تكافح أوروبا مع أسعار الطاقة المرتفعة تاريخيا حيث تواجه موجة برد في أوائل الخريف وشتاء قادما يكاد يكون من الصعب أن تتحمله دون إمدادات الغاز الروسية المهمة، بحسب ما أوردته وكالة "فرانس برس".
أعلنت العديد من دول الاتحاد الأوروبي عن برامج وطنية لحماية المستهلكين من ارتفاع الأسعار. لكن ألمانيا ذهبت إلى أبعد نقطة يوم الجمعة، عندما أعلنت عن خطتها العملاقة، التي ستشهد تدفق المساعدة على الألمان لمدة عامين.
عند وصوله للتحدث مع نظرائه في منطقة اليورو، أصر وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر على أن الإنفاق "يتناسب" مع حجم الاقتصاد الألماني وقال إن هدفه هو استخدام أقل قدر ممكن من الأموال.
لكن سخاء ألمانيا أثار حفيظة العديد من حكومات الاتحاد الأوروبي، التي كان بعضها يخشى أن تتعرض صناعاتها لضربات شديدة بينما تتمتع ألمانيا بالحماية، ما يؤدي إلى تشويه السوق الموحد للاتحاد الأوروبي.
انتقد رئيس الوزراء الإيطالي المنتهية ولايته ماريو دراغي برلين لافتقارها إلى "التضامن والتنسيق مع شركاء الاتحاد الأوروبي".
ودعا وزير المالية الفرنسي برونو لومير، دون انتقاد مباشر لبرلين، الشركاء إلى الاتفاق على استراتيجية مشتركة ضد صدمة الأسعار وحث البلدان على الامتناع عن اتباعها بمفردها. وقال: "كلما تم تنسيق هذه الاستراتيجية وتوحيدها، كان ذلك أفضل لنا جميعًا".
وصفت مؤسسة "بريغول"، وهي مؤسسة فكرية ذات نفوذ كبير في بروكسل، الخطة الألمانية بأنها "بازوكا" الإنفاق التي لم تتمكن العديد من دول الاتحاد الأوروبي من مطابقتها، ما خلق مصدرا محتملا للعداء.
وقالت في مدونة: "إذا أعطت فرملة أسعار الغاز الألمانية للشركات الألمانية فرصة أفضل بكثير للنجاة من الأزمة من نظيراتها الإيطالية مثلا، يمكن أن يعمق ذلك الاختلافات الاقتصادية في الاتحاد الأوروبي، ويقوض الوحدة الأوروبية بشأن روسيا".