العملية العسكرية الروسية الخاصة

"قوة المستقبل"...تعرف على قوات الفضاء الروسية ومهامها

احتفلت "قوات الفضاء الروسية" في 4 أكتوبر/تشرين الاول، بيومها الوطني الذي تم تحديده بمرسوم رئاسي في 31 مايو/أيار 2006.
Sputnik
تم تخصيص هذا اليوم لأول مرة بموجب مرسوم صادر عن رئيس روسيا في 10 ديسمبر/كانون الأول 1995، وكان يسمى يوم "قوات الفضاء العسكرية"، وتم اختيار هذا اليوم ليتزامن مع إطلاق أول قمر صناعي للأرض في العالم (4 أكتوبر 1957)، والذي افتتح تاريخ رواد الفضاء، بما في ذلك العسكريين، ليتم تغيير اسم اليوم إلى يوم "قوات الفضاء الروسية" بناءً على مرسوم رئيس روسيا الاتحادية الصادر في 3 أكتوبر 2002.
مهام قوات الفضاء الروسية
تعتبر قوات الفضاء إحدى فروع الجيش الروسي وتنفذ عددا من المهام، أهمها:
1- مراقبة الأجسام الفضائية وتحديد التهديدات التي تواجه روسيا في الفضاء ومن الفضاء، ومواجهة هذه التهديدات إذا لزم الأمر.
2- تزويد الإدارات العليا في الدولة بمعلومات حول اكتشاف عمليات إطلاق للصواريخ الباليستية والتحذير من هجوم صاروخي.
3- إطلاق المركبات الفضائية إلى المدار، والتحكم في أنظمة الأقمار الصناعية العسكرية والمزدوجة الغرض (العسكرية والمدنية) أثناء الطيران وتزويد القوات التابعة للجيش الروسي بالمعلومات اللازمة.
4- الحفاظ على الجاهزية والاستعداد لاستخدام أنظمة الأقمار الصناعية العسكرية والمزدوجة الاستخدام، ووسائل إطلاقها والتحكم فيها، وعدد من المهام الأخرى.
قوات الفضاء الروسية تكشف أكثر من 40 عملية إطلاق لصواريخ فضائية وبالستية في 2018
الفرق بين قوات الفضاء الروسية ونظيرتها الأمريكية
على عكس قوة الفضاء الأمريكية، التي تسلط مهمتها الضوء على خطط لتأمين "مصالح الولايات المتحدة في الفضاء منه وإليه"، بما في ذلك من خلال محاولات اكتساب التفوق الاستراتيجي، فإن طموحات الجيش الروسي في الفضاء الخارجي مقيدة بالتزام موسكو بالمنع المقترح لهجوم فضائي. بحسب معاهدة سباق التسلح في الفضاء(PAROS) - وهي معاهدة طرحتها روسيا والصين لأول مرة في عام 2008، وتهدف إلى استباق ومنع المواجهات الفضائية في المستقبل بين القوى العظمى وبناء القدرات العسكرية في مسرح العمليات المحتمل هذا.
و في الأعوام الأخيرة، أشارت موسكو وبكين مراراً وتكراراً إلى منع حدوث سباق تسلح في الفضاء الخارجي وإجراء مفاوضات مع واشنطن، لكن الإدارات الأمريكية المتعاقبة قابلت ذلك بالرفض حتى الآن، متهمةً البلدين بتلفيق "حيلة دبلوماسية" تهدف إلى إعطاء الأولوية بطريقة أو بأخرى ليصبح لهم "ميزة عسكرية" على الولايات المتحدة.
"قوة المستقبل"
وصف المحلل العسكري الروسي، يوري كنوتوف، في لقاء مع "سبوتنيك"، قوات الفضاء الروسية بأنها بمثابة "قوة المستقبل"، قائلا: "يمكننا وصف قوات الفضاء بأنها القوى المشاركة في حل المشاكل لتحويل بلادنا ليس فقط إلى قوة فضائية، بل إلى قوة قادرة على التنافس مع الولايات المتحدة والدول الأخرى التي تراهن على الفضاء، على قدم من المساواة".

وأشار كنوتوف إلى مهمة هذه القوات في المستقبل بأنها ستنطوي على الاستجابة السريعة للتحديات التكنولوجيا الحديثة بالإضافة لقدرتها على التعامل مع الطائرات المستقبلية والمقاتلة منها التي ستتمكن من التحليق داخل وخارج الغلاف الجوي.

لافروف: روسيا مصرة على مناقشة مواضيع نشر الأسلحة في الفضاء
وأشار إلى أجهزة المراقبة الحالية التابعة لهذه القوات والتي تسمح بمراقبة الفضاء واكتشاف الأجسام الصغيرة وتتبع حركتها وحتى تغير مدارات المركبات الفضائية في الوقت المناسب.
كما تحدّث المحلل عن قدرات هذه القوة الروسية بتفتيش المركبات الفضائية الأخرى من خلال امتلاكها لمركبات فضائية قادرة على المناورة .
"قوات الفضاء الروسية " تعطل أجهزة "ستارلينك" في أوكرانيا
أثبتت قوات الفضاء الروسية قدرة على التأقلم مع ظروف العملية العسكرية في أوكرانيا بعدما استخدم "الناتو" كل الطرق لمواجهة روسيا بما في ذلك استخدام الأقمار الصناعية لجمع المعلومات.
أعلن بوتين عن تطويرها.. تعرف على الأسلحة المعتمدة على "مبادئ فيزيائية جديدة"
فبحسب كنوتوف، فقد طورت هذه القوات قدرات لتشويش وتعطيل الأقمار الصناعية ومن ضمها أقمار "ستارلينك" التابعة لإيلون ماسك والتي تم تزويد أوكرانيا ببعضها للحصول على المعلومات، بل وتدميرها دون انتهاك القانون الدولي، الذي يصنف تدمير الأقمار الصناعية لدول أخرى بمثابة سبب للحرب.
وقال: "نحن نعرف جيدا مجموعة الأقمار الصناعية التي أنشأها إيلون ماسك والتي توفر الإنترنت للقوات المسلحة الأوكرانية وجيوش عدد من البلدان الأخرى. في منطقة القتال، أتاحت أقمار ستارلينك الصناعية اتصالات مستقرة بين القيادة الأوكرانية ووحدات الخطوط الأمامية. وفي هذا الصدد، اضطررنا إلى إنشاء أنظمة خاصة تسمح لنا بالعمل على قنوات الاتصال التي تستخدمها ستارلينك [لدعم الجيش الأوكراني.]. و هذه الإجراءات كانت ناجحة، وقد اعترف بذلك إيلون ماسك بشكل مباشر".
قدرات "قوات الفضاء" في زمن الحرب
وفقا لكنوتوف، فإن روسيا أصبحت جاهزة في حال التصعيد في مجال الفضاء، وذلك لما تمتلكه من أسلحة قادرة على "إعماء" الأقمار الصناعية ومنها منصة الليزر "بيريسفيت"، التي يمكنها التصرف بسرعة لتشويش إشارات الأقمار الصناعية بالإضافة للأسلحة القائمة على مبادئ فيزيائية جديدة قادرة على تغير إحداثيات نظم تحديد المواقع والتأثير على معدات وأجهزة الاستطلاع التابعة للعدو.
ما هي الأسلحة "السرية" التي تم إنشاؤها لقوى الفضاء الأمريكية ولماذا يتكتم عنها البنتاغون؟
وعندما يتعلق الأمر بالأسلحة الفضائية المكلفة بتدمير المركبات الفضائية المعادية، أشار كنوتوف إلى قدرات الطائرة الاعتراضية الأسرع من الصوت من طراز "ميغ 31"، التي يمكنها إطلاق حمولات صغيرة إلى الفضاء، بما في ذلك الصواريخ المضادة للأقمار الصناعية.
في نهاية المطاف، مع التقدم التكنولوجي ووسائل التدمير، يتوقع كنوتوف أن تستمر وظائف ومهام قوات الفضاء الروسية في التوسع من حيث العدد والتعقيد، بما في ذلك مواجهة قدرات الجيل القادم من المقاتلات دون طيار في يوم من الأيام.
مناقشة