الغزو الأمريكي للعراق عام 2003

منتظر الزيدي: ادعاءات باول الكاذبة دفع العراق ثمنها باهظا... وأمريكا خرجت من بغداد بـ"الحذاء"

مع كل ذكرى مؤلمة يحيها العراقيون للجريمة الأمريكية التي حاكتها إدارة الرئيس جورج بوش لإسقاط العراق، بداية من الكذب في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وخداع البلدان الأجنبية والعربية، وحتى غزو العراق وتدميره في عام 2003، تستدعي الذاكرة حادث "حذاء الزيدي" في وجه بوش.
Sputnik
منتظر الزيدي، والذي يعد واحدًا من أيقونات تلك الذكرى، قال إنه خطط لهذا الحادث، لمدة تصل إلى 9 سنوات، في محاولة منه للرد على تصريحات جورج بوش الذي أطلقها في عام 2002، قبل الغزو والذي قال فيها إن العراقيين سيستقبلون الجيش الأمريكي بالورود، والتي أصبحت بعد ذلك صورة نمطية بأن الشعب العراقي هو من استقبل المحتل، على الرغم من المقاومة العراقية التي بدأت منذ اليوم الأول لدخول أمريكا.
وقال في تصريحات خاصة لـ "سبوتنيك"، إن الإعلام الأمريكي تمكن من إيصال تلك الفكرة للعالم، ما دفعه للتفكير في طريقة للرد على بوش تكون بنفس القوة، وظل يطارده في كل مكان حتى حظي بهذه الفرصة في آخر مؤتمر صحفي عقده، فخرج من العراق وفي جعبته ذكرى الحذاء.
بالصور... دبابة "أبرامز" الأمريكية فشلت في حرب العراق أمام الأنظمة المضادة السوفيتية
ويتذكر الزيدي تاريخ 5 فبراير/ شباط عام 2003، عندما وقف وزير الخارجية الأمريكي آنذاك كولن باول في الأمم المتحدة، مدعيًا أنه يملك الدليل لتطوير العراق أسلحة الدمار الشامل، ويقول: "على الرغم من تأكيد البعثات الأممية لوكالة الطاقة الذرية التي أجرت تفتشيها في العراق على خلو البلاد من أي أسلحة، وتأكيد نظام صدام حسين ذلك، سعت واشنطن إلى إركاع العراق وإنهاء دوره في المنطقة".
يقول الزيدي: "أمريكا دأبت الكذب، ولا يزال هناك من يصدقها، لكن المحزن في هذا الأمر أن لا أحد يحاسبها بعد انكشاف ادعاءاتها المزيفة والكاذبة، بل يحاولون إلصاق التهمة بشخص، وليس بإدارة أو مؤسسة مثل البيت الأبيض، أو النظام الأمريكي الذي يعمل ليل نهار من أجل الهيمنة على الكرة الأرضية بكل الوسائل غير المشروعة".
وتابع: "الكل شاهد ادعاءات باول الكاذبة والذي دفع بسببه العراق ثمنًا باهظًا من حياة أبنائه وتدمير اقتصاده وبنيته التحتية، حصار خانق فرض منذ عام 1990، راح ضحيته أكثر من نصف مليون طفل عانوا من عدم توافر الدواء، والذي كان ممنوعًا بأوامر الإدارة الأمريكية تحت ذريعة أنه يدخل في استخدامات مزدوجة".
الغزو الأمريكي للعراق عام 2003
في الذكرى الـ 19 للغزو... إجماع على فشل المشروع الأمريكي في العراق
هذه الكذبة كلفتنا 13 عامًا من الحصار، عشنا فيه صلف العيش، باع العراقيون أثاث منازلهم وممتلكاتهم، كذبة دمرت التعليم والصحة والبنية التحتية والمؤسسة العسكرية والأمنية، ومن ثم جاءت أمريكا لتحتل العراق تحت ذريعة وجود أسلحة دمار شامل، وبعد اتضاح كذبتهم ماذا فعلت أمريكا؟ هل اعتذرت؟ لا بل قالوا إن المعلومات كانت مضللة.
ويتذكر الزيدي الغزو الأمريكي للعراق، والبطولات الملحمية التي قدمها العراقيون، ويلفت الانتباه إلى معركة الناصرية، باعتبارها المدينة التي ترعرع فيها، ويقول: "لم يسلط الإعلام الضوء على معركة الناصرية، على الرغم من الملحمة البطولية التي شهدتها، حيث تمكن أبناء الجيش العراقي والمقاومة بعتاد ضعيف وجيش تقليدي هزيمة أعتى الدبابات الأمريكية، والجنود المدججين بأحدث أنواع الأسلحة، والتكنولوجيا العسكرية المتطورة، والمساندة الجوية من طائرات "الأباتشي"، حيث منعوهم من التقدم في المدينة، وقتلوا أعدادا كبيرة منهم.
وفي 5 فبراير 2003 ألقى كولن بأول وزير الخارجية الأمريكي آنذاك كلمة مطولة أمام مجلس الأمن الدولي، حول أسلحة الدمار الشامل التي يملكها العراق متحدثًا عن أدلة بحوزة الولايات المتحدة لتبرير الغزو.
مناقشة