وزير الإعلام اليمني يؤكد أهمية تجديد هدنة الأمم المتحدة

أكد وزير الإعلام والثقافة اليمني، معمر الإرياني، أهمية تجديد هدنة الأمم المتحدة التي انقضت في اليمن مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، مشككاً في جدية جماعة "أنصار الله"، في التعاطي مع جهود التهدئة وتحقيق السلام.
Sputnik
القاهرة - سبوتنيك. وقال الإرياني لدى لقائه في الرياض، بالسفير الأمريكي لدى اليمن، ستيفن فاجن، حسب ما نقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" الحكومية، إن "من الأهمية استعادة الهدنة الإنسانية"، مؤكداً "موقف الحكومة الثابت والراسخ في الوصول إلى سلام شامل وعادل ومستدام مبني على المرجعيات الثلاث ممثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني والقرارات الدولية ذات الصلة بالأزمة اليمنية وفي مقدمتها 2216".
عضو في شورى صنعاء لـ"سبوتنيك": قريبا الإعلان عن هدنة جديدة في اليمن
واتهم الوزير الإرياني، جماعة "أنصار الله" بـ "عدم الجدية في التعاطي مع جهود التهدئة وإحلال السلام"، و"الانقلاب على كافة الاتفاقات التي أبرمتها ونقضها العهود المواثيق، واستغلالها جولات الحوار لمزيد من التعبئة والتحشيد للجبهات".
وبشأن اشتراط "أنصار الله" معالجة الملف الإنساني الذي يتضمن رفع قيود التحالف العربي على الرحلات الجوية عبر مطار صنعاء الدولي ودخول السفن إلى ميناء الحديدة، قبل الانتقال إلى مناقشة الملف السياسي، قال الإرياني إن "مساعي الحوثيين تجزئة مسار الحل في اليمن الى ما يسمونه الملف الإنساني ثم بعد ذلك النقاش في الجانب السياسي، بغرض فتح الباب على مصراعيه لتهريب الأسلحة وتسهيل دخول سفن النفط المهرب من إيران".
وأضاف: "فتح الرحلات عبر مطار صنعاء لكافة الوجهات بهدف دخول مزيد من الخبراء من إيران وحزب الله اللبناني، وتبادل الزيارات مع قيادات الحوثيين، والذهاب إلى جولة جديدة من التصعيد العسكري".
واعتبر أن "الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة فضحت نوايا الحوثيين الحقيقية، وعدم قدرتهم على الإيفاء باستحقاقات السلام وسعيهم إلى استمرار الحرب"، على حد تعبيره.
ورأى أن "الحوثيين لا يستطيعون أن يكونوا جزءا من مسار بناء السلام ما لم يتم اجبارهم عبر الضغط السياسي والعسكري، لارتهانهم للأجندة الإيرانية، وبنيتهم العقائدية المبنية على القتل والتدمير كنهج لاستمرارهم"، وفق قوله.
غروندبرغ يدعو أطراف الصراع اليمني إلى تقديم تنازلات والبناء على ما حققته الهدنة
وفي اللقاء، شكر الإرياني السلطات الأمريكية لـ "ضبطها 75 قطعة أثرية يمنية بالإضافة إلى عدد من المخطوطات القديمة التي تم تهريبها بقصد الاتجار غير المشروع بالآثار".
وأعرب وزير الإعلام والثقافة اليمني، عن "التطلع إلى تعزيز التعاون والشراكة بما يسهم في الحد من ظاهرة تهريب الآثار واستنزاف الموروث الثقافي من خلال دعم المشاريع ذات الأولوية في حماية المواقع الأثرية والتاريخية والمتاحف وتنمية القدرات والمهارات للعاملين في هذا المجال".
من جانبه، أكد السفير الأمريكي، "دعم بلاده للحكومة الشرعية ومساعيها لتفعيل مؤسسات الدولة وتثبيت الأمن والاستقرار في اليمن، وبما يسهم في تخفيف معاناة المواطنين، والوصول إلى السلام الدائم والشامل".
وأشار إلى "دعم الولايات المتحدة لليمن في مختلف المجالات، وخاصة فيما يتعلق بالمبادرات الثقافية وحماية التراث الإنساني، واستعادة المنهوبات الأثرية الموجودة في أمريكا".
وأبدى فاجن "استعداد الولايات المتحدة دعم الحكومة اليمنية لتأهيل الكوادر العاملة في الحفاظ على الآثار والعاملين في مجال السياحة بما يسهم في الحفاظ على الآثار اليمنية من السرقة والمتاجرة غير القانونية فيها، وتدريب المختصين على الطرق القانونية والإجراءات اللازمة لاسترداد المنهوب منها".
ومطلع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أعلنت "أنصار الله"، وصول مفاوضات تمديد الهدنة إلى طريق مسدود، في ظل اشتراط الجماعة دفع الحكومة رواتب الموظفين العموميين من عائدات النفط والغاز المنتج من المحافظات التي تسيطر عليها القوات الحكومية.
وتسيطر جماعة "أنصار الله" منذ أيلول/ سبتمبر 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمال اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 آذار/ مارس 2015، عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80 في المئة من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.
مناقشة