جامعة الفرات السورية ترمم كلياتها التي دمرتها الطائرات الأمريكية وتوفد كوادرها إلى روسيا

تعمل جامعة الفرات الحكومية في شرق سوريا، بنفض غبار الإرهاب والتخريب وقصف طائرات "التحالف الدولي" بقيادة الجيش الأمريكي عن مباني كلياتها المدمرة ومقاعد الدراسة فيها من طرف، ومن طرف آخر على توسيع عملها العملي والتعليمي الذي يشهد ازدياداً كبيراً رغم جميع المنغصات والصعوبات والعراقيل.
Sputnik
ويعمل القائمون على الجامعة في اتجاهين متوازيين وهما إعادة تأهيل وإعمار ما دمرته طائرات "التحالف الأمريكي" المزعوم من طرف، والمجموعات الإرهابية من طرف آخر، وعلى توسيع الكادر التدريسي والتعليمي من خلال الإيفاد الدراسي الخارجي خصوصاً إلى دولة روسيا الاتحادية وجامعاتها ومعاهدها العلمية المتطورة، من طرف آخر.

تدمير منظم

وأكد رئيس جامعة الفرات الحكومية السورية أن الجامعة تم إحداثها عام 2006، ومقرها محافظة دير الزور، ويتبع لها فرعان الأول في محافظة الحسكة ويضم سبعة كليات والثاني في محافظة الرقة ويضم خمسة كليات.

وبيّن رئيس الجامعة الدكتور طه خليفة، أن جميع كليات فرع الرقة وعددها خمسة كليات دمرت بطائرات ما يسمى "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ما اضطر الطلاب للنزوح واستقبالهم ونقل مقرات كلياتهم إلى محافظة دير الزور، منوها أن جميع الوثائق ومستندات ورقيات الفرع وكل ما يتعلق بالطلاب فقدت تماماً نتيجة القصف الوحشي.

جامعة الفرات السورية ترمم كلياتها التي دمرتها الطائرات الأمريكية وتوفد كوادرها إلى روسيا
أما بالنسبة لكليات فرع الجامعة في محافظة الحسكة، والكلام لرئيس جامعة الفرات، فخلال الشهر الثاني من العام الحالي كانت المفاجأة الكبرى بقصف طائرات "التحالف الأمريكي" مقر إدارة فرع الحسكة ومباني كليتي الاقتصاد والهندسة المدنية والمعهد التقني للمراقبين الفنيين واستراحة الهيئة التدريسية بحجة إحداث سجن الثانوية الصناعية المخصص لإرهابي تنظيم "داعش" (المحظور في روسيا).

"هذا العمل الإجرامي تبعه ممارسات من جهات أخرى تعمل تحت إدارة المحتل الأمريكي بعد القصف، حيث قامت بتجريف المباني ومنها الكتلة الشرقية من كلية الاقتصاد ومبنى المعهد التقاني الهندسي وإدارة مبنى الفرع بشكل كامل بما تحوي من وثائق للجامعة والطلاب"، بحسب الدكتور خليفة.

جامعة الفرات السورية ترمم كلياتها التي دمرتها الطائرات الأمريكية وتوفد كوادرها إلى روسيا
وتابع: "أما كليات الجامعة في محافظة دير الزور فهناك مباني تسع كليات تعرضت للتدمير والنهب والسرقة على يد المجموعات المسلحة الإرهابية ومن يدعمها من الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية وذلك بهدف تدمير العلم والتعليم في المنطقة الشرقية من سوريا و التي تعتبر خزان بشري كبير بشكل منظم".

انتفاضة علمية

وأوضح رئيس جامعة الفرات أنه بعد فك الحصار عن مدينة دير الزور من قبل الجيش العربي السوري والدول الحليفة وعلى رأسها روسيا ودحر تنظيم "داعش" (المحظور في روسيا) في نهاية عام 2018 تقريباً، حيث عاودت الجامعة بإعادة نشاطها وبشكل نموذجي وجيد وبشكل تدريجي، والآن الأمور تسير بشكل جيد من كل الجوانب وهناك مدينة جامعية يتم فيها استقبال الطلاب القادمين من المحافظات الأخرى.
جامعة الفرات السورية ترمم كلياتها التي دمرتها الطائرات الأمريكية وتوفد كوادرها إلى روسيا

وأشار الدكتور طه الخليفة إلى أن أعداد طلاب كليات جامعة الفرات في تزايد كبير وملحوظ جداً حيث يصل عددهم حاليا إلى أكثر من 45 ألف طالب وطالبة، نصفهم موجدون في كليات محافظة الحسكة والباقي في دير الزور.

الحلول مستمرة

ولفت رئيس الجامعة في حديثه لـ"سبوتنيك" إلى أن عجلة التقدم وإيجاد الحلول لم تتوقف حيث نقوم في إدارة الجامعة بالعمل على اتجاهين الأول التوسع في البنى التحتية من خلال صيانة وتأهيل مباني الكليات المدمرة، فمثلا في ديرالزور مبنى كلية العلوم قريبا مع عدد من الكليات الأخرى ستوضع في الخدمة مع بداية العام المقبل بعد إنجاز أعمال الصيانة والتأهيل فيها، وهناك عقود عمل لتجهيز كتل وأبنية أخرى ضمن الكليات في دير الزور وافتتاح كليات أخرى.

أما الاتجاه الآخر، بحسب رئيس الجامعة، فهو زيادة عدد الكوادر التدريسية والإدارية، حيث يوجد لدينا ما يقارب 110 موفد خارجي، الجزء الأكبر منهم موجود في جامعات روسيا الاتحادية الصديقة وبمختلف المجالات يعملون حاليا للحصول على الدراسات العليا والعودة إلى البلاد والانضمام للكادر التعليمي و التدريسي في الجامعة.

وأوضح رئيس جامعة الفرات أنه يوجد لديهم في كليات محافظتي دير الزور والحسكة طلبة من كافة المحافظات السورية تقريبا يتابعون تحصيلهم العلمي رغم منغصات ومصاعب السفر من وإلى محفظاتهم بسبب ممارسات المسلحين الموالين للجيش الأمريكي من طرف ومسلحي الفصائل الخاضعة للاحتلال التركي من طرف آخر.
جامعة الفرات السورية ترمم كلياتها التي دمرتها الطائرات الأمريكية وتوفد كوادرها إلى روسيا
وأوضح أن الجزء الأكبر من طلاب كلياتهم في محافظتي الحسكة ودير الزور يسكنون في مناطق خارج سيطرة الدولة أي مناطق سيطرة قوات "قسد"، حيث يتعرضون للمضايقات وحملات عسكرية من قبلهم وسوقهم إلى معسكرات "التجنيد الإجباري" بقوة السلاح.

وختم رئيس جامعة الفرات حديثه بضرورة العمل مع المجتمع المحلي للضغط من أجل تحييد العملية التعليمية وكليات الجامعة عن الأحداث العسكرية والسياسية.

وجامعة الفرات هي إحدى الجامعات الحكومية التي تتبع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الجمهورية العربية السورية ويقع مقرها في مدينة دير الزور، أُنشأت بالقانون رقم 33 عام 2006 بمرسوم جمهوري، في المنطقة الشرقية لتقدم التعليم الجامعي في المحافظات الشرقية (دير الزور، الحسكة، الرقة).
1 / 9
جامعة الفرات السورية ترمم كلياتها التي دمرتها الطائرات الأمريكية وتوفد كوادرها إلى روسيا
2 / 9
جامعة الفرات السورية ترمم كلياتها التي دمرتها الطائرات الأمريكية وتوفد كوادرها إلى روسيا
3 / 9
جامعة الفرات السورية ترمم كلياتها التي دمرتها الطائرات الأمريكية وتوفد كوادرها إلى روسيا
4 / 9
جامعة الفرات السورية ترمم كلياتها التي دمرتها الطائرات الأمريكية وتوفد كوادرها إلى روسيا
5 / 9
جامعة الفرات السورية ترمم كلياتها التي دمرتها الطائرات الأمريكية وتوفد كوادرها إلى روسيا
6 / 9
جامعة الفرات السورية ترمم كلياتها التي دمرتها الطائرات الأمريكية وتوفد كوادرها إلى روسيا
7 / 9
جامعة الفرات السورية ترمم كلياتها التي دمرتها الطائرات الأمريكية وتوفد كوادرها إلى روسيا
8 / 9
جامعة الفرات السورية ترمم كلياتها التي دمرتها الطائرات الأمريكية وتوفد كوادرها إلى روسيا
9 / 9
جامعة الفرات السورية ترمم كلياتها التي دمرتها الطائرات الأمريكية وتوفد كوادرها إلى روسيا
وتضم الجامعة حالياً 25 كلية منها 12 في دير الزور و5 في الرقة و8 في الحسكة، ويصل عدد طلابها إلى أكثر من 45 ألف طالب وطالبة بعد أن كان 7000 طالب وطالبة في عام 2006.
مناقشة