"ما بتتوازن من دونك".. مبادرة سورية لانتشال الفتيات من أزمة النقل عبر الدراجات الهوائية...فيديو وصور

لم تسمح هبة الحسيني لإعاقتها بالوقوف عقبةً في وجه محاولاتها الحثيثة للتغلب على وضعها الصحي والمعيشي في آن معاً.
Sputnik
في ظروف استثنائية تعيشها سوريا بسبب الحصار الغربي الخانق المفروض على وطنها، اختارت الشابة هبة (المصنفة من ذوي الاحتياجات الخاصة)، تعلم قيادة الدراجة الهوائية، بغرض تأمين احتياجات المنزل في ظل أزمة نقل عميقة تعانيها بلدها.
في نهاية ورشة تدريبية أطلقتها منظمة "موج" لتدريب الفتيات على قيادة الدراجات، حصلت هبة على دراجة هوائية كهدية، ولربما سيحدث ذلك فرقا كبيرا في حياة هذه الشابة المصنّفة من "ذوي الهمم"، وينتشلها من معاناتها المعقدة مع أزمات النقل والغلاء.
"ما بتتوازن من دونك".. مبادرة سورية لانتشال الفتيات من أزمة النقل عبر الدراجات الهوائية
عبر حديثها لوكالة "سبوتنيك"، لم تتردد هبة من دعوة نظيراتها إلى قيادة الدراجة الهوائية، بهدف التخلص من أعباء أزمة المواصلات، مشيرةً إلى أنها من أفضل الوسائل المساعدة في ممارسة الرياضة.
أزمة النقل في سوريا، لم تعد حالة يمكن التكيف معها، فلا بد من البحث عن بدائل، في ظل أزمة المحروقات الناجمة عن إيغال جنود وضباط الجيش الأمريكي ومسلحين موالين له، الذين يقومون بسرقة النفط من أضخم حقول النفط والغاز السورية التي يحتلها كقواعد عسكرية له، ويبيع إنتاجها في الأسواق السوداء في الدول المجاورة.
"ما بتتوازن من دونك".. مبادرة سورية لانتشال الفتيات من أزمة النقل عبر الدراجات الهوائية
هذا الواقع استدعى من الفرق الشبابية والتطوعية، تجميع وحشد طاقاتهم في سبيل إيجاد الحلول وتقديم ما تيسر من أشكال الدعم المعنوي والمادي المتاحة لذلك.
تقول رهف غنيمة، منسقة مشروع "توازن"، في حديثها لوكالة "سبوتنيك"، إنها "مجموعة من الشباب والشابات في مدينة النبك شمال العاصمة دمشق، أطلقوا مسيراً يحمل اسم "ما بتتوازن من دونك"، لتعزيز ثقافة قيادة الدراجة الهوائية كبديل عن وسائل النقل عموماً، وأن الدراجة الهوائية وسيلة نقل اقتصادية وصديقة للبيئة".
"ما بتتوازن من دونك".. مبادرة سورية لانتشال الفتيات من أزمة النقل عبر الدراجات الهوائية
مسير "ما بتتوازن من دونك"، ضم 270 شاباً وشابة، جال فيه المتسابقون بشكلٍ ودي ضمن مدينة النبك، بغية تمكين وتشجيع الشابات تحديداً، على قيادة الدراجة الهوائية بكل ثقة، وإزالة أشكال الخوف أو الخجل من ذلك.
"ما بتتوازن من دونك".. مبادرة سورية لانتشال الفتيات من أزمة النقل عبر الدراجات الهوائية
وأضافت رهف، أن المسير يهدف إلى تدريب 15 شابة على قيادة الدراجة الهوائية، والعمل على تمكينهم اقتصاديا، ودعم النساء لقيادة الدراجات، ليتسنى لهم استخدامها في تجاوز أزمة المواصلات، واستعمالها عند الذهاب إلى الجامعة أو المدرسة أو العمل وحتى قضاء احتياجاتهم منها حتى لو كانت الرياضة.
قالت الشابة رنا درويش، في حديثها لـ"سبوتنيك"، إن مشاركتها في مسير "ما بتتوازن من دونك"، هدف لدعم المرأة وتشجيعها على ركوب الدراجة الهوائية، وكسر حواجز الخوف والخجل، وتغيير النمطية السائدة أمام المجتمع.
"ما بتتوازن من دونك".. مبادرة سورية لانتشال الفتيات من أزمة النقل عبر الدراجات الهوائية
أكدت درويش، استفادتها من الدراجة الهوائية، في الذهاب إلى الجامعة، وقضاء احتياجاتها من التنقل كافة، لإنهاء معاناتها من أزمة وسائل النقل، وأيضاً تعتبر الدراجة وسيلة نقل اقتصادية وصديقة للبيئة.
أما الشابة مايا مجر، أعادت التأكيد في حديثها لـ"سبوتنيك"، على أهمية هذه الفعاليات التي من شأنها تمكين النساء في نشاطات مختلفة كانت حكراً على الرجال، وحان الوقت والظرف المناسبين لتغيير تلك الصورة.
"ما بتتوازن من دونك".. مبادرة سورية لانتشال الفتيات من أزمة النقل عبر الدراجات الهوائية
واعتبرت مجر، أن تعليم النساء على قيادة الدراجة الهوائية ليس الأمر المهم فقط، بل استمرار النساء على استخدامها وتفعيلها كوسيلة نقل رئيسية، ودعم المجتمع المحيط، هو العنوان والهدف الأبرز.
وأكد عمر عبد الله، المنسق في مؤسسة "موج" التنموية، المسؤولة عن تنظيم فعالية "ما بتتوازن من دونك"، في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن عملهم جاء لتمكين السيدات وتعزيز دورهم في الحياة عموماً، وفكرة تعليم ركوب الدراجة الهوائية، هي مشروع للنهوض بواقع المرأة اقتصادياً، وتذليل العقبات أمامها.
"ما بتتوازن من دونك".. مبادرة سورية لانتشال الفتيات من أزمة النقل عبر الدراجات الهوائية
مناقشة