الحصار الاقتصادي يخيم على عمليات إنقاذ ضحايا القارب الغارق قبالة الشواطئ السورية

بعد مضي خمسة أيام على الكارثة، تتضاءل الآمال الرسمية السورية بالعثور على ناجين من القارب اللبناني الغارق قبالة ساحل طرطوس، بالتزامن مع ارتفاع حصيلة الضحايا المنتشلين إلى 99 شخصاً بينهم نساء وأطفال، ومن جنسيات سورية ولبنانية.
Sputnik
وتستمر السلطات البحرية السورية في عمليات البحث رغم الصعوبات الفنية التي تواجه فرق الإنقاذ جراء الحصار الاقتصادي الذي أرخى بظلاله على صيانة زوارق الدورية والإنقاذ والعائمات، واللجوء إلى الخبرات المحلية لتجاوز هذه العقبات.
وفي الأثناء، تتواصل عمليات تسليم جثامين الضحايا إلى ذويهم بعد التعرف عليهم واستكمال الإجراءات القانونية أصولاً.
وقال مدير عام الموانئ السورية العميد سامر قبرصلي لـ"سبوتنيك": تم انتشال 99 جثة حتى الآن في حصيلة غير نهائية، مشيراً إلى انتشال جثة طفلة صباح اليوم بالقرب من جزيرة أرواد.
وأكد قبرصلي أنه بعد مرور خمسة أيام على حادثة غرق القارب فإنه من المستبعد العثور على ناجين، مؤكداً أن عمليات البحث باتت مقتصرة حالياً على دوريات شاطئية على سواحل طرطوس، فيما تم التعميم على الصيادين بأنه "عند مشاهدة أي جثة طافية في البحر أن يقوموا بإبلاغنا على الفور ليتم انتشالها وتسليمها إلى مشفى الباسل".
الحصار الاقتصادي يخيم على عمليات إنقاذ ضحايا القارب الغارق قبالة الشواطئ السورية
وأضاف قبرصلي: تمت عمليات البحث والإنقاذ بالامكانيات المتاحة لدينا في المديرية العامة للموانئ من زوارق دورية كبيرة أجرت، منذ أن علمنا بغرق القارب، مسحاً في البحر امتد من حدودنا البحرية مع لبنان إلى تركيا بحثاً عن ناجين أو ضحايا، ثم تركز البحث قبالة سواحل طرطوس، بالإضافة للزوارق المتوسطة، والمطاطية التي كانت بالقرب من الشواطى.
وأضاف قبرصلي: رغم الحصار وتداعياته السلبية على عدم استطاعتنا رفد المديرية العامة للموانئ بعائمات وزوارق جديدة في إطار تطوير آليات وامكانبات المديرية، إلا أننا استطعنا حل جميع المشاكل التي كانت تعترضنا فيما يتعلق بصيانة الزوارق والعائمات الموجودة لدينا بالاعتماد على الخبرات الوطنية التي أثبتت جدارتها وتميزّها.
وعلى التوازي، أكد مدير منظومة الإسعاف في مديرية صحة طرطوس الدكتور فراس حسامو في تصريح لوكالة "سبوتنيك" أنه تم تخريج جميع الناجين من حادثة الغرق، والبالغ عددهم 20 شخصاً، تباعاً من مشفى الباسل بعد تلقيهم العلاج، وهم بحالة صحية جيدة.
وبيّن حسامو أنه منذ لحظة إعلان خبر غرق القارب، استنفرت كوادر مديرية الصحة في طرطوس، من الطواقم المناوبة وغير المناوبة، خاصة منظومة الإسعاف، حيث تم وضع 20 سيارة إسعاف مع طاقمها ومعداتها الطبية، على أهبة الاستعداد لاستلام الناجين وجثامين الضحايا، مشيراً إلى أن كوادر الإسعاف أنقذت 9 ناجين من خلال تقديم الإسعافات اللازمة لهم خلال نقلهم إلى مشفى الباسل، بالإضافة لانتشال جثة 69 شخصاً.
الحصار الاقتصادي يخيم على عمليات إنقاذ ضحايا القارب الغارق قبالة الشواطئ السورية
وأضاف حسامو: رغم العقوبات المفروضة علينا، وتأثير الخصار من ناحية قلة عدد سيارات الإسعاف وصيانتها وتوفر المحروقات، إلا أننا استطعنا التعامل بجاهزية كاملة وبأقصى درجات الاستجابة مع حادثة غرق القارب، وتابع: بالحالات الاستثنائية يعاد ترتيب الأولويات، فعندما واجهنا هذه الكارثة الإنسانية قمنا باستنفار كامل واستعنا بالاحتياطي الموجود لدينا سواء فيما يتعلق بالكادر البشري أو السيارات أو الوقود للاستجابة الفورية.
كما لفت حسامو إلى مشاركة، فرع الهلال الاحمر العربي السوري، بسبع سيارات من منظومة الإسعاف للمساعدة في نقل جثامين الضحايا إلى معبر العريضة الحدودي لتسليمهم إلى الصليب الأحمر اللبناني بعد تعرف ذويهم عليهم، مبيناً أنه تم تسليم 45 جثمان حتى الآن إلى ذويهم بعد أن تم التعرف عليهم واستكمال الإجراءات القانونية أصولاً.
مناقشة