ومنح الخان الذي استخدم قديما فندقا لاستضافة رحالة وتجار من أنحاء العالم الفرصة للمترددين عليه من زوار سوريين وسياح مشاهدة المعرض الذي أقيم على مدى يومين بالتعاون بين "المركز الثقافي الروسي" ووزارتي الثقافة والصناعة السوريتين ، قدّم تعريفاً بأعمال الحرفي الروسي الشهير، بالإضافة إلى تسليط الضوء على المهن والحرف التراثية اليدوية والمهن الفلكلورية، لإحيائها عبر تعريف الأجيال الشابة بها، وتدريبهم على إتقان صناعتها.
ويقول الفنان يوري لينشين في تصريح لـ "سبوتنيك"، أن الهدف من القدوم إلى سوريا والقيام بمعرض في مكان تاريخي هو الاطلاع على المنبع الأساسي للصنعة والتي أصبحت نادرة جداً في هذا الوقت.
وبيّن أنّه اجتمع مع الحرفيين السوريين لإعادة استنهاض هذا العمل الحرفي التقليدي، بالشراكة مع وزارتي الصناعة والثقافة السوريتين، معتبراً أنّ "هذه الشراكة ستُثمر مشاريع مفيدة".
ويجذب المعرض الزوار وعشاق الفن بشكل خاص "لما يوفره من فرصة للتمتع بقطع فنية نادرة"، بحسب الفنان الروسي.
بدورها، أشارت الدكتورة فلدرا ميلي في تصريح لـ "سبوتنيك"، أهمية المكان المقام به المعرض وهو مشابه لحد كبير أماكن في ولاية سان بطرسبورغ وهذا يدل على مدى التقارب بين البلدين.
وبيّنت أن عرض أعمال الفنان الروسي، وتعريف الجمهور بها ليس الهدف الوحيد، وإنّما إعادة إحياء هذا التراث السوري القديم، على اعتبار أن سوريا مهد صناعة الزجاج في العالم.
بدورها، قالت رندة الدبس من المشاركين بالمعرض في تصريح لـ "سبوتنيك"، أن أهمية المشاركة اليوم بجانب الفنان العالمي الروسي له خاصة مميزة بحم أنه تمكن من جمع الحرف اليدوية والتراثية ضمن مكان واحد.
وأضافت الدبس: "تجاوزنا الصعوبات المتعلقة بنقل الخزفيات ونحن سعداء جدا برؤية زوار كثر للمعرض يتمكنون من مشاهدتها في سوريا وهذا دليل نجاحنا، وقد لاحظنا وجود شريحة كبيرة من الشباب الذين يعملون على إعادة تكوين هذه الحرف من خلال التعلم والمتابعة وتبادل الخبرات".
وتنوّعت المعروضات بأصالتها بين أكثر من ثلاثين حرفة، منها النول اليدوي والسجاد وزركشاته ورسوماته، وصناعة أثاث وفنيات من القصب، وأعمال فنية مختلفة منها لوحات اتسمت بتشكيلات حروفية وخطية ومشاهد طبيعية وعمرانية وزخرفية، إضافة لحكايات ترويها الأدوات الزجاجية.
يذكر أن الفنان والخبير الروسي يوري لاينشن هو الفنان العالمي، ويعد من أهم 5 فنانين في العالم في مجال نفخ الزجاج، وكان قد أقام 54 معرضاً دولياً، تأتي زيارته الأولى إلى سوريا بقصد الاطلاع على مهد صناعة الزجاج في العالم سوريا، والتعرف على تكنيك هذه الصناعة، لينقلها إلى الفنانين والحرفيين الروس، ومن ثم كيف يمكن له أن يستنهض بهذه الصناعة.