حصصهما من الماء، وهو ما ترد عليه أديس أبابا بالنفي.
تأتي جولة المبعوث الأمريكي الجديد هامر بعد حوالي العام على جولة سلفه جيفري فيلتمان في مايو/أيار من العام الماضي، وهي الجولة التي أخفقت في إحداث اختراق لهذه الأزمة التي لم تحل حتى الآن بين الدول الثلاث رغم توقيع اتفاق مبادئ بين مصر والسودان وإثيوبيا في عام 2015، يحدد الحوار والتفاوض كآليات لحل كل المشكلات المتعلقة بالسد بين الدول الثلاث.
فقد فشلت جولات المفاوضات المتتالية في التوصل لاتفاق بين الدول الثلاث على آلية تخزين المياه خلف السد وآلية تشغيله. وأنجزت إثيوبيا مرحلتين من عملية ملء السد في عامي 2020 و2021، ومن المتوقع أن تقدم على الملء الثالث للسد خلال موسم الفيضان المقبل خلال أسابيع.

من جانبه قال السفير اللبناني السابق في الولايات المتحدة، مسعود معلوف، إن جولة مايك هامر تأتي بعد جولة سابقة منذ عام لسلفه جيفري فيلتمان واستقالة ساترفيلد من بعده، مشيرا إلى أن السبب وراء ذلك الفشل هو تعقيدات القضية إقليميّا.

وأشار معلوف إلى أن واشنطن ستحاول هذه المرة أن تضغط على إثيوبيا بأوراق منها ملف حقوق الإنسان في إثيوبيا في الصراع مع تيغراي، ومنها ملف المساعدات الإنسانية.
ولفت معلوف إلى أن بايدن يحاول قبل الانتخابات القادمة أن يحرز انتصارًا له ولحزبه من خلال أي حل ولو جزئي لملف سد النهضة.
فيما أشار أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، نادر نور الدين، إلى أن الواقع الفعلي على الأرض من حيث اكتمال البناء واقتراب موعد الملء الثالث يقلل من فرص نجاح أي مفاوضات أو وساطات ولو كانت أمريكية، لافتا إلى أن إثيوبيا فرغت اتفاق إعلان المبادىء من مضمونه، ولم يعد يصلح كمرجعية للمشكلة بين دولة المنبع ودولتي المصب.
وذكر أنه بالرغم من ذلك ما زال هناك إمكانية للوصول إلى حلول للمشكلة، مثل التوصل لاتفاق حول قواعد الملء الثالث، وتشغيل السد والاتفاق على آلية محددة لذلك، خاصة خلال السنوات العجاف السبع التي ستعقب الملء الثالث.
ومن جانبه قال موسى شيخو، المحلل السياسي الإثيوبي، إن أديس أبابا ما زالت متمسكة بالوصول إلى اتفاق وفق إعلان المبادىء الموقع عام 2015 وليس وفق أي مرجعية أخرى، مشيرًا إلى أن جولة المبعوث الأمريكي تأتي في إطار الاتحاد الأفريقي الذي تجري المفاوضات تحت سقفه، وليست وساطة أمريكية منفردة.

واعتبر شيخو موقف أديس أبابا "قويا" مع اقتراب الملء الثالث، مما يعني أن لا تراجع في قضية السد، لافتا إلى أنه لا يفهم ما علاقة الإمارات بقضية مثل هذه، بل ما علاقة الولايات المتحدة بمثل هذه القضية.

يمكنكم متابعة المزيد عبر برنامج بوضوح
إعداد وتقديم: خالد عبد الجبار
مناقشة