راديو

هل فشل الغرب في الحشد الدولي ضد روسيا؟

كثير من الصمت وقليل من الحماس للعقوبات، كان رد الفعل الغالب في العالم العربي وأفريقيا للدعوات الغربية والأوكرانية بالتحرك ضد روسيا.
Sputnik
ومع فشل زيارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الأخيرة للشرق الأوسط في إحداث أي تغيير في مجال الطاقة، وأيضا بعد فشل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في إقناع السعودية بزيادة إنتاج النفط لتعويض نقص الطاقة الواردة من روسيا، بدا واضحا أن القرارت الغربية تدور في فلك التسرع والغضب والانتقام، لتنتج رد فعل مرتبك وغير مدروس.
في المقابل، لا تزال المحاولات الأوكرانية قائمة لحشد تأييد الدول العربية للعقوبات ضد موسكو، خاصة فيما يتعلق بالحظر الأوروبي على النفط.
وخلال اجتماع طارئ على مستوى المندوبين الدائمين لجامعة الدول العربية، بطلب من كييف، دعا مبعوث أوكرانيا للشرق الأوسط وأفريقيا، مكسيم صبح، الدول العربية إلى الانضمام للعقوبات المفروضة على روسيا، و"عدم تسهيل الالتفاف عليها"، على حد تعبير المبعوث.
وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال مستشار مركز الخليج للدراسات السياسية والاستراتيجية، السفير أشرف حربي، إن
"فرض العقوبات لم يكن قرارا سليما من الغرب، فالحلول السياسية لا تأتي بالعقوبات، ولهذا لم يتوقع المحللون نتائج إيجابية لها، حيث أثرت هذه العقوبات سلبا على العالم برمته خاصة الدول النامية والفقيرة".
وأشار السفير إلى أن "الولايات المتحدة فقدت المصداقية كحليف لدول الخليج بصفة خاصة، لهذا لم تتمكن من التأثير في مسألة الطاقة بشكل فعال".
وأكد الباحث الاقتصادي د. محمد حيدر أن "روسيا تلعب دورا مميزا لا يمكن استبعاده، ولن ينجح أي قرار له علاقة بآليات سوق الطاقة، وبتغيير مسار قطاع الطاقة، لأنه سيعرض السوق إلى مخاطر سياسية، الأسواق والدول في غنى عنها، ولهذا لن تنجح أي ضغوط من هذا النوع في المستقبل، ولن يمكن لي ذراع روسيا، لأن المسألة ستطال كل الدول وليس روسيا وحدها".
وأوضح الباحث أن "العقوبات أصبحت سلاحا قد يشكل بعض الضرر على الاقتصادات، لكنه لم ينجح لا مع إيران ولا العراق أو غيرها، واستخدام هذا السلاح بشكل متكرر يجعله سلاحا ذا حدين، حيث ترتب عليه إرباك أسواق الطاقة، وارتفاع الأسعار، وبالتالي أصحبت روسيا هي الرابح من هذه العقوبات، وأصبحت العقوبات مقلبا بالنسبة للدول الغربية".
وأضاف: "كما إن هناك أسواقا بديلة كثيرة للنفط الروسي ما أفشل الحظر الأوروبي، فضلا عن عدم فعالية كل محاولات إيقاف البنوك الروسية وفصلها عن نظام التراسل المالي سويفت وغيرها من الإجراءات، حيث استطاع بوتين في النهاية أن يفرض على الغرب شراء النفط بالروبل".
ولفت إلى أن "هناك حنكة وذكاء، وفريق عمل ومفكرين ماليين في روسيا، ساهموا في إيجاد هذا النجاح، وفرض شروط شراء الطاقة بالروبل؛ ويثبت الاتفاق الأخير لتصدير الغذاء أن روسيا تستطيع الإمساك بكثير من الأوراق".
وأوضح عضو أكاديمية الأزمات الجيوسياسية د.على الأحمد أن "دول المنطقة جربت العلاقات مع واشنطن لكن مع صعود قوى عظمى مثل روسيا والصين وجدت أن مصالحها تتمثل في تنوع علاقاتها مع هذه القوى، خاصة أن الولايات المتحدة لم تعر اهتماما لمصالح هذه الدول في مشكلات مثل فلسطين والتنمية والبيئة، وكانت دائما تفضل مصالحها الخاصة ومصالح إسرائيل وبعض الحلفاء الذين اعتبرتهم أهم لمصالحها في المنطقة".
وأشار الخبير إلى أن "هناك ضغوطا كبيرة على دول المنطقة لكي تتماهى مع المطالب الأمريكية، لكن وللمرة الأولى هناك مقاومة كبيرة، فلا أحد يريد معاداة واشنطن لكن أيضا لا أحد يريد أن يتماهى مع قراراتها تماما، وهناك مساحة من الإرادة المستقلة تحاول الدفاع عنها دول المنطقة التي تريد أن تكون لها علاقات خارجية متعددة، وأن تكون شريكة بصناعة القرارات الدولية".
إعداد وتقديم: جيهان لطفي
مناقشة