مؤتمر دولي لدعم القدس.. تكتل عربي في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية

وسط تصاعد وتيرة العنف والانتهاكات الإسرائيلية في مدينة القدس، وارتفاع معدلات القتل والاعتقال بحق الفلسطينيين، تستضيف القاهرة غدًا الأحد، مؤتمرًا لدعم القدس بمقر جامعة الدول العربية، وسط تمثيل عربي وإقليمي ودولي رفيع المستوى.
Sputnik
وقال السفير دياب اللوح، سفير فلسطين في القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، إن "مشاركة الرئيس الفلسطيني أبو مازن في فعاليات المؤتمر تهدف لمواجهة ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي، في ظل الاستهداف الشرس لمدينة القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، مع زيادة وتيرة التهويد خاصة بحق المسجد الأقصى المبارك، لا سيما عقب تشكيل حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل التي تستهدف تدمير حل الدولتين".
وأضاف أن الهدف من المؤتمر تسليط الضوء على معاناة أهل القدس، ودفاعهم عن حقهم في الحياة على أرضهم وإبراز صمودهم ومحاولة توفير مزيد من الدعم العربي والمؤسساتي تنمويا واستثماريا في المدينة، لتعزيز صمود المقدسيين من خلال تمويل مشاريع تنموية استثمارية في قطاعات الصحة والتعليم والإسكان وتمكين المرأة، وتقديم مقترح لإنشاء صندوق عربي تطوعي تساهم فيه الدول الأعضاء، والصناديق العربية، والقطاع الخاص، ووكالات التنمية العربية لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة فيها، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وقال مراقبون إن المؤتمر يأتي في وقت حساس وخطير، ويهدف إلى دعم القضية الفلسطينية، وتوفير حماية دولية للقدس والمقدسيين، كما يأتي كدعم عربي لفلسطين في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية.
بن غفير يوجه بالاستعداد لعملية أمنية واسعة في القدس الشرقية اعتبارا من الأحد
دلالات قوية
اعتبر المستشار زيد الأيوبي، عضو حركة فتح، والمحلل السياسي الفلسطيني، أن مؤتمر دعم القدس الذي يعقد في القاهرة غدا الأحد، برعاية جامعة الدول العربية هو دليل على أن الدول العربية جميعا متمسكة بكون القدس هي قضيتهم الأولى، وأن هذا ليس شعارا، وإنما ثابت عربي يرقى لمستوى الخط الأحمر الذي لا يمكن القفز عنه في أي اتفاق للسلام الدائم مع الاحتلال الإسرائيلي.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، هذا الحدث هو أهم حدث ذات بعد سياسي وقومي في مطلع هذا العام، ويرسل رسالة للحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو، بأن عليها أن تفهم أنه لا يمكن أن تخترق الجدار العربي، نحو تكريس التطبيع مع الدول العربية دون حل قضية القدس بشكل كلي، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران، وعاصمتها القدس الشريف.
وأشار الأيوبي إلى أن مكان انعقاد المؤتمر وهو القاهرة يؤكد على أن الدولة المصرية ومعها كل الدول العربية تدعم قضية القدس وتسعى لنصرة المقدسيين والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، والتدخل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، وعملية الاستيطان والتهويد.
وأفاد عضو حركة فتح بأن حضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) لهذا المؤتمر ومشاركة شخصيات عربية وازنة فيه، يعطي أهمية بالغة للحدث ومخرجاته التي من المتوقع أن تكون قوية وفي صالح القدس والمقدسيين.
في "يوم القدس" سفراء يؤكدون على أهمية دعم القضية الفلسطينية
دعم دولي
في السياق، يرى فادي أبو بكر، المحلل السياسي الفلسطيني، أن مؤتمر دعم القدس الذي تستضيفه القاهرة، بحضور رؤساء دول عربية وبمشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، يأتي في إطار مواصلة حشد الدعم الدولي لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، يهدف المؤتمر إلى دعم المساعي الفلسطينية الرامية إلى الحصول على الاعتراف العالمي بدولة فلسطين، وللعضوية الكاملة في الأمم المتحدة، إضافة إلى محاولة تأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، في مقدمتها قرار مجلس الأمن رقم 2334، وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 و194، وهما القراران اللذان كانا شرطين لقبول إسرائيل كعضو في الأمم المتحدة ولم تنفذهما.
جامعة الدول العربية تحذر بريطانيا من نقل سفارتها إلى القدس
وفيما يتعلق بالمخرجات المنتظرة من المؤتمر، قال إن هناك طموحات فلسطينية، في أن يؤسس المؤتمر لمنهاج عمل وطني ودبلوماسي، يتم من خلاله الانطلاق بروح وطريقة تفكير وأدوات جديدة من شأنها دعم القضية الفلسطينية والقدس كإحدى أهم مفاصلها.
وقالت جامعة الدول العربية، في بيان لها، إن اختيار عنوان مؤتمر القدس "صمود وتنمية"، يهدف إلى دعم وتعزيز صمود أهل القدس باعتبارهم خط الدفاع الأول عن المدينة، ويخوضون معركة يومية بصمودهم، وتمسكهم بهويتهم ورباطهم في المسجد الأقصى نيابة عن الأمتين العربية والإسلامية.
وأكدت الجامعة العربية، أن دعم المقدسيين سياسيا واقتصاديا من خلال الاستثمارات، واجب على العرب، وعلى كل محبي وأنصار السلام في العالم، كما أشارت إلى أن المؤتمر يعقد تنفيذًا لقرار القمة العربية الأخيرة في الجزائر.
مناقشة