خبراء: الوجود العسكري الغربي في أفريقيا غير مرغوب فيه

يواجه الغرب مصاعب كبيرة في دول الغرب الأفريقي، في ظل مطالب شعبية ورسمية بمغادرة القوات الغربية من أراضيهم وفي المقدمة منها القوات الفرنسية والأمريكية.
Sputnik
وقبل أيام، أعلن الجانب الأمريكي أن قواته في تشاد ستغادر، وذلك بعد مخاطبة من الجانب التشادي للملحق العسكري الأمريكي هناك، والتي أفادت بأن تواجد الكتيبة الأمريكية في أماكن غير مخصصة غير مرغوب فيه.
الانسحاب من تشاد يأتي بعد أيام من إعلان واشنطن أن مفاوضات ستبدأ خلال أيام تتعلق بـ "انسحاب منظم ومسؤول" من النيجر.
وفق خبراء، فإن الوجود الغربي في دول القارة السمراء، غير مرغوب فيه بشكل نهائي في بعض الدول، وفي البعض الآخر، تسعى الدول لإعادة صياغة الاتفاقيات أو الحصول على مكاسب أكبر.
وأعلن المجلس العسكري الحاكم في النيجر، الشهر الماضي، إنهاء اتفاق التعاون العسكري مع الولايات المتحدة.
وقبل أشهر طالب قادة أحزاب سياسية ومنظمات مجتمع مدني في تشاد، بالسير على خطى مالي وبوركينا فاسو والنيجر، بطرد القوات الفرنسية ووقف التعاون العسكري مع باريس.
حكومة تشاد تكشف لـ"سبوتنيك" تفاصيل الأزمة مع القوات الأمريكية على أراضيها
يقول الخبير الأمني المغرب محمد الطيار، إن التواجد العسكري الأمريكي غير مرتب بدول منطقة الساحل، فقط، حيث تنتشر القواعد العسكرية في عدد من دول المنطقة.
وأضاف، في حديثه مع "سبوتنيك"، أن التواجد الأمريكي في النيجر مرتبط بالتطورات التي وقعت هناك، خلال الفترة الأخيرة.
ولفت إلى أن الجانب الأمريكي ناقش في وقت سابق، إقامة قاعدة عسكرية في موريتانيا، في ظل التنافس بين باريس وواشنطن على منطقة الساحل، ومن المحتمل الإعلان عن قاعدة عسكرية هناك عقب الانتخابات الرئاسية.
وأشار إلى أن الوفد العسكري الذي زار موريتانيا العام الماضي، حمل بعض الوعود بشأن استخراج الغاز، وتهيئة البنى التحتية للمشروع.
ويرى الخبير الأمني أن المتضرر الأكبر مما يحدث هي فرنسا، خاصة بعد انكماش دورها في المنطقة بسبب أزمتها الاقتصادية، وفقدان شركاتها القدرة على التنافس في العديد من المناطق.
وأشار إلى أن التواجد الألماني والإيطالي العسكري في المنطقة اقتصر على عمليات مواجهة الإرهاب والتدريب خلال السنوات الماضية.
خبير: تشاد تسعى لإعادة النظر في الاتفاقيات العسكرية بما يحقق التوازن
وشدد على أن التغييرات التي تحدث في الوقت الراهن لا زالت مفتوحة على سيناريوهات عدة.
وفي الإطار، قال الدكتور إسماعيل محمد طاهر، إن مغادرة القوات الأمريكية لتشاد جاء بعد مخاطبة من الجانب التشادي، الذي طلب المغادرة من القوات الأمريكية استنادا إلى عدم وجود اتفاقية تؤطر وجودهم.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن الجانب التشادي يضغط بشكل أكبر على الجانب الغربي، للحصول على شروط وتنازلات أكبر.
ولفت إلى أن تشاد تسعى أيضا في الوقت الراهن لإعادة صياغة الاتفاقيات مع فرنسا، بشأن بقاء قواتهاد، بعد خروجها من العديد من الدول، بينما تدفع الأوساط السياسية في البلاد إلى انسحابها، الذي سيكون الثالث بعد الانسحاب من مالي وبوركينا فاسو في عامي 2022 و 2023.
مناقشة