هل تنجح القيادة الصومالية الجديدة في إضعاف "حركة الشباب" وتحقيق الاستقرار؟

شهدت الصومال عمليات مكثفة لـ"حركة الشباب" المصنفة "إرهابية"، ضد العديد من المنشآت والأهداف الحكومية في العاصمة مقديشو وبعض الولايات الأخرى أثناء الانتخابات وبعد تولي الرئيس الجديد حسن شيخ محمود ورئيس وزرائه حمزة عبدي بري.
Sputnik
ويرى مراقبون أن تولي الرئيس الأسبق حسن شيخ محمود رئاسة البلاد مجددا خلفا للرئيس عبد الله فرماجو، دعا الكثيرين للربط بين الرئيس الجديد والملف الأخطر الذي يمثل التهديد الأكبر للبلاد وهو ملف "حركة الشباب".
مجلة أمريكية: الجفاف يدفع الصومال نحو "مجاعة كارثية"
كان البعض يرى أن شيخ محمود قد يتخذ المسار السلمي "لترويض" الحركة وقادتها، إلا أنه مع تزايد عمليات التنظيم بعد الانتخابات وانفتاح القيادة الصومالية على العالم الخارجي والجولات التي قام بها الرئيس في العديد من الدول العربية ودول الجوار، علاوة على الغارات الأمريكية على مواقع التنظيم، أكد أن التوجه القادم يتمحور في كسر شوكة الحركة وليس مهادنتها، الأمر الذي يضع البلاد أمام تحدي خطير قد يجعل تحقيق الهدف غير مؤكد إن لم تتكاتف كل الجهود محليا وإقليميا ودوليا.
هل تنجح الصومال في كسر شوكة "حركة الشباب" وتحقيق الاستقرار؟
بداية، يقول رئيس مركز مقديشو للدراسات بالصومال، عبد الرحمن إبراهيم عبدي: "لا أعتقد أن هناك قوى إقليمية أو دولية تدفع الحكومة إلى بدء عملية شاملة ضد حركة الشباب، لكن قرار الحكومة الصومالية منذ انتخاب الرئيس حسن شيخ محمود، كان يدور حول ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة للقضاء على الحركة أو على الأقل تقليص نفوذها في المناطق القريبة من العاصمة مقديشو".

وتابع في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن "الحكومة الجديدة في الصومال عازمة منذ توليها مقاليد الأمور في البلاد وحصولها على ثقة البرلمان على فك الحصار الذي تفرضه الحركة على بعض المدن، وعلى ما يبدو أننا في الوقت الراهن بصدد إجراء تغييرات في القيادات الأمنية والعسكرية ووضع خطة تشارك فيها الحكومة المركزية والحكومات الإقليمية، بالإضافة إلى البعثة العسكرية التابعة للاتحاد الأفريقي".

وأضاف عبدي أنه لا بد من الإشارة إلى أن الحكومة تواصل اتصالاتها المكثفة مع المجتمع الدولي والدول الشقيقة والصديقة، لدعم الصومال في محاربة الإرهاب وإجراء إصلاحات شاملة في المنظومة الأمنية.
أولويات الحكومة
من جانبه يقول المحلل السياسي الصومالي، عمر محمد، إن "محاربة حركة الشباب فكريا وعسكريا من أولى أولويات الحكومة الصومالية الجديدة، كما بين ذلك مرارا وتكرارا كل من الرئيس ورئيس الوزراء، وعليه، فلا غرابة من أن تشن الحكومة حربا شاملة على الحركة".

وأضاف: "فيما يتعلق بدعم قوى إقليمية ودولية تدعم هذا الاتجاه، أرى أن هذه القوى الإقليمية والدولية كانت متورطة بهذه العمليات منذ فترة، لكن الجديد في الأمر أن الرئيس الجديد حسن شيخ محمود خلال رحلاته الخارجية الأخيرة عقب إعادة انتخابه، كان يبحث مع قادة الدول التي زارها سبل تحقيق التعاون معها في محاربة حركة الشباب وتوفير دعم للمتضررين بالجفاف".

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن موافقة الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد أيام من إعادة انتخاب حسن شيخ محمود رئيسا للبلاد على إعادة انتشار القوات الأمريكية في الصومال، بعد سحبها بقرار من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وما تلا هذه الموافقة من غارات جوية أمريكية استهدفت مقاتلين من حركة الشباب، من المحفزات التي تدفع الحكومة الجديدة إلى التحرك نحو هذا الاتجاه.
وأشار المحلل السياسي إلى أن تعيين الشيخ مختار روبو علي أبو منصور، أبرز قيادي منشق عن الحركة، وزيرا للشؤون الدينية والأوقاف في الحكومة الصومالية، قد يعد خطة حكومية لشن حرب فكرية على الحركة، وذلك بانتداب "أبو منصور" لدحض أفكار الحركة التي كان أحد مؤسسيها وتفنيدها.

حرر الجيش الصومالي بالتعاون مع الكتائب المحلية التي يطلق عليها اسم "أصحاب الإزارات" بلدة عيل لهلاي بمحافظة هيران وسط البلاد من قبضة حركة الشباب.

وأشاد محافظ إقليم هيران علي جيتي عثمان بالسكان المحليين لدورهم في القتال إلي جانب القوات الحكومية ضد مقاتلي "حركة الشباب" في الإقليم.
تفجير انتحاري يودي بحياة حاكم مدينة ماركا الصومالية وحركة "الشباب" المتشددة تتبنى العملية
يذكر أن القوات المتحالفة تمكنت خلال الأيام الماضية من استعادة السيطرة على أكثر من 10 بلدات كانت خاضعة لسيطرة "حركة الشباب" ذات الصلة بتنظيم القاعدة بحسب صحيفة "الصومال الجديد".
وقالت وسائل إعلام رسمية صومالية أنه قُتل، اليوم الخميس، 10 من عناصر تنظيم حركة الشباب وأصيب 15 آخرون، في عملية عسكرية للجيش الصومالي جنوبي البلاد.

جرت العملية في قرى تابعة لمنطقة جنالي في محافظة شبيلى السفلى جنوبي الصومال.

وخلال العملية، تمكنت القوات الحكومية من قتل 10 وجرح 15 آخرين، وصادرت أسلحة وذخائر كانت مع مسلحي "حركة الشباب"، إضافة إلى تدمير نقاط لجمع الإتاوات.
ونقلت المصادر نفسها عن قائد الجيش الصومالي الجنرال أدوا يوسف راغي، تأكيده أن الجيش يعتزم مضاعفة جهود الحرب على الإرهاب، مضيفا أن عمليات عسكرية واسعة تجري في جميع أنحاء البلاد لتطهير الإرهابيين من المناطق التي يسيطرون عليها.
وخلال الأسبوعين الماضيين، كثف الجيش الصومالي عملياته ضد "حركة الشباب" في المحافظات الواقعة جنوب ووسط البلاد.
وأشاد مجلس الوزراء الصومالي الجديد في أول اجتماع رسمي، فجر أمس الأربعاء، بالعمليات القتالية ضد "حركة الشباب" المرتبطة بتنظيم "القاعدة"، مشددا على جدية الحكومة في الحرب على الإرهاب.
مناقشة