مغارة بيت ليد متحف طبيعي تشكل على مر العصور الغارقة في القدم

على تلة شرق مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية، تقع مغارة بيت ليد أو "هرّبة باطن الحمام" كما يسميها أهالي القرية، تسحر الناظرين إليها وقد تشكلت كمتحف طبيعي على مر العصور القديمة.
Sputnik
لا يضير الزائرين السير لعدة كيلو مترات للوصول إلى المغارة، ثم النزول من خلال فتحتها الضيقة، التي يصعب على الكثيرين الوصول إلى قاعها، بسبب التعرجات الصعبة في أعلاها، ويقول الدليل السياحي أمجد محمد، بعد نزوله المغارة مستخدماً الحبال، لوكالة "سبوتنيك":

"هذه المغارة قديمة جداً، ويحدد المختصون عمرها بملايين السنين، حتى تشكلت ما تعرف بالصواعق والنوازل بهذا الجمال والألوان المتداخلة، ويُقدّر عمقها بنحو خمسين مترا في بعض الأماكن، وأعمق بكثير في أماكن أخرى حيث لا يمكن الوصول إليها، ومساحتها تقّدر بنحو 120 متراً مربعاً ويأتي المواطنون لهذا المكان من عدة مناطق لرؤية المغارة والاستمتاع بمناظرها الخلابة".

مغارة بيت ليد متحف طبيعي تشكل على مر العصور الغارقة في القدم، طولكرم، فلسطين
ويسود بين المواطنين اعتقاد منذ عقود -ولا يزال- بأن مياه مغارة باطن الحمام المنحدرة من بين تجويفات الصخور لها فوائد علاجية وتشفي من أمراض عدة، حيث دأب الأهالي على زيارة تلك المغارة مع أطفالهم للاستحمام والشرب من مياهها، ويقول محمود حمايدة من أهالي بيت ليد "لسبوتنيك": "الكثير من أهالي بيت ليد والقرى المجاورة يذهبون للمغارة باستمرار لأخذ المياه المتجمعة أسفلها، فلقد أثبتت فعاليتها، فهي تطهّر الأمعاء وتنظفها -وخاصة الكلى- وتخلص المرضى من انحباس البول، وبعض الامراض الأخرى، وأتمنى على المختصين دراسة مياه المغارة والتأكد من فوائدها الصحية والعلاجية".
مغارة بيت ليد متحف طبيعي تشكل على مر العصور الغارقة في القدم، طولكرم، فلسطين
المواطنون أطلقوا على المغارة أكثر من اسم منها "هُربة باطن الحمام" وتعني الشيء المتسع المليء بأعشاش الحمام، وقد أطلقوا عليها أيضاً جعيتا فلسطين، فهي تشبه إلى حد كبير مغارة جعيتا في لبنان، بكل تفاصيلها، من حيث المناخ والنشأة والتطور والتشكل، وهذا الجمال والتشكيلات التي تحويها كلها تكوّنت طبيعيا، مما يترك أثرا في نفوس زائريها، ويجعلهم يعاودون الزيارة مرة تلو أخرى.
ويأمل أهالي بيت ليد الاهتمام بالمغارة من قبل الجهات المختصة وبناء درج لتسهيل الوصول إليها، وكذلك حمايتها من الاستيطان الذي يهددها ويهدد الجبال المحيطة في بيت ليد.
مناقشة