لبنان ينهي عام 2022 من دون رئيس للجمهورية

أقفل العام 2022 من دون أن تتمكن القوى السياسية المحلية اللبنانية من إتمام الانتخابات الرئاسية، بعد أن عقدت عشر جلسات برلمانية لم تؤدي إلى التوصل إلى تفاهم معين يسهّل من مهمة الاستحقاق الرئاسي.
Sputnik
في المقابل، يفتتح العام 2023 على حراك سياسي نشط، لا سيما بعد إعلان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عن عزمه إطلاق مبادرة رئاسية في الأسبوع الأول من العام الجديد.

وتؤكد مصادر سياسية أن الملف الرئاسي لم يعد استحقاقًا محليًا بحتاً، بل إن أطرافا إقليمية ودولية بدأت جديًا بالسعي إلى إنجاز الانتخابات، وفي طليعة الدول المؤثرة، قطر، التي كانت قد استقبلت جبران باسيل ومن ثم قائد الجيش العماد جوزف عون، المنافس الأبرز حاليًا لتولي مهام رئاسة الجمهورية، مع ما تشير إليه المصادر من نية قطر دعوة المزيد من الزعماء السياسيين مطلع العام المقبل، مدفوعة بدعم فرنسي سعودي لإيجاد حلٍ لمعضلة الانتخابات الرئاسية في لبنان.

بهذا الصدد، أشار الكاتب والمحلل السياسي جورج شاهين إلى أنه "من المؤسف أن الطاقم السياسي في لبنان لم ينجح طيلة العام 2022 في حل أي من الملفات المفتوحة على الساحة اللبنانية، وكل الملفات الخطيرة المفتوحة والتي تتفاعل على الساحة اللبنانية سيورثها العام 2022 إلى العام المقبل".
انتخاب الرئيس في الجلسة المقبلة... ما دلالات تصريحات بشارة الراعي وهل تنهي الشغور في لبنان؟
وقال شاهين في تصريحات لـ"سبوتنيك" إنه "لم يظهر أن هناك أي بوادر لفكفكة أي من العقد التي واجهتنا طيلة هذه الفترة، لذلك لن يكون ممكنًا أن ننتظر أي إنجاز في العام 2023 لأنه سيشكل امتدادًا سيئًا وسلبيًا للعام 2022"، لافتًا إلى أن هناك توقعات بأن بداية العام المقبل سيشهد مخاطر تتجاوز المخاطر التي واجهتنا خلال هذا العام نتيجة الفشل في معالجة أي من الملفات المطروحة".

إلى ذلك أوضح أن "الحراك السياسي على قياس الجلسات العشرة لمجلس النواب، وأسميها الحلقات العشرة لانتخاب الرئيس، مسلسل جلسات الخميس كان مؤلمًا على اللبنانيين، انتظر اللبنانيون من أسبوع إلى أسبوع هذا المسلسل ولم تنتهي الاتصالات الجارية ولم ينجح رئيس مجلس النواب نبيه بري على الرغم من مبادرته بالدعوة للحوار مرتين بعقد مثل هذه الطاولة، وأعتقد أن الدعوة بحد ذاتها هي التي تسببت بفشل الحوار لأنه لا يمكن للرئيس بري أن يعقد طاولة حوار في مجلس النواب وهو يصر ومعه حزب الله أي الثنائي الشيعي على انتخاب سليمان فرنجية رئيسًا للجمهورية، وأنا شخصيًا أتمنى أن يكون رئيسًا ولكن طريقة طرحه من قبل الثنائي الشيعي والتحكم بسير الانتخابات لن يؤدي إلى نتيجة".

وأشار شاهين إلى أنه "في المفهوم الدستوري، الأقلية التي تضم 26 من أصل 27 نائبًا شيعيًا هي التي عرقلت انتخاب الرئيس، لا يجوز لبري أن يدعو مختلف الأطراف إلى جلسة حوار للتوافق على سليمان فرنجية، لو كان هناك اسمًا آخر أو احتمال بأن يتراجع الثنائي الشيعي عن دعم فرنجية لكان ممكنًا أن تنتج طاولة الحوار رئيسًا توافقيًا ولكن إصرار الثنائي على فرنجية وإصرار قوى المعارضة كتائب وقوات وبعض نواب التغيير على ميشال معوض جعل المعادلة السلبية تتعزز في مجلس النواب وخصوصًا أن انتخابات 15 مايو/أيار لم تنتج أكثرية نيابية واضحة".
حراك سياسي مستجد في لبنان...والتعويل على اتفاق يؤدي إلى انتخاب رئيس للجمهورية
كما اعتبر شاهين أن "كل الحراك السياسي وخصوصًا الذي يقوده جبران باسيل، لن ينتج أي خطوة إيجابية، لأن شروط باسيل رفصت كلها عندما كان عمه ميشال عون رئيسًا للجمهورية فكيف سيعطى باسيل اليوم الذي لم يعطى له إبان وجود عمه في رئاسة الجمهورية حيث كان يتحكم بمعظم قراراته".
ورأى أن "هناك حديث عن لقاءات واتصالات خارجية ولكن أعتقد أنها كلها معقدة، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أطلق مبادرة منذ 6 أشهر وانتظرنا لقاءه بولي العهد السعودي الذي عقد على هامش قمة بانكوك وعاد والتقى الرئيس الأمريكي، وبالأمس شارك بقمة عمان إلى جانب دول الجوار العراقي وعلى هامش لقاءاته في قطر كان له لقاء مع أمير قطر، فهل أنتجت المبادرة الفرنسية أي خطوة؟ بالعكس زادت الأمور تعقيدًا والرهان اليوم على لقاء سعودي-أمريكي-قطري-فرنسي في باريس قد يعقد منتصف الشهر المقبل وأيضَا لن ينتج رئيسًا".
وشدد على أن "الحراك الدولي يراهن على خطوة إيجابية من الداخل يلاقيها بالمساعدات المالية والسياسية وغيرها، إلا أن العقدة لا تزال في الداخل الذي ينتظر حراكًا دوليًا ولا يقدم أي خطوة يمكن أن تسهل هذا الحوار، عدا عن ذلك هناك حديث عن مبادرة قطرية وهل يمكن أن يكون هناك مبادرة قطرية لا ترعاها المملكة العربية السعودية؟ لذلك المبادرة القطرية والفرنسية حديث بحديث والرهان على المفاوضات الأمريكية الإيرانية معقدة إلى أبعد الحدود بشأن الملف النووي".
مناقشة