فمنذ البداية، أبدت جماعة "أنصار الله" (الحوثيون) رفضها القاطع لمقترح الرئيس اليمني هادي الذي طرحه قبل أسابيع بنقل الحوار السياسي بين المكونات اليمنية خارج صنعاء، بيد أنه بمجرد إطلاق هادي لفكرته الجديدة باستضافة العاصمة السعودية الرياض لجلسات الحوار، جاء الرفض أكثر حدة وإصرارا على الإبقاء على صنعاء مركزا للحوار اليمني.
ولم يعد خيار نقل الحوار إلى "مكان آمن"، مرتبطا بالمشاركين في الحوار الجاري في اليمن حاليا، بقدر ارتباطه بقرار مجلس الأمن الدولي الذي كلف مبعوث الأمم المتحدة لليمن جمال بنعمر بتحديد مكان آخر للحوار، إلا أن "الحوثيين" رفعوا شعار "عقد المفاوضات في صنعاء أو تتوقف"، بحسب عضو المجلس السياسي للجماعة محمد البخيتي.
وأضاف البخيتي، أن "أنصار الله" مدرجة على قائمة الإرهاب في السعودية والإمارات، متسائلا، كيف نقبل أن نذهب إلى الرياض ولديها موقف معادي من مقوم أساسي من مقومات اليمن، مشيرا إلى أن طلب الرئيس هادي نقل الحوار إلى خارج اليمن غير مشروع، والهدف منه هو تعقيد الحوار، معتبرا أن إصرار أي طرف على نقل الحوار، هو بمنزلة شروط مسبقة مرفوضة.
ولم يحدث أي اختراق على صعيد المفاوضات الجارية حاليا، التي تتوسط فيها الأمم المتحدة، يمكن أن يفضي إلى حل للأزمة اليمنية في المستقبل المنظور، خاصة بعد تطورات المشهد السياسي التي طفت على سطح الأحداث إثر فرار هادي ووزير دفاعه إلى عدن، التي أصبحت العاصمة المؤقتة للبلاد بدلا من صنعاء التي يسيطر عليها "الحوثيون".
ولا يزال "الحوثيون " متمسكين بمواقفهم الرافضة لشرعية الرئيس هادي، كما يصرون على تشكيل مجلس رئاسي، والمضي قدما في تنفيذ بنوده الرامية إلى تشكيل مجلس وطني بموجب إعلانهم الدستوري الصادر في 6 فبراير/ شباط الماضي، بحسب ما صرح به رئيس الدائرة السياسية في الحزب الناصري اليمني عبدالله المقطري لـ"سبوتنيك".
وفي ظل تصاعد الأحداث وتعقدها مع غياب أطروحات وحلول سياسية للأزمة التي تشهدها اليمن الذي يشهد اضطرابات منذ سنوات، تتجه الأنظار إلى الجنوب اليمني الذي يشهد حراكا سياسيا يوما بعد يوم، في انتظار ما قد تسفر عنه التطورات، ولاسيما بعد وصول وزير الدفاع، محمود الصبيحي، إلى عدن وما رشح عن إعادة ترتيب الأوراق هناك لسحب البساط من تحت أقدام "الحوثيين".