الدمشقيون يبدأون عيد الفطر بالصلوات والتقاليد الشعبية

وسط تهليلات العيد التي تملأ فضاء العاصمة السورية دمشق، تبدأ الأزقة والحارات إعلان الفرح بقدوم العيد لتضفي مزيدا من الروحانية على مختلف أرجاء هذه المدينة المعشّقة بالتاريخ.

وبعد انقضاء صلاة العيد وتبادل التريكات بقدومه، ينطلقون أهالي دمشق إلى وجهتهم الأولى وهي المقابر لزيارة ذويهم ممن رحلوا إلى السماء، في طقس دمشقي مفعم بالعادات والتقاليد.

لم يثن الجو الماطر في أول أيام العيد، الدمشقيين عن ممارسة طقوسهم المعتادة، فها هي المقابر تستقبل زوار ساكنيها أفواجا وهم يحملون باقة من نبتة خضراء تعرف شعبياً "الآس" يضعوها فوق قبور أحبتهم، ويقرأون على روحهم ما تيسر من القرآن الكريم، ثم يدعون لهم بالرحمة والمغفرة، ويبدأون بتوزيع الحلوى والقهوة العربية لكل عابر سبيل أمام ضريح من يزورنه.

وسط الطقس الديني لزيارة المقابر، يتبدى وجه اجتماعي، إذ يلتقي زائرو القبور بأهالي وأصدقاء من دفن إلى جانب فقيدهم ممن لم يصادفوهم منذ العيد الماضي، فيتبادلون التهنئة بقدوم العيد والترحم على أمواتهم، ولا تخلو الأحاديث التي تدور عن السؤال حول الحال والأحوال.

"هنا نعيد التوازن النفسي ونتأمل في حياتنا"، قال أحد زائري القبور لـ"سبوتنيك"، مضيفًا: "أتيت لزيارة ضريح والدتي، لأقرأ لها سورة الفاتحة وأضع لها نبتة "الآس" لأن النبات الأخضر فوق القبر يشفع للمتوفى يوم الحساب".

وأشار الرجل الستيني إلى أنه وبحسب المعتقدات فإن روح المتوفي تسمع وترى من يزورها في أول أيام العيد وتفرح بقدومه.

وتابع: "نأتي هنا لنقول لهم أنهم يعيشون فينا وأننا نستذكرهم في كل لحظة، ونهنئهم بقدوم العيد، ونخبرهم أننا في شوق لهم إلى حين اللقاء في السماء".