ما حقيقة خرق "أنصار الله" للهدنة في مأرب وتداعيات ذلك على باقي الجبهات؟

عادت محافظة مأرب اليمنية إلى واجهة الأحداث في اليمن بعد تقارير إعلامية تتحدث عن مواجهات وسقوط ضحايا في مواجهات بين "أنصار الله" وقوات الشرعية اليمنية في المحافظة.
Sputnik
ما حقيقة خرق "أنصار الله" للهدنة في مأرب وتداعيات ذلك على باقي الجبهات؟
بداية يقول الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني، العميد عزيز راشد: "لا يوجد تصريح واضح لدى أنصار الله بأنها تقوم بالتصعيد في مأرب كما تتحدث وسائل إعلام الطرف الآخر، الطرف الآخر هو الذي يقوم بالتصعيد وكان آخر تلك الأفعال، ارتكاب أكثر من 46 خرقا من جانبهم في الساحل الغربي وحيس، بجانب العمليات القتالية للطيران التجسسي، وهذا يحدث باستمرار، وبالتالي نحن لا نصعد بقدر أننا نسعى لانتزاع الحقوق بالمفاوضات السياسية، من بين تلك الحقوق دفع المرتبات والمطارات والموانئ".
رئيس مجلس القيادة اليمني يؤكد تشكيل لجنة للتحقيق في معارك شبوة
حقيقة التصعيد
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" أنه "لا يوجد أي تصعيد على الإطلاق من جانبنا في مأرب، إنما الطرف الآخر هو الذي يقوم بذلك قبل أيام من التوقيع على التمديد الثالث للهدنة، ونحن صدقنا في نوايانا وما وقعنا عليه من رفع الحصار وفتح الطرقات بالكامل وهذا ما قد يبعد شبح المواجهة والعدوان، ونحن اليوم مستعدون أيضا للمواجهة إذا اختار الطرف الآخر العدوان مجددا".
وحول صمود الهدنة في ظل تلك الخروقات يقول الخبير العسكري: "إذا تم دفع المرتبات وتنفيذ الشروط سيكون ذلك أفضل للتحالف من المواجهة العسكرية، وهم يشعرون اليوم أنهم في أزمة بسبب الوضع في روسيا والغرب، لذا هم يريدون التمديد للهدنة حتى تنتهي الأزمة الروسية الغربية وبعدها يعودون إلى المواجهة ونحن ندرك ذلك جيدا، لذلك نحن على جاهزية عالية في كل المحاور والمناطق العسكرية ومختلف الجبهات".
كيف تعايش اليمنيون مع الأوبئة والأمراض طوال سنوات الحرب؟
وأشار راشد إلى أنه "قد تحدث أشياء غير مخطط لها من جانبنا، والطرف الآخر لا يلتزم بها وهى أشياء خفيفة ولكنها ليست كالسابق، وهو أمر يحدث كثيرا في الهدنات والاتفاقيات، وقد تم تثبيت الهدنة وكل طرف في موقعه لم يتقدم خطوة منذ التوقيع، وقد كانت هناك محاولات للتقدم من الطرف الآخر في مأرب، لكن تم الضغط وإسكات هذا التقدم من قبل التحالف الذي يريد الهدنة، فقد كان التحالف يريد التصعيد لولا الأزمة الروسية - الأوكرانية".
وأوضح أنه فترة الأشهر الست من الهدنة كانت فرصة للاستعداد والإعداد سواء بالصواريخ الاستراتيجية أو الطيران المسير أو في الكتائب والدعم والإسناد وهذا واضح في العروض المختلفة التي هي ليست للاستعراض استعدادا لمنع أي حرب قادمة أو لضرب العدو بشكل أكبر وأوسع وربما تحقيق النصر الحاسم.
مصالح دولية
في المقابل، يقول الخبير العسكري اليمني، العميد جمال الهلالي، إن "الهدنة الموقعة في اليمن هى عملية لا جدوى منها، لكن المجتمع الدولي والغربي له مصالح وخطط في كيفية دعم الحوثيين، كما أن لهم أهداف محددة في كيفية إغراق اليمن والمنطقة في الفوضى وعدم الاستقرار".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" أن "كل الأسلحة التي تدخل إلى صنعاء هى بدعم الأمم المتحدة التي ترعى عملية الهدنة، وفي تقديري أن تلك الهدنة لا أمل مستقبلي فيها لإحلال سلام شامل في البلاد، الحل الوحيد للأزمة اليمنية هو القضاء على الحوثيين بعمليات عسكرية منظمة، لكن العقبة الأكبر هو الدعم الدولي غير المباشر للحوثيين".
"أنصار الله" تعلن تحرير 6 من أسراها بعملية تبادل مع القوات الحكومية في مأرب النفطية
وعن الخروقات المزعومة للهدنة في جبهات مأرب، يقول الهلالي: "محافظة مأرب بالنسبة للحوثيين كالحديدة التي تمثل المنفذ البحري الذي تدخل عبره أشياء كثيرة، حيث تدخل عبر الحديدة ليس المعونات الإنسانية للشعب اليمني، لكن يتم إدخال العديد من المواد المتفجرة والطائرات المسيرة عبر دعم جهات مختلفة، أما مأرب فهى تمثل بالنسبة لهم مصدر نفطي للحصول على الغاز والمشتقات النفطية".
وتابع: "كما تعد مأرب محافظة اقتصادية لها وزنها بجانب أنها نفطية، لذا فإن تلك الهدنة هي فترة إعداد وتجهيز من جانب الحوثي، علاوة على دعمه بكافة أنواع الأسلحة في جميع الجبهات من أجل المرحلة القادمة، ليس في مأرب فقط وإنما في كافة الجبهات الأخرى".
ولفت الهلالي إلى أنه "من الواضح جدا أن أحداث شبوة والتي يقف وراءها حزب الإصلاح اليمني الذي خسر الكثير خلال الأسابيع الماضية".
وذكر أن المجلس الرئاسي بدأ بتحريك القوات الشمالية من المناطق الجنوبية سواء في المنطقة العسكرية الأولى أو في محافظة شبوة باتجاه الجبهات الأساسية وتمت إزاحة غالبية الإصلاحيين من معسكرات شبوة بالقرارات الأخيرة.
أعلنت القوات الحكومية اليمنية، الثلاثاء الماضي، التصدي لعدة هجمات شنتها جماعة "أنصار الله" على مواقع الجيش، جنوبي محافظة مأرب شرقي اليمن.
الحكومة اليمنية: ما يقوم به الحوثيون منذ إعلان الهدنة لا يوحي بنوايا حقيقية للسلام
وقالت مصادر عسكرية، وفقا لقناة "اليمن" الإخبارية، إن "الحوثيين شنوا خلال اليومين الماضيين عدة هجمات على مواقع الجيش في مواقع "الأعيرف، والعكد، والفليحة" بمحيط البلق الشرقي جنوب محافظة مأرب".
وأكدت المصادر "سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف المليشيات خلال تلك الهجمات".
تأتي هذه الهجمات بعد أيام من إعلان المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرج تمديد الهدنة السارية في البلاد منذ أبريل/نيسان الماضي لشهرين إضافيين.
وأعلنت قوات الجيش اليمني، في وقت سابق، "مقتل وإصابة 32 جنديا بنيران الحوثيين في 8 محافظات، ضمن 501 خرق حوثي للهدنة الأممية خلال الخمسة الأيام الماضية".
وفي الثاني من أبريل الماضي، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غرونبرغ، بدء سريان هدنة في اليمن لمدة شهرين قابلة للتجديد، تتضمن إيقاف العمليات العسكرية الهجومية برا وبحرا وجوا داخل اليمن وعبر حدوده، والتي تم تجديدها للمرة الثالثة وتنتهي في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
ويشهد اليمن منذ أكثر من 7 أعوام معارك عنيفة بين جماعة "أنصار الله" وقوى متحالفة معها من جهة، والجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دوليا مدعوماً بتحالفه عسكري عربي، تقوده السعودية من جهة أخرى لاستعادة مناطق شاسعة سيطرت عليها الجماعة بينها العاصمة صنعاء وسط البلاد أواخر2014.
مناقشة