تجمع القوى المدنية في جنوب اليمن: الأمم المتحدة والسعودية جادتان في إنهاء الحرب

قال رئيس تجمع القوى المدنية الجنوبية في اليمن، عبد الكريم السعدي، إن المشهد السياسي اليوم به الكثير من التطورات التي تؤكد أن هناك صراعا إقليميا واضحا على الأرض اليمنية، ولم يعد أمام المجتمع الدولي ومجلس الأمن سوى وقف تلك الحرب المدمرة.
Sputnik
وأضاف في اتصال مع "سبوتنيك"، اليوم الثلاثاء، أن إنهاء الحرب في اليمن لم يعد قرارا محليا، بل أصبحت تحكمه ملفات إقليمية لا علاقة لها باليمن سوى أنه "ساحة للصراع" وتنفيذ تلك الملفات، لذا يعتقد أن المنطقة اليوم أمام مشهد لنهاية الحرب اليمنية.
وتابع: "لكن ليس الإنهاء الفوري وإنما بالتدريج، وما يقوم به المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ من مشاورات واتصال بكل الأطراف وجولات مكوكية بين عدد من العواصم، قد يكون خطوة نحو تحركات دولية حاسمة لإنهاء الوضع خارجيا، لكن يظل الوضع الداخلي ملتهبا وجاهزا للانفجار في أي لحظة".
ويعتقد السعدي أن السعودية كراعي وكطرف في الصراع، بدأت تأخذ خط معين، حيث أن الحوار بينها وبين الحوثيين، يمضي في خط موازي للمبعوث الدولي والأمم المتحدة، وعلى ما يبدو، فإن الرياض والمبعوث جادان في إنهاء الأزمة مع جماعة "أنصار الله".
الحكومة اليمنية تتهم "أنصار الله" بقطع الطريق على جهود إحلال السلام في البلاد
ويرى أن المشهد بدأ يتشكل بين السعودية والحوثيين في إطار اتفاق لخروج المملكة، لكن تظل أزمة اليمن محلية، وستبدأ المعارك بعد الإعلان عن تلك الاتفاقات الإقليمية، بحسب السعدي.
وأوضح السعدي أن السعودية والحوثيين توصلا إلى اتفاقات في الكثير من الملفات الهامة ولم يتبق أمام الطرفان سوى بعض الملفات التي يرى "أنصار الله" أنها تمس بالسيادة، مثل تجميع الموانئ والممرات الملاحية وجعلها تحت إدارة إقليم واحد، متوقعا أن يقتصر المشهد القادم على الرياض وصنعاء لإنهاء الأزمة وخروج السعودية.
في مطلع أكتوبر/ تشرين الأول، أعلنت "أنصار الله"، وصول مفاوضات تمديد الهدنة إلى طريق مسدود، في ظل اشتراط الجماعة دفع الحكومة رواتب الموظفين العموميين من عائدات النفط والغاز المنتج من المحافظات التي تسيطر عليها القوات الحكومية.
وتسيطر جماعة أنصار الله منذ سبتمبر/ أيلول 2014، على غالبية المحافظات بوسط وشمالي اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 مارس/ آذار من 2015، عمليات عسكرية دعما للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
أودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ126 مليار دولار، في حين بات 80% من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، بحسب الأمم المتحدة.
مناقشة