قطاع غزة يواجه الجوع الكارثي وسوء التغذية يهدد حياة الأطفال... فيديو

تفاقمت أزمة الجوع المهددة لحياة السكان، وذلك مع استمرار الحرب على قطاع غزة للشهر السادس، وشح المساعدات الإنسانية التي تصل إلى القطاع.
Sputnik
ووفقا لمصادر طبية في القطاع، فقد توفي 27 فلسطينيا جراء سوء التغذية، وتوقّع تقرير تدعمه الأمم المتحدة تفشي المجاعة من الآن وحتى مايو/أيار المقبل، شمالي قطاع غزة، حيث لا يزال هناك 300 ألف شخص محاصرين بسبب القتال.
وبحسب التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، فإنَّ نسبة المواطنين الذين سيواجهون المستوى الكارثي من الجوع في جميع أنحاء قطاع غزة، ارتفعت إلى 1.1 مليون، بما يمثل نحو نصف السكان، بعدما استنفدوا بالكامل إمداداتهم الغذائية وقدراتهم على التكيف.
وبات شبح الموت يطارد الأطفال في قطاع غزة، جراء سوء التغذية الحاد الذي يفتك بهم بوتيرة قياسية، متجهاً نحو العتبة الثانية للمجاعة، ويتوافد أعداد كبيرة من الأطفال لم يسبق لها مثيل إلى المستشفيات، والتي باتت تشهد حالات وفيات كثيرة للأطفال، بسبب سوء التغذية أو الجفاف أو الأمراض الناتجة عن الجوع.
قطاع غزة يواجه الجوع الكارثي وسوء التغذية يهدد حياة الأطفال
وفي مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، يستقبل قسم الأطفال في المشفى، 60 طفلا يومياً، يعانون من سوء التغذية ومجموعة أخرى من الأمراض المرتبطة بالجوع، ويكتظ القسم بالأطفال وعائلاتهم.
قطاع غزة يواجه الجوع الكارثي وسوء التغذية يهدد حياة الأطفال
وتقول الطبيبة في قسم الأطفال في مشفى "شهداء الأقصى"، نسرين إبراهيم، لوكالة "سبوتنيك" عن الحالات الموجودة في قسم الأطفال: "قسم الأطفال يستقبل يومياً 60 طفل، منهم من يعاني من التهاب الكبد الوبائي، والنزلات المعوية، وهذا ناتج عن سوء التغذية والنظافة".
قطاع غزة يواجه الجوع الكارثي وسوء التغذية يهدد حياة الأطفال

وتضيف: "نبذل جهدنا لتقديم ما يلزم للأطفال من محاليل وحليب، وفق الإمكانيات المتوافرة في المشفى، لكن الأطفال يحتاجون إلى أغذية فيها بروتين وكربوهيدرات، وتناول الخضروات، وهذا النوع من الغذاء فقده الطفل جراء الحرب، وبات الاعتماد على المعلبات، التي تحتوي على مواد مصنعة ضارة، سببت انخفاض نسبة السكر في الجسم، وارتفاع نسبة الإصابة بمرض التهاب الكبد الوبائي والجفاف، ما أدى إلى الوفاة عند الأطفال".

قطاع غزة يواجه الجوع الكارثي وسوء التغذية يهدد حياة الأطفال
ولا يتوقف قسم الأطفال في مشفى شهداء الأقصى عن الاكتظاظ بالحالات المتواجدة بسبب سوء التغذية، وبعض هؤلاء الأطفال لم يعد يقوى حتى على البكاء من شدة الجوع، ويجلس الطفل معتصم حجاج على سرير في غرفة مكتظة بالمرضى، ويعاني من سوء التغذية، فمعدته فارغة منذ عدة أيام بفعل النقص الحاد في المواد الغذائية، ويقول معتصم لوكالة "سبوتنيك" وقد أنهكه الجوع والتعب: "أعاني من نقص بالتغذية والجفاف، والتهاب في الرئة، وأتمنى أن تتوقف الحرب".
قطاع غزة يواجه الجوع الكارثي وسوء التغذية يهدد حياة الأطفال
وبعينين غائرتين خائفتين ووجهين هزيلين يستلقي الطفل عمرو زقوت على سرير في قسم الأطفال بمشفى الأقصى، وتقول والدته لـ "سبوتنيك": "بسبب سوء التغذية، والمعلبات والمياه الملوثة، لم تعد معدته تتحمل الطعام، وأصيب بالتهاب في الأمعاء".
قطاع غزة يواجه الجوع الكارثي وسوء التغذية يهدد حياة الأطفال
وتضيف ماسة أحمد، وقد أفاقت طفلتها من غيبوبة استمرت لعدة أيام: "طفلتي تعاني من بكتيريا على الدماغ، وتسببت في غيوبة لمدة 9 أيام، وتعاني حالياً من أمراض أخرى ناتجة عن سوء التغذية، ووزنها نقص إلى النصف".
قطاع غزة يواجه الجوع الكارثي وسوء التغذية يهدد حياة الأطفال
ومع التردي المطرد للأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، حذر خبراء وعاملون في مجال الإغاثة، من أنه لم يعد متبقياً على إعلان حدوث مجاعة في القطاع، سوى استيفاء شرطين لا أكثر، من جُملة الشروط الصارمة الموضوعة لذلك، في إطار مقياس دولي، يُستخدم لهذا الغرض.
قطاع غزة يواجه الجوع الكارثي وسوء التغذية يهدد حياة الأطفال
وتعاني جماعات الإغاثة في قطاع غزة من الإجراءات الإسرائيلية المرهقة لاستيراد المساعدات الإنسانية، وبات التوزيع في معظم أنحاء غزة، وخاصة الشمال، شبه مستحيل عمليا بسبب القيود الإسرائيلية، وتسعى إسرائيل إلى توسيع هجومها على مدينة رفح جنوب القطاع المزدحمة بالنازحين، مما قد يدفع نحو نصف إجمالي سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة إلى مجاعة كارثية.
ويواصل الجيش الإسرائيلي قصف القطاع للشهر السادس، حيث دمر أحياء بكاملها، وتسبّب بنزوح 1.7، من أصل 2.3 مليون نسمة، مما أدى إلى النقص الحاد في الغذاء إلى ما تصفه الأمم المتحدة بأزمة تغذية، وهي جزء من كارثة إنسانية تعصف بقطاع غزة.
مناقشة