راديو

سد النهضة.. جولة جديدة من المفاوضات... إلى أين؟

جولة جديدة من المفاوضات الخاصة بسد النهضة الإثيوبي تنطلق خلال الشهر الجاري، يبحث فيها الأطراف إمكانية الوصول إلى تفاهمات واضحة، بعدما انتهت الجولة السابقة دون الإعلان عن تحقيق تقدم ملموس.
Sputnik
الجولة الرابعة والأخيرة في أديس أبابا، تأتي بعد جولات تفاوضية، بناءً على توافق الدول الثلاثة على الإسراع بالانتهاء من الاتفاق على قواعد ملء وتشغيل سد النهضة في غضون 4 أشهر.
إثيوبيا قالت إنها تسعى إلى التفاوض مع مصر والسودان من أجل إيجاد حل لأزمة السد، في ظل هذه المرحلة الحساسة التي تشهد اضطرابات في عدد من دول منطقة الشرق الأوسط، لكن مستشار وزير المياه والطاقة الإثيوبي محمد العروسي، استبعد التوصل إلى توافق تام بين إثيوبيا ومصر والسودان خلال الجولة المقبلة، معتقدا أن المهمة ليست يسيرة، وأن أي تقدم لا يعني بالضرورة إيجاد توافق تام.
في هذا الموضوع، يقول الكاتب والمحلل السياسي، محمد حسين العروسي، إن المفاوضات جاءت بعد اتفاق الرئيس المصري مع رئيس الوزراء الإثيوبي، مما يعطي أفضلية للتوافق والتباحث حول المسائل العالقة.
وذكر أنه لا يستبعد حدوث توافق بين الأطراف خلال الجولة الجديدة من التفاوض، بعدما أقر زعيما البلدين وأكدا رغبتها في التفاوض، مؤكدا أن أديس أبابا لديها رغبة كبيرة ومنفتحة للتوصل لحل نهائي، لأنها تعتبر هذا المشروع له فائدة للإقليم ولا تريد أن تحلق ضررا بدولتي المصب.

لكن السفير إبراهيم الشويمي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، يرى أن إثيوبيا تكرر رغبتها في التفاوض دون أن تنجز أي ملفات.

وأوضح أن إثيوبيا لا تريد التوقيع على اتفاق، مشيرا إلى أنها تريد اتفاقا بلا التزام، مؤكدا على ضرورة التوصل إلى اتفاق مكتوب وملزم لإدارة وتشغيل السد وتوضيح قواعد الملء، معتبرا أن الاتفاق الاسترشادي لا يعد اتفاقا، وأن مصر والسودان يملكان أوراق كثيرة يمكنهما الاعتماد عليها لكن سيتم استخدامها في الوقت المطلوب.
الكاتب والمحلل السياسي السوداني، حافظ كبير، يقول إن استبعاد إثيوبيا لحدوث توافق كامل في المرحلة الجديدة توقع موضوعي، باعتبار أن الظرف الذي تمر به المنطقة يشهد انقسامات واضطرابات مختلفة وبالتالي لا يتوقع أحد أن تكون هناك عملية تفاوضية ناجحة.
ولفت إلى حاجة المنطقة والسودان إلى الكهرباء والماء مما يعتبر فائدة من بناء السد، لكن هناك مخاوف طبيعية من جانب مصر وتأثيره على كمية المياه التي ستصل إليها.
من جهته، قال الباحث السياسي، عزمي عبدالرازق، إن مسألة سد النهضة معقدة خاصة مع الظروف الحالية في المنطقة العربية والسودان.
وأكد أن إثيوبيا تسببت في الأزمة بعد عمليات الملء الأحادي للسد والرفض المصري والسوداني لهذا الموقف، والآن تحاول اللعب على عامل الزمن والمفاوضات من أجل التغطية على الإجراءات التي تقوم بها على أرض الواقع، ولا سبيل للبلدين سوى التعامل مع هذا الواقع عن طريق العلاقات مع الجانب الدولي والإقليمي والضغط على إثيوبيا للعودة إلى التفاوض بجدية.
مناقشة