مدير اتحاد وكالات العالم الإسلامي لـ"سبوتنيك": نعمل على تعزيز التعاون والتسامح ونبذ العنصرية والتطرف

قال محمد بن عبد ربه اليامي، مدير اتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي(يونا)، إن هدف الاتحاد هو تعزيز العلاقات والصلات المهنية وأقصى درجات التعاون بين الوكالات الوطنية الأعضاء لـ 57 دولة.
Sputnik
وأشار إلى أن الاتحاد يعمل على ضمان المشاركة العالمية الفاعلة للوكالات الأعضاء، وتعزيز موقف إعلامي موحد من القضايا ذات الاهتمام المشترك والدفاع عنها في المنتديات الدولية، بالإضافة إلى مكافحة خطاب العنصرية والكراهية والتطرف والتمييز العنصري، مع نشر قيم التسامح وتسهيل تبادل الخبرات والتقارير والمعلومات والتعريف بنشاطات منظمة التعاون الإسلامي والمنظمات المنبثقة عنها.. حول نشأة الاتحاد وأهدافه ونشاطاته ودوره أجرت وكالة "سبوتنيك" المقابلة التالية.

متى نشأ اتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي (يونا)؟

نشأ الاتحاد في العام 1972 كوكالة أنباء إسلامية، كأحد أجهزة منظمة التعاون الإسلامي، وتضم تحت مظلتها 57 وكالة أنباء وطنية للدول الأعضاء، و تم تغيير المسمى إلى اتحاد وكالات أنباء في عام 2017 بقرار من وزراء خارجية وإعلام الدول الإسلامية، وتم التوقيع على قيام الاتحاد في ذلك التوقيت، ويعمل الاتحاد في إطار منظمة التعاون الإسلامي، وهو عبارة عن جهاز متخصص له شخصية اعتبارية وموازنة مستقلة، ويستحضر أهدافه ومبادئه من ميثاق المنظمة، وتعد السعودية هى دولة المقر، وتبث "يونا" مادتها الصحفية بثلاث لغات هى العربية والفرنسية والإنجليزية، ويعتمد الاتحاد في تمويله على مساهمات الدول الأعضاء.

ما الأهداف التي قامت عليها فكرة تأسيس هذا الكيان الإعلامي العالمي؟

كان الهدف الرئيسي من إنشاء الوكالة في البداية هو القضية الفلسطينية، وبعد مرور عقود تحولت وكالة الأنباء الإسلامية إلى الاتحاد وزادت الأهداف والمهام المنوطة به سواء الحالية أو المستقبلية، في البداية كانت (يونا) تقوم بصنع الخبر وتقوم بالتغطية كوكالة أنباء، أصبحت مهام الاتحاد اليوم في المقام الأول هى دعم وكالات الأنباء الوطنية للدول الأعضاء، عن طريق تقديم الاستشارات للأعضاء ولدينا منصة إخبارية يمكن من خلالها توزيع أي خبر يخص أي وكالة عضو على كل الوكالات الأعضاء.

هل يعمل الاتحاد منفردا بعيدا عن الوكالات العالمية الأخرى في الدول غير الإسلامية؟

الأمر الآن لم يعد منغلقا على الدول الإسلامية، هناك بروتوكولات تعاون مع العديد من الدول، لأن هدف الاتحاد هو انتشار الخبر في الدول الأخرى مثل أمريكا وأوروبا والصين وروسيا واليابان وأسبانيا، تلك الدول ليست أعضاء في الاتحاد، لكننا نضمها للاتحاد كأعضاء منتسبين أو مراقبين، حتى يكون لدينا نطاق أوسع لانتشار الخبر، علاوة على المهام الإنسانية الدولية والتي تتمثل في مكافحة خطاب العنصرية ونشر ثقافة التسامح والتعايش.

إذا تغيرت الأهداف من مهام صحفية فقط إلى عملية دعم للوكالات الأعضاء؟

نعم الاتحاد اليوم مهامه أوسع وأشمل وأصبحت عملية دعم الوكالات من المهام الرئيسية، إضافة إلى أن الاتحاد ينظم دورات تدريبية تشمل كل الدول الأعضاء، حيث تم إنشاء مركز تدريب متكامل به كل المواصفات سواء كان التدريب عبر الإنترنت أو حضوري في مقر الاتحاد، وتلك الخدمات يتم تقديمها للإعلاميين في الدول الأعضاء.
منظمة التعاون الإسلامي تشكر السعودية لدعم الصندوق الاستئماني الإنساني لأفغانستان

هل هناك لائحة تنظم عمل الاتحاد وتحدد مهام الأعضاء؟

الاتحاد يعمل وفق ميثاق منظمة التعاون الإسلامي، وبالتالي كل الوكالات تخضع لميثاق المنظمة.

ما التغيرات التي أحدثتها عملية التحول من وكالة أنباء إلى اتحاد وكالات؟

التغير هو عبارة عن التحول من صناعة الخبر كأي وكالة إلى عملية دعم الوكالات الأعضاء، على سبيل المثال تقوم إحدى الوكالات الأعضاء بطلب المساعدة من الاتحاد لنشر خبر معين، هنا يأخذ الاتحاد الخبر ويقوم بترجمته إلى اللغات الثلاث الرئيسية وتوزيعه على جميع الدول سواء الأعضاء أو الموقعين معهم بروتوكولات تعاون، وهنا تحول الخبر المحلي إلى عالمي، هذا في حالة الخبر الذي يهم الدول الإسلامية وليس الخبر المحلي، كما يقوم الاتحاد بتقديم ندوات على حسب الأهداف الموجودة، مثل تعزيز التسامح والتعايش بين الشعوب وتقريب وجهات النظر والتحذير من مخاطر أخرى مثل الإرهاب وكيفية مواجهته وتوصيفه وفق قرارات تصدر من الدول الأعضاء أو الجمعية العامة أو وزراء الإعلام، حيث يتم إقرار أي من البنود السابقة ونحن نقوم بالتنفيذ، حيث أصبح اليوم دورنا تنفيذي في عملية التنسيق بين الدول الأعضاء.

هل يتأثر الاتحاد بالخلافات السياسية بين الدول الأعضاء؟

الاتحاد بعيد كل البعد عن الخلافات السياسية التي قد تحدث بين الدول الأعضاء وينأى بنفسه عن الخلاف مع أي من الدول الأعضاء أو حتى الدول غير الأعضاء، حيث اختلفت المهام في التحول الذي حدث في العام 2017، فقبل العام 2017 كانت نوعية الأخبار التي تنشرها (يونا) قاصرة على الخبر الديني أو السياسي، الآن ابتعدنا عن هذا الجانب وأصبح الخبر لدينا يتناول الاقتصاد والاستثمار والسياحة والاجتماعي والثقافي والسياسي، وينطبق هذا الكلام أيضا حتى على الصور يتم تناولها بصورة إيجابية، كما أننا لا ننحاز لأي دولة على حساب الأخرى الجميع سواسية، ويقدم الاتحاد أيضا الدعم اللوجستي للدول الأعضاء بناء على طلبها عندما تكون لديها معارض أو مؤتمرات كبرى مثل "أكسبو 2020" الذي نظمته الإمارات منذ أشهر، حيث تطلب الدولة المضيفة عدد من الوكالات لتغطية الحدث، فيقوم الاتحاد بالتواصل مع كل الأعضاء وغيرهم على حسب المطلوب، كما ساعدنا أيضا في مؤتمر الكونغرس الإعلامي الذي نظمته أبو ظبي مؤخرا، حيث قدمت الإمارات دعم كبير و استضافت العديد من الدول التي ليس لديها استطاعة للحضور بوفود إلى المؤتمر، وهناك برامج أقرتها الجمعية العامة منذ العام 2017 يجري تنفيذها منذ ذلك التاريخ.

كيف يدار العمل التنفيذي في الوكالة؟

العمل التنفيذي يدار من خلال 4 هيئات، أولها الجمعية العامة وهى الهيئة العليا للاتحاد وتتكون من 57 وكالة أنباء وطنية رسمية ولها كامل السلطات والاختصاصات اللازمة والكفيلة بتحقيق الأهداف، يليها اللجنة المالية وتتكون من 5 أعضاء ومهمتها العمل على متابعة تحقيق أهداف الاتحاد وتنظيم الشؤون المالية والإدارية للاتحاد، يأتي بعد ذلك المجلس التنفيذي والذي يتولى جميع الصلاحيات الخاصة بالجمعية العامة بين دورتي الانعقاد العاديتين واتخاذ القرارات اللازمة، عدا الأعمال والاختصاصات التي تحتفظ بها الجمعية العامة لنفسها، ويتم عرض جميع القرارات التي يتخذها المجلس على الجمعية العامة في أول دورة عادية للمصادقة عليها، أما الجهة الرابعة فهى الإدارة العامة، حيث يتولى المدير العام تنفيذ قرارات الجمعية العامة والمجلس التنفيذي وتوجيهات رئيس المجلس ويعتبر مسؤولا عن سير العمل، ويلتزم جميع الموظفين بتنفيذ تعليماته في حد أنظمة الاتحاد.

ما هى تطلعاتكم لمستقبل الاتحاد؟

نتمنى أن يكون الاتحاد مستقبلا لديه القدرة بتكوين ميزانية من خلال الأعمال التي يقوم بها، بحيث لا يحصل على مساهمات من الدول حتى لا يقتصر دور الاتحاد على الدعم اللوجستي للعنصر البشري للدول الأعضاء، إنما يكون قادرا على تقديم الدعم المادي للوكالات الأعضاء، لأن هناك العديد من الدول الأفريقية تحتاج الدعم وليس الحصول منها على نسب مساهمة لتمويل أنشطة الاتحاد.

أجرى الحوار: أحمد عبد الوهاب

مناقشة