تفاصيل مغادرة أحزاب المعارضة التشادية لـ"الحوار الوطني"... وقطر تتوسط مجددا

كشفت مصادر منخرطة في الحوار الوطني في تشاد، تفاصيل الخلاف الحاصل بين الأحزاب والحركات المشاركة والحكومة، والتي دفعت المعارضة لمغادرة الحوار.
Sputnik
وقالت المصادر في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، إن جميع أحزاب المعارضة وعددها 105، غادرت الحوار باستثناء عدة أحزاب، وأن 4 أحزاب فقط عادت للحوار أمس السبت، كما غادرت نحو 76 جمعية مدنية.
وأوضحت المصادر أن الأحزاب المتبقية حتى الآن داخل الحوار هي أحزاب المولاة، وأن استئناف الحوار غدا الاثنين يتطلب عودة أحزاب المعارضة والجمعيات، في ظل احتمالية إرجاء موعد الاستئناف مرة أخرى.
وبحسب المصادر فإن اعتماد اللائحة الداخلية للحوار جرى في الأسبوع الأول من الحوار، بعد تعليق للجلسات أكثر من مرة، بسبب عدم نزاهة اللائحة حسب وصف الأحزاب المعارضة، والحركات المسلحة.
ولفتت المصادر إلى أن اختيار 21 شخصا لإدارة الحوار تسبب في غضب بعض الأحزاب أيضا وكذلك جمعيات المجتمع المدني، ما دفعهم للخروج من القاعة ومقاطعة الحوار، ما ترتب عليه تعليق الجلسات ليومين.
قبل استئناف الجلسات… مخاوف بشأن نتائج الحوار الوطني في تشاد
وشدد المصدر على أن استئناف الجلسات في الثالث من سبتمبر/ أيلول، جرى دون التوصل إلى حل مع الأحزاب والجمعيات التي قاطعت الحوار.
وأكدت المصادر استمرار جلسات الحوار بالتوازي مع تواصل اللجنة المكونة من رجال الدين الإسلامي والمسيحي وشخصيات بينهم الرئيس السابق لتشاد قوكونى وداي لإقناع المقاطعين والأحزاب التي لم تشارك من البداية، لكنهم لم يتوصلوا إلى أي نتيجة حتى اليوم الأحد.
ودعا حزب "المحولون" المعارض أنصاره للاحتجاج، لكنه لم يتمكن من حشد أنصاره بسبب القنابل المسيلة للدموع التي استخدمتها القوات الأمنية، التي احتجزت أكثر من 162 من أنصار الحزب أمس السبت.
وأفادت المصادر بأن الكنيسة الكاثوليكية علقت مشاركتها في الحوار بعد احتجاز أنصار الحزب خلال الاحتجاجات.
وبحسب مصادر حكومية، فإن بعض الأطراف الدولية بما فيها قطر تتواصل في الوقت الراهن مع أحزاب المعارضة من أجل العودة لاستكمال الحوار الوطني، حيث تقوم الأطراف الدولية بوساطة بين الحكومة والأحزاب لتذليل للتفاهم حول النقاط الخلافية.
وانطلق الحوار الوطني الشامل في تشاد 20 أغسطس/ آب الماضي، بين المعارضة المدنية والمسلحة والمجلس العسكري الحاكم، بعد أن تأجل عدة مرات، على أن يستمر ثلاثة أسابيع بهدف "طي صفحة" المرحلة الانتقالية والتوصل إلى إجراء "انتخابات حرة وديمقراطية".
غياب حركة "فاكت" عن الحوار الوطني في تشاد... هل يمكنها عرقلة المشهد؟
وقبل بدء الحوار رفض ائتلاف أحزاب المعارضة وأعضاء المجتمع المدني "واكت تاما" المشاركة، متهما المجلس العسكري بإدامة "انتهاكات حقوق الإنسان" والتحضير لترشيح الجنرال ديبي للرئاسة.
وأعلنت هيئة رئاسة الحوار الوطني في تشاد عودة انطلاق جلسات الحوار يوم الاثنين المقبل عقب التوصل لاتفاق مع قوى سياسية مقاطعة.
وتتضمن مسودة الحوار في تشاد 20 بندا، أبرزها الإصلاح الجذري للجيش، ومراجعة ميثاق الفترة الانتقالية، مع عدم جواز ترشح أعضاء الأجهزة الانتقالية في أول انتخابات، وتشكيل حكومة مصالحة وطنية.
وكان محمد إدريس ديبي تولى السلطة في نيسان/أبريل 2021، على رأس المجلس العسكري الانتقالي بعد وفاة والده إدريس ديبي، ووعد بتنظيم حوار مع المعارضة للتوصل إلى إعادة السلطة إلى المدنيين خلال مهلة 18 شهرا قابلة للتجديد مرة واحدة.
وكان نحو 1400 مندوب يمثلون نقابات وأحزاب سياسية والمجلس العسكري الانتقالي، يشاركون في قصر بقلب العاصمة نجامينا، من أجل مناقشة إصلاح المؤسسات ووضع دستور جديد يفترض أن يعرض للتصويت في استفتاء، قبل الانسحاب الذي يهدد بفشل الحوار.
مناقشة