الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا فجر السادس من فبراير/شباط، لا يروي القصة الكاملة لما نذرته "سونا" من نفسها وروحها لأطفال وطنها.
منذ ثمانية أعوام، أسست "سونا" فرقتها المتخصصة بأغاني الأطفال، منذ ذلك الحين، وأزقة وشوارع مدينتها حلب ترقب هذه المغنية الأرمنية وهي تتنقل حاملة صوتها في قلبها للترفيه عن أطفال مراكز الإيواء التي تستضيف الفارّين من المناطق التي احتلتها العصابات الإرهابية المسلحة، قبل أن تضيف كارثة الزلزال أطفالا جدد إلى خطط نشاطها الإنساني.
من الحرب إلى الزلزال.. "سونا" تنذر نفسها لأطفال النكبات في سوريا
© Sputnik . Suhaib Omaraya
بكل الشغف الذي لم يتأثر بفعل السنوات الثماني الماضية، وبكل الحب الذي كان يتكاثر بالقسمة على الأطفال، كانت نذرت سونا نفسها بصوتها وأغانيها وأحلامها لدعم الأطفال نفسياً والأخذ بايديهم وأحلامهم إلى عالم الطفولة الذي يفترض أن يكون سعيدا، قبل أن يحطمه الإرهاب.
في مركز الإيواء بحي السليمانية وسط مدينة "حلب"، كانت السعادة طاغية على البهو الواسع الذي ضم الاطفال الذين بدل الزلزال حياتهم في غمضة عين، فيما سونا وفرقتها يلبسون زي المهرجين بألوان زاهية تعكس الفرح والأمل لاسعاد الأطفال.
من الحرب إلى الزلزال.. "سونا" تنذر نفسها لأطفال النكبات في سوريا
© Sputnik . Suhaib Omaraya
وأعرب عدد من الأطفال ل"سبوتنيك" عن سعادتهم بوجود الفرقة الغنائية وسماعهم للأغاني الجميلة التي منحتهم شعوراً بالسعادة والاطمئنان، وجعلتهم يرقصون ويغنون مع الفرقة.
من الحرب إلى الزلزال.. "سونا" تنذر نفسها لأطفال النكبات في سوريا
© Sputnik . Suhaib Omaraya
من جهتها، قالت المغنية سونا في حديث لوكالة "سبوتنيك": خلال الحرب، غنينا للأطفال ليتجاوزوا الأزمة ويضحكوا ويفرحوا، ونحن اليوم نتوجه إلى الأطفال ايضاً لدعمهم نفسياً لمواجهة تداعيات الزلزال وما خلفه من قلق واضطراب لديهم.
وأكدت سونا أن مبادرتها الغنائية للدعم النفسي للأطفال مستمرة، وستشمل جميع مراكز الإيواء. كعلاج نفسي من شعور القلق والاضطراب بعد الصدمة.
من الحرب إلى الزلزال.. "سونا" تنذر نفسها لأطفال النكبات في سوريا
© Sputnik . Suhaib Omaraya
وأعربت عن سعادتها لتفاعل الأطفال معها، إذ قالت: شعرت بسعادة كبيرة لسعادة الأطفال وهم يغنون معي، فالطاقة الإيجابية الموجودة لدى الأطفال تمنح الإنسان سعادة كبيرة لأن مشاعرهم صادقة.