التحالف العربي: تعنت الحوثيين في محادثات عمان أفشل جهود إطلاق جميع الأسرى

اتهم التحالف العربي بقيادة السعودية، جماعة "أنصار الله"، اليوم الأحد، بالتعنت في مفاوضات ملف الأسرى، وإفشال تبادل جميع المحتجزين، كاشفًا عن تقديمه عرضًا للجماعة من أجل زيارة أسراها لديه.
Sputnik
القاهرة- سبوتنيك. وقال المتحدث باسم قوات التحالف العربي، العميد تركي المالكي، حسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء السعودية "واس"، عبر "تويتر": "تعنت الحوثيين في محادثات عمّان الأخيرة أفشل جهود إطلاق جميع أسرى الحرب".
وأضاف: "عرضنا على الحوثيين زيارة أسراهم ولم نجد منهم الجدية والعزيمة الصادقة".
وتابع: "الحوثيون يقدمون أولوية ملف الوقود على ملف أسراهم الأكثر إنسانية".
وشدد العميد المالكي على "بذل المساعي الحثيثة أمام تعنت الحوثيين لإطلاق جميع الأسرى وجمع شمل العائلات"، على حد تعبيره.
واعتبر أن "تعنت الحوثيين بملف الأسرى يتنافى مع القيم الدينية والمبادئ الإنسانية والأعراف القبلية"، حد قوله.
وأكد:
"ملف الأسرى محل اهتمام وأولوية القيادة السياسية والعسكرية بالتحالف".
يأتي ذلك غداة إعلان جماعة "أنصار الله"، رفضها تجزئة اتفاق لتنفيذ أكبر صفقة لتبادل الأسرى مع الحكومة اليمنية، من خلال الإفراج عن أسرى سعوديين من قوات التحالف العربي، متهمةً الحكومة بعرقلة جهود الأمم المتحدة لتحقيقه.
وذكر رئيس لجنة شؤون الأسرى في جماعة "أنصار الله" عبد القادر المرتضى، حسب ما نقل عنه تلفزيون "المسيرة" الناطق باسم الجماعة، أن الحكومة أفشلت كل الجهود المبذولة من قبل الأمم المتحدة لإنجاح الاتفاق الذي تم التوصل إليه في مارس/آذار الماضي، والمتضمن تبادل أكثر من 2200 أسير من الطرفين، والتي كان آخرها عقد جولة مفاوضات أواخر يوليو/تموز الماضي، في الأردن.
وأشار إلى رفض "أنصار الله"، سعي التحالف الإفراج عن الأسرى السعوديين وعدد من قيادات الجيش اليمني وتأجيل البقية، مؤكداً جاهزية الجماعة لتنفيذ الاتفاق كاملاً ورفضها أي انتقائية في الاتفاق.
ومطلع أغسطس/ آب الماضي، أعلن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، في ختام أعمال الاجتماع السادس للجنة الإشرافية لتبادل الأسرى، الذي استضافته عمّان، توافق الحكومة اليمنية و"أنصار الله" على تكثيف الجهود لتحديد القوائم النهائية للمحتجزين تمهيداً لتنفيذ الاتفاق المعلن في مارس الماضي، والذي يشمل تبادل 2223 أسيرا.
"أنصار الله" ترفض عرضا للإفراج عن أسرى سعوديين متهمة الحكومة بإفشال أكبر صفقة تبادل
وحث غروندبرغ طرفي الصراع على "الانتهاء من تحديد قوائمهم في أقرب وقت ممكن مع إعطاء الأولوية للإفراج غير المشروط عن جميع المرضى والجرحى والأطفال المحتجزين، وكذلك الأشخاص المحتجزين تعسفياً، والمحتجزين السياسيين والصحفيين".
وتتضمن صفقة الأسرى المتفق عليها بين طرفي النزاع في اليمن، تبادل 2223 أسيراً من الجانبين بينهم 19 عسكرياً وسودانياً ضمن قوات التحالف العربي، وقائدان بارزان من القوات الحكومية.
ووفقاً لوكيل وزارة حقوق الإنسان في الحكومة اليمنية عضو اللجنة الاشرافية لتبادل الأسرى والمختطفين، ماجد فضائل، فإن الاتفاق يتضمن إطلاق "أنصار الله" سراح 823 أسيراً لديها، منهم 800 يتبعون الحكومة و16 أسيراً سعودياً وثلاثة سودانيين، بالإضافة إلى شقيق الرئيس اليمني اللواء ناصر منصور هادي، ووزير الدفاع السابق اللواء الركن محمود الصبيحي، وكذا شقيق ونجل عضو مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق محمد عبد الله صالح، مقابل إفراج الحكومة عن 1400 أسير تابع للجماعة.
وحال تنفيذ الاتفاق، فإن الصفقة ستكون الأكبر في ملف الأسرى من حيث العدد، خاصة بعد تبادل الطرفين بإشراف الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، في 16 أكتوبر/ تشرين الأول قبل الماضي، 1056 أسيراً ومعتقلاً بينهم 15 سعودياً و4 سودانيين من قوات التحالف العربي، ضمن اتفاق سويسرا الذي توصل إليه الطرفان أواخر سبتمبر/ أيلول قبل الماضي.
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2018، تبادلت الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله"، ضمن جولة مفاوضات السلام في ستوكهولم، قوائم بنحو 15 ألف أسير لدى الطرفين، ضمن آلية لتفعيل اتفاق تبادل الأسرى.
وتسيطر جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) منذ سبتمبر 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمال اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 مارس من 2015، عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80% من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.
مناقشة