هل تنجح مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان وقبرص؟

أطلق الرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم الجمعة، مسار التفاوض مع قبرص لمعالجة وضع الحدود البحرية بين البلدين بعد ترسيم الحدود البحرية الجنوبية.
Sputnik
واعتبر عون أنه "لا حاجة لوجود وسيط بين لبنان وقبرص لأن البلدان مجاوران وصديقان، وهذا ما يجعل المهمة سهلة في إزالة الالتباسات الناشئة".
كلام الرئيس اللبناني جاء عقب اجتماع مع وفد قبرصي للبحث في ترسيم الحدود البحرية، حيث تم التوصل إلى صيغة اتفقوا عليها لتنفيذها وفق الإجراءات القانونية المتبعة والمتعلقة بتعديل الحدود البحرية وفق المرسوم 6433 واعتماد النقطة 23 جنوبا.
في هذا الإطار، قال الكاتب والباحث السياسي المتابع لملف ترسيم الحدود البحرية، عمران زهوي، إن "المشكلة مع قبرص أنه منذ العام 2007 والوفد الذي توجه حينها إلى قبرص كان عبارة عن شخصين بالمقابل كان لدى القبارصة 8 من جهابذة القانون الدولي بالإضافة إلى معرفتهم بالترسيم، ولم يكن يوجد تكافؤ ما بين الوفدين اللبناني والقبرصي، لذلك كان لدينا مشكلة أدت إلى خسارة لبنان 2300 كلم مع قبرص التي هي النقطة 1 و 6، وبعد ذلك تم تغييرهم لأنه في البند الثالث بالاتفاقية يحق للبنان تغيير النقطتان إذا كان هناك ضرورة".
وفي حديث لـ"سبوتنيك"، أضاف زهوي أنه "بناء على الترسيم الذي قمنا به مع قبرص قام العدو الإسرائيلي بالترسيم مع قبرص وأخذ النقاط رقم 1"، متساءلًا: "منذ عام 2007 إلى اليوم، لماذا لم يتم مراجعة هذا الموضوع، لماذا لم تتحرك الدولة اللبنانية بكل من استلم هذا الملف منذ عام 2007 إلى اليوم، ما الذي تغير اليوم قبل نهاية العهد بيومين أو ثلاثة بدأ الحديث عن هذا الموضوع".
ورأى أن "المشكلة قد لا تكون كبيرة إذا كان هناك تعاون مع القبارصة، ولكن يجب أن يكون الوفد تقني وليس سياسيا، لأن الترسيم الذي حصل مع العدو الإسرائيلي في الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة للأسف كان سياسيا ولم يكن الوفد التقني له علاقة بهذا الملف".
كما أوضح زهوي أنه "مع قبرص ليس من المفترض أن يكون هناك وسيط، لدينا علاقات وسفارات مع قبرص ولا أعتقد أن هناك مشكلة، وحتى سوريا الشقيقة لدينا سفارة في سورية ولدى سورية سفارة في لبنان، لذلك هناك علاقة أخوية وعلاقة جوار ولا أعتقد أنه يجب أن يكون هناك وسيط، الموضوع يختلف عن العدو الصهيوني الذي لا نعترف به بالأساس وحسب القوانين الدولية المرعية الإجراء ما زال عدوا والتخابر يجرم عليه".
ويضم الوفد القبرصي الموفد الرئاسي الخاص تاسوس تزيونيس، وسفير قبرص بانايوتيس كيرياكو، ماريا بيليكو من مكتب محاماة الدولة القبرصية، وأنجليكي ماتيو ويورغوس كوكوسيس من وزارة الخارجية.
وقال تزيونيس إن "النقاشات ستتواصل ونحن متفائلون جدًا أنه بعد انتهاء العمل التقني الذي سنواصله اليوم، سنسوي كل مسائل الترسيم البحري، وهو أمرًا ليس صعباً".
وأضاف أن "التوقيت مناسب جداً، وهذا ما يحتاجه بلدانا اللذان أطلقا العمل للتنقيب في البحر، ويحتاجان إلى المزيد من الاستثمارات"، آملًا "التوصل إلى اتفاقات جديدة من شأنها تسهيل التعاون بين البلدين بشكل أكبر".
وأكد تزيونيس أنه "ليس هناك من مشكلة بين لبنان وقبرص لا يمكن حلها بسهولة".
مناقشة