فيكتور بوت... إحدى قصص "الخيال العلمي" الأمريكية

أصبح خبر إطلاق رجل الأعمال الروسي، فيكتور بوت، ولاعبة كرة السلة الأمريكية، بريتني غراينر، في عملية تبادل سجناء بين البلدين، مادة لوسائل الإعلام العالمية.
Sputnik
مفاوضات صعبة سبقت التوصل إلى صفقة تبادل السجناء بين موسكو وواشنطن وفق تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن لاختصار مدة الحكم في حق لاعبة كرة السلة الأمريكية من 8 سنوات إلى 294 يوما مقابل تقليص محكومية رجل الأعمال الروسي فيكتور بوت من 25 سنة إلى 14عاما.

من رجل أعمال إلى مادة دسمة للإعلام

بين عشية وضحاها، تحول بوت من رجل أعمال وسيط جوي، أي من مجرد رجل أعمال، إلى أحد أعضاء "المافيا الروسية الشريرة" مع الكثير من الترويج الهوليوودي، عبر وسائل الإعلام الأمريكية والغربية، وأصبح من أكثر الشخصيات المعروفة في العالم.

فمنذ عام 2008، لم يغادر زنزانة السجن، سواء في تايلاند أو في الولايات المتحدة أمريكا، بعد تسليمه إلى واشنطن. وفي 5 أبريل / نيسان 2012، حكمت محكمة فيدرالية في نيويورك على بوت بالسجن 25 عامًا.

وعلى الرغم من بشاعة الحكم، حتى في نظر رجال القانون أنفسهم، حيث صرحت القاضية شيرا شندلين لاحقا أن حكمها كان غير متناسب مع ذنب المحكوم عليه. وعلى الرغم من ذلك، فإن قصة فيكتور بوت، كانت عبارة عن إحدى قصص واشنطن الهوليوودية المثيرة التي اعتدنا عليها.

عشق اللغات منذ طفولته

تمكنت وكالة "سبوتنيك" من التحدث إلى عائلة فيكتور ومعرفة حقائق لم تكن معروفة من قبل عن طفولته وشبابه.

"نعم، عاشت عائلة بوت هنا، لكنها غادرت منذ وقت طويل. نحن نسمع عنها فقط من التلفزيون".

قضى بوت حياة طفولته في فناء عادي حيث ينتمي أقارب الأب إلى منطقة خاركوف في أوكرانيا، وعائلة الأم إلى منطقة كورمانيفسكي في أورينبورغ.
صفقة التبادل التي ترتب عليها إطلاق سراح لاعبة كرة السلة الأمريكية بريتني غراينر مقابل المواطن الروسي فيكتور بوت، في مطار أبو ظبي، الإماارات العربية المتحدة 8 ديسمبر 2022

كان فيكتور مهووسا باللغات وحاول جمع سجل لغوي، حيث كرس كل وقت فراغه لتعلم لغات جديدة. ومنذ صغره، كان يعرف الطاجيكية والأوزبكية والدارية بطلاقة، ثم أتقن اللغتين البرتغالية والإنجليزية ببراعة، ثم تعلم الفرنسية، الزولو، الزوسا، السنسكريتية والإسبرانتو.

والدة فيكتور بوت
يقول شقيقه، سيرغي، إن مسؤولية تربية الأخ الأصغر كانت تقع على عاتقه، حيث كان الفرق بين الأخوين 5 سنوات. وعمل الوالدان لتأمين لقمة العيش فاضطر الأخ الأكبر لرعاية أخيه.

"كان الأمر سهلاً دائمًا بالنسبة له. كان يتحدث الأوزبكية والطاجيكية منذ طفولته. يبدو لي أنه يعرف بالفعل جميع اللغات تقريبًا، باستثناء لغة واحدة: لم يتعلم التايلاندية. لم يرغب في ذلك، هذا كل شيء".

والدة فيكتور بوت
قرأ بوت الكثير من الكتب خلال فترة سجنه، وطلب على وجه التحديد من زوجته وأصدقائه إرسال المزيد من الكتب، بما في ذلك كتب باللغة الروسية.

رجل نباتي في معتقل "لحوم"

أكدت والدة بوت أنه نباتي، يأكل فقط الأطعمة النباتية، بالإضافة إلى أنه لا يأكل الأطعمة المقلية على الإطلاق. وهو أمر سبب له صعوبات جمة في فترة سجنه، حيث يتم إطعام السجناء في السجن الفيدرالي الأمريكي الهمبرغر والهوت دوغ بشكل أساسي، الذي يرفض بوت تناوله على الإطلاق، لكن "لا يوجد مخرج آخر له".

صفقة التبادل التي ترتب عليها إطلاق سراح لاعبة كرة السلة الأمريكية بريتني غراينر مقابل المواطن الروسي فيكتور بوت، في مطار أبو ظبي، الإماارات العربية المتحدة 8 ديسمبر 2022

قصة اعتقال بوت

ولد بوت في طاجيكستان عام 1967، ودرس اللغات في المعهد العسكري السوفياتي للغات الأجنبية في موسكو، كاشفا أنه أرسل لاحقا إلى أنغولا للعمل كمترجم في القوات الجوية السوفيتية.

"كانوا يأملون بأن يأخذوني على الفور... وبدأوا بالقول:" لن تنجو في سجن تايلاندي لأكثر من شهر".

فيكتور بوت
رجل الأعمال الروسي
صدرت مذكرة التوقيف عن محكمة تايلندية بتهم تزعم بـ"مساعدة إرهابيين كولومبيين"، ليلاحظ لاحقا على أنهم عملاء أمريكيين متنكرين.

وقال بوت بشكل قاطع "هذه كذبة وهراء، لم أتورط في توريد الأسلحة ولم يكن لدي أي تعامل مع القاعدة (المحظورة في روسيا الاتحادية).

التسجيلات الاستفزازية التي قام بها عملاء أمريكيون على جهاز التسجيل تم تحويلها بعد ذلك إلى أدلة مزعومة في المحكمة الأمريكية.

إطلاق سراح بوت

أعلنت الخارجية الروسية أنه تم الانتهاء بنجاح من إجراءات تبادل المواطن الروسي فيكتور بوت مع المواطنة الأمريكية بريتني غراينر، التي كانت تقضي عقوبة بالسجن في روسيا، في مطار أبو ظبي".
إطلاق سراح لاعبة كرة السلة الأمريكية بريتني غراينر من سجن يافاس، روسيا 8 ديسمبر 2022

إشادة بالدور العربي في عملية الإفراج

أشاد المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، بدور الإمارات والسعودية في عملية مبادلة الروسي فيكتور بوت والأمريكية بريتني غراينر.
وقال بيسكوف في تصريح على "القناة الأولى": "يمكننا أن نقدر تقديرا عاليا دور كل من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، اللتان تحاولان تقديم مساهمة كبيرة في مثل هذه العمليات".
وأضاف بيسكوف: "لا توجد احتمالات على الإطلاق للكشف عن أي شيء، لقد انخرطت استخبارات البلدين (روسيا- أمريكا) والنتيجة الأكثر أهمية هي أن المواطن الروسي، الذي احتجزه الأمريكيون لمدة 14 عامًا، بشكل غير قانوني عاد إلى وطنه".
مناقشة