المودعون اللبنانيون "أعلنوا الحرب" على المصارف والاقتحامات بالجملة... صور

سجل لبنان، اليوم، ثماني عمليات اقتحام للمصارف في مختلف المناطق، وهي بمثابة "إعلان حرب" من المودعين وانتفاضة لاسترجاع ودائعهم "المحتجزة" منذ بدء الأزمة الاقتصادية، الأمر الذي دفع جمعية المصارف إلى إعلان الإغلاق لثلاثة أيام.
Sputnik
وكان أبرز الاقتحامات في بلدة شحيم بعد أن أطلق المقتحم عدة طلقات من مسدس حربي مطالبا بتحويل مبلغ 180 ألف دولار لاستلامها في تركيا من أصل وديعة عائلته البالغة مليون دولار".

كما اقتحم مودع آخر يدعى عبد سوبرا مصرف "بلوم بنك" في منطقة الطريق الجديدة، مطالبا المصرف بالحصول على وديعته التي تبلغ 165 ألف دولار، واستمرت المفاوضات أكثر من 8 ساعات لم يتوصل خلالها الطرفين إلى أي حل، وعند الساعة الثامنة خرج سوبرا من المصرف دون حصوله على أي مبلغ مالي.

الجدير بالذكر أن النائب أشرف ريفي كان قد دخل إلى المصرف وشارك بالمفاوضات بين المودع والمصرف.
المودعون اللبنانيون "اعلنوا الحرب" على المصارف والإقتحامات بالجملة
وتجمهر عدد كبير من أبناء المنطقة وعدد من المودعين والناشطين أمام المصرف دعما للمودع عبد سوبرا متعودين بالدفاع عنه في حال قررت القوى الأمنية إلقاء القبض عليه.
وقال أحد أبناء المنطقة لـ"سبوتنيك"، "نحن أهالي المنطقة مع المودع، نحن لا نسرق ولا ننهب بل نسترد حقنا، أعطيناهم أموالنا بهدوء والآن نستردها بالقوة".
وقال سيمون براك من جمعية "صرخة المودعين" إن "التفاهم انتهى منذ أن اقتحم المودع بسام الشيخ حسين فيدرل بنك، منذ عدة سنوات توجهنا إلى القضاء ولكن دون نتيجة، نحن لسنا بلطجية أو قطاع طرق ولكن البلاد دون قضاء، والقضاء لا يتعامل معنا بجدية وفي حال رفعنا الصوت داخل المصرف، يعمد إلى تسكير حساباتنا وإعطائنا شيك بانكير وهو كالحبر على الورق، نريد أموالنا وبالعملة التي أودعنا بها".
واعتبر رئيس جمعية "المودعين اللبنانيين" حسن مغنية أن "الحرب المفتوحة أعلنها المودعون عبر سلسلة الاقتحامات التي بدأت منذ عدة أشهر، الناس أرهقت والكلفة المعيشية أصبحت مرتفعة جدا بالنسبة لهم، بالإضافة إلى وجود حالات مرضية كثيرة وأموالهم محتجزة في المصارف".
المودعون اللبنانيون "اعلنوا الحرب" على المصارف والإقتحامات بالجملة
وتابع مغنية "منذ ثلاث سنوات نطالب بخطة للحل، وقانون يحمي حقوق الشعب اللبناني، والنتيجة كانت شعبوية وتقاذف اتهامات بالسياسة، وعدوا الناس باسترداد حقوقها خلال الانتخابات النيابية وبعد انتهاء الاستحقاق نكثوا بوعدهم، ثلاثي هدر الودائع تتحمل مسؤوليته السلطات السياسية، مصرف لبنان والمصارف اللبنانية، اليوم المصارف أعلنت الإضراب 3 أيام من المؤكد أن اليوم الرابع سيشهد عشرات بل مئات عمليات الاقتحام، من المؤكد أن هذا ليس هو الحل الذي نطمح إليه ولكن عسى أن يكون ما يحدث هو وسيلة للضغط لإقرار مشروع قانون أو خطة تنصف المودعين".
وقال وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي عقب ترأسه اجتماعين أمنيين طارئين في وزارة الداخلية إن "هناك جهات تدفع الناس إلى هذه التحركات ضد المصارف".
وأضاف "لا يمكنني الإفصاح عن التفاصيل، نظراً إلى سرية التحقيق، فنحن نتعامل بحكمة مع الموضوع، وما نشهده اليوم ظاهرة غير صحية تهدد الأمن والبلد، والقوى الأمنية تعلم كيف ستتشدد في ضبط الأمن".
وأكد أن "هدفنا حماية البلد والمودعين، فلا يجب أن يدفع أحدهم المودع للإضرار بالوضع الأمني في البلد. أما تشددنا في الإجراءات الأمنية فهدفه ليس حماية المصارف، بل النظام اللبناني. نحن مع المودعين، ومن مصلحتهم أن يكون النظام سائداً في البلد، فالإجراءات التي سنتخذها هي وفقاً للقانون وإشارات النيابات العامة".
المودعون اللبنانيون "اعلنوا الحرب" على المصارف والإقتحامات بالجملة
وختم مولوي متوجها للمودعين بالقول "حقوقكم لا يمكن أن تستردّوها بهذه الطريقة لأنّها تهدم النظام المصرفي وتؤدي إلى خسارة بقية المودعين لحقوقهم، أنتم أصحاب حق، لكن لا يمكنكم استرداد حقوقكم بهذه الطريقة لأنها خارج القانون. نحن معكم ونريد حمايتكم والبلد والنظام، فإذا تشدّدنا بفرض الأمن والنظام والقانون فالهدف ليس حماية المصارف، بل حمايتكم".
مناقشة