مجتمع

طاهر مامللي يسرد حكاية "الأوتار" تحت مقصلة الحرب والحصار

عادت اليوم أصداء ألحان الموسيقار السوري طاهر مامللي لتتردد في دار الأوبرا وسط دمشق في أمسية فنية أقيمت برعاية الجمعية السورية لأمراض الثدي والتي سيعود ريعها لدعم هذه الجمعية.
Sputnik

"وكأن مبارح، والمكان حكاية، حكاية بلد، والبلد تنسى، تنسى الولد، والولد بالبلد والبلد ضايع".

اعتاد السوريون هذه الأغنية التي نثرت ملحها فوق جروحهم الغائرة، فمنذ عام 2003 وحتى اليوم؛ لطالما أغمضوا عيونهم وتنهدوا بحرقة كمن عاد من رحلة طويلة مضنية، نسوا واقعهم وعادوا لماضيهم كلما اعتلى الموسيقار طاهر مامللي خشبة دار الأوبرا السورية ليسرد لهم "ذكريات الزمن القادم".
طاهر مامللي يسرد حكاية "الأوتار" تحت مقصلة الحرب والحصار
لم يقف مامللي عند حدود الذكريات، بل عاد بـ"أهل الغرام" إلى أحلامهم الكبيرة، وتركهم في حيرة بين "عصي الدمع" و"بقعة الضوء"، وحين لم يملوا من الانتظار أسدل أخيراً الستار على تغريبتهم الكبرى بفصولها الأربعة.
وعادت اليوم أصداء ألحان الموسيقار السوري طاهر مامللي لتتردد في دار الأوبرا السورية وسط دمشق في أمسية فنية أقيمت برعاية الجمعية السورية لأمراض الثدي والتي سيعود ريعها لدعم هذه الجمعية.
طاهر مامللي يسرد حكاية "الأوتار" تحت مقصلة الحرب والحصار
وبدأت الأمسية بعزف شارات العديد من المسلسلات السورية للموسيقار مامللي بدءاً من العاصوف، مع وقف التنفيذ، ذكريات الزمن القادم، لعنة الطين، بقعة ضوء، أحلام كبيرة، عصي الدمع، الزير سالم، ياسمين عتيق، ضيعة ضايعة، أهل الغرام، الانتظار، التغريبة الفلسطينية، وأخيراً الفصول الأربعة.

أشار الموسيقار السوري، طاهر مامللي، في حديثه لـ "سبوتنيك" إلى سعادته بالوقوف من جديد على خشبة دار الأسد للثقافة والفنون، قائلاً: "أنا مسرور جداً من ردود أفعال الحضور، هناك أصوات جديدة نسمعها لأول مرة اليوم، وفنانون جدد يخوضون تحدي تقديم أغاني قديمة أحبها الجمهور بأصوات نجوم كبار، لكن هذه الأصوات الجديدة أثبتت قدرتها على التحدي والعطاء وأكدت موهبتها والجمهور تقبل الأصوات الجديدة بسعادة وحب".

طاهر مامللي يسرد حكاية "الأوتار" تحت مقصلة الحرب والحصار
في حديثه عن تركة الحرب على الثقافة السورية، يشعر المرء وكأن الموسيقار مامللي يئن مع أوتاره تحت (مقصلة الحرب والحصار الاقتصادي على بلده) مؤكدا بلغة غاية في الوضوح بأن "خسائر الثقافة السورية بشكل عام والموسيقا بشكل خاص كانت فادحة".
ويلفت مامللي إلى أن "الحرب التي عصفت بالبلاد خلال أكثر من عقد من الزمن تسببت بفقدان الكوادر الفنية والهجرة، فالحرب قاسية لكن يبقى حضور الموسيقا مهم، وخلال السنوات الماضية كنا نقدم حفلات خلال الحرب وتحت القذائف وخسرنا شهداء ولم نتوقف. أيضاً ما بعد الحرب التحدي أصبح أكبر لأنها أصبحت حرب اقتصادية وحرب لقمة عيش وبالتالي نحاول الحفاظ على من تبقى لنكمل مسيرنا".
طاهر مامللي يسرد حكاية "الأوتار" تحت مقصلة الحرب والحصار
من جانبها، بينت وزير الثقافة السورية، لبانة مشوح، أن الحرب قد أثرت على النفوس والعقول لكن الإنسان المبدع يظل مبدعاً كالأدباء والفنانون التشكيليون والموسيقيون والمخرجون الممثلون الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية استمرار الفن السوري.

وأضافت لـ "سبوتنيك": "أستطيع أن أقول إن الأزمات ولّدت إبداعاً ونحن لا نريد للأزمة أن تستمر حتى يظل الإبداع بل نريد أن يحل الرخاء في سوريا فالإبداع مصدر أمل في الحرب والسلم".

أيضاً وزير التجارة الداخلية، عمرو سالم، كان في الصفوف الأولى من الجماهير، مشيداً بأهمية فن الموسيقار مامللي وكونه من رواد الفن السوري الذي لطالما لامس قلوب محبيه.
طاهر مامللي يسرد حكاية "الأوتار" تحت مقصلة الحرب والحصار
بدورها، كشفت المغنية، ليندا بيطار، عن التأثير السلبي للحرب والذي كان طاغياً، فقالت: "خسرنا أعداداً كبيرة من المؤلفين والمغنيين والعازفين وبالتالي تأثرنا كثيراً لكننا تابعنا الطريق بمن بقي، أيضاً من الناحية التعليمية خسرنا كوادر كبيرة خارجية، وخسرنا مهرجاناتنا خارج سوريا".
طاهر مامللي يسرد حكاية "الأوتار" تحت مقصلة الحرب والحصار
وعن المشاكل التي يواجهها الفنانون السوريون، قالت بيطار: "نحن نشيطون لكن لدينا مشكلة الإنتاج والتمويل ومهنة الفن مردودها بشكل عام متواضع ولا يكفي للعيش، ما يسبب صعوبات للمغني ليتابع مسيرته المهنية، ويجب أن تكون الظروف الإنتاجية أفضل لتتحسن مستوى الأغنية السورية".
أما لوليا الشطي، إحدى الحاضرات في الأمسية، فقالت إن طاهر مامللي هو موسيقي مؤثر واستطاع أن يتحدى الظروف لذلك يشكل إلهاماً لجيل الشباب، كما أن الجمهور المتواجد في الحفل موجود أيضاً لدعم قضية "أمراض الثدي" والتوعية الاجتماعية بشأن الفحص المبكر.
"مارجرجس في الحسكة"... أقدم الكاتدرائيات السريانية بالشرق
مناقشة