انتفاضة سكان "ورقلة" أفشلت مخطط فرنسا لتقسيم الجزائر وعزل الصحراء… ما هي القصة؟

تحل اليوم الذكرى 61 لانتفاضة منطقة سكان ورقلة في الجنوب الجزائري، بعد رفضهم سياسة المستعمر الفرنسي آنذاك لتقسيم الجزائر بفصل الصحراء عن الشمال.
Sputnik
وانتفض سكان الجنوب في 27 فبراير/ شباط ضد مخطط فرنسا الذي كانت تسعى فيه لتقسيم الجزائر، عبر عزل الصحراء الجزائرية عن الشمال، غير أن مخططها قوبل باحتجاجات عارمة.
بحسب الخبراء، فإن فرنسا سعت لتنفيذ مخططها منذ العام 1947 من خلال فرض قوانين قمعية وإجراءات تعسفية ضد السكان بهدف الاستنزاف وسرقة المقدرات، وجعل المنطقة قاعدة للاختبارات النووية.

استمرار سياسة التقسيم

رغم مرور السنوات لا تزال السياسة الغربية قائمة على محاولات تقسيم الدول العربية وتعزيز النزعة الانفصالية في العديد من الدول، وهو ما ترفضه شعوب الدول، نظرا لما يترتب عليه من خراب ودمار وتهميش كما وقع في العديد من الدول التي تدخل فيها الغرب، حسب الخبراء.
الجزائر بصدد استعادة بقية رفات قادة المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي
وشرعت باريس في مخطط التقسيم الفعلي عام 1957 عقب إنشاء عمالتين بالجنوب (الساورة) ببشار و(الواحات) بورقلة، بهدف المضي قدما نحو التقسيم.
واستعملت القوات الفرنسية آنذاك الذخيرة الحية ضد المحتجين الذين خرجوا في اليوم المحدد من قبل ضباط الثورة الجزائرية وقادة المنطقة، ما أدى لسقوط قتلى وجرحى في ذلك اليوم، حسب الخبراء.

انطلاقة هامة

في هذا الإطار، قال عضو مجلس النواب سليمان رزقاني، إن انتفاضة سكان ورقلة ضد الاحتلال الفرنسي في 27 فبراير/ شباط 1962، كانت حاجزا ومانعا أمام محاولات تقسيم الجزائر شمالا وجنوبا، ومحاولة فصل الصحراء الجزائرية.

حلقات النضال

ويرى البرلماني الجزائري أن الانتفاضة كانت حلقة من حلقات النضال الجزائري ضد المستعمر الذي حاول فصل الصحراء الجزائرية عن الشمال، غير أن سكان الجنوب رفضوا التقسيم.
ويشدد رزقاني على أن سكان ورقلة قدموا درسا يحتذى به حتى اليوم بشأن وحدة الأراضي الجزائية.
وشكلت احتجاجات ورقلة نقطة انطلاق لتظاهرات أخرى خرجت ضد المستعمر في العديد من مناطق الجنوب منها، منطقة "توقرت" يوم 7 مارس/ أذار 1962 وأخرى في منطقة النقر في الثالث عشر من نفس الشهر.
الجزائر تحيي الذكرى الـ70 "لمجازر 8 مايو 1945" تحت الاحتلال الفرنسي
فيما يقول الأكاديمي بوحنيــة قــوي، أســتاذ العلــوم السياسية والعلاقات الدولية الجزائري، إن هناك دعوات لاعتماد يوم 24 فبراير/ شباط من كل عام "يوم وطني"، يرمز لرفض الدعوة الاستعمارية التي كانت تقضي بفصل الصحراء عن الجزائر.
ويوضح في حديثه مع "سبوتنيك"، أن إحياء الذكرى السنوية لشهداء المدينة تجرى حتى الآن بتذكر من ضحوا بحياتهم في نضالهم ومقاومتهم للاستعمار.
ولفت إلى أن مدينة ورقة تشهد تغييرا كبيرا في الفترة الأخيرة بكافة القطاعات والمجالات، والانخراط في مسار التنمية.

انتفاضة شعبية

وفي تصريحات سابقة، أكد المجاهد محمد الحاج عبد القادر طواهير الذي كان ممن شاركوا في تلك المظاهرات التاريخية "أن العدو الفرنسي تيقن بعد الانتفاضة الشعبية العارمة لسكان مدينة ورقلة وضواحيها أنه لا مجال لإثارة موضوع فصل الصحراء الجزائرية عن باقي أجزاء الوطن الأم بعدما لاحظ بأم عينيه أن المواطنين يمتلكون من الإرادة والعزيمة والإصرار ما يجعلهم قادرين على التصدي بقوة لتلك المخططات الاستعمارية الدنيئة". بحسب وكالة الأنباء الجزائرية.
علامات استفهام... ما الدور الذي تلعبه فرنسا في التوتر بين المغرب والجزائر؟
وأضاف في السياق ذاته أن "الجميع قد استجاب للتعليمات الصادرة عن قيادة جيش وجبهة التحرير الوطني الموقعة من طرف الملازم الثاني محمد شنوفي، وهي موجهة إلى شيوخ 14 مجلسا بلديا نظاميا بالمنطقة، وتم فيها إخطار المواطنين بالتجمع بالمكان المسمى بـ "سوق الأحد" بوسط مدينة ورقلة، والقيام بمظاهرات شعبية عارمة مناهضة للاستعمار الفرنسي يوم 27 فبراير 1962 بداية من الساعة الثامنة صباحا".
تعرف ورقلة بأنها ولاية النفط في الجزائر، إذ تضم أهم حقول النفط الجزائرية وهو حاسي مسعود. وتبعد عن العاصمة الجزائر بنحو 900 كيلومتر جنوبا في الصحراء.
مناقشة